الفصل الثامن

10 1 0
                                    

"مصطفي أريد أن أخبركَ شيئًا "
ليردف " بالتأكيد ..أخبريني "
لتقول بحزم "يجب أن نُقدم عقد القرأن "
أستغرب من قرارها فهو يعلم أنها لَم تتعود بعد علي أنه سوف يكون زوجها ويعلم أنها مُكتئبه لسبب ما هو لا يعرفه وكُلما حاول أن يعرفه تُجاوبه بلا شئ وتحاول أن تكون طبيعيه ولكنه يحفظها عن ظهر قلب ..سعد من تلكَ الخطوه ..سعادته أعمته عن رؤيه  لمحه الحزن بعينيها ..
"ولكنني لَم أُشفي بعد ..إن حدث لي.."
قاطعته بحزم " أنتَ ستتجاوز تلكَ المحنه إن شاء الله وأنا بجانبكَ  ولكن يجب أن أكون معكَ وأنا زوجه رسميه ..أريد أن أكون حافزًا أكثر لتتخطي تلكَ الأزمه "
حاول أن يُداري تلكَ الدموع التي تكونت بعينه ..هو لا يُصدق أنه سيحظي بقُربها أكثر ..كان متوترًا من إتيانها وحديثها ..كان يخاف أن تأتي وتُقرر أن تفسخ الخُطبه ولكنه تفاجئ بقولها ..ليجيب بقلب يهلل من الفرحه
"حسنًا سأُحدث جدي وأبي عن تلكَ الخطوه " ..

السماء مُلبده بالغيوم ..في وقت تكاد السماء أن تنزل بغيثها ..كنفس الشخص في تلكَ الغُرفه المظلمه ..يفترش سجاده الصلاه ..يدعو ويدعو عله يرتاح ..هو يعلم أن قلبه بيد الرحمن ..هو فقط من سيريحه .. هو من سيعطيه مُراده إن كان له نصيبًا به حتي لو وقف بينه وبين الشئ هذا جبال سيعطيه إياه..رُبما يُعجله  بصدقه ..رُبما بدعوه في جوف الليل ..رُبما بدعاء في وقت ماطر ..سلم في أخر ركعه له وأخذ يُسبح ..نظر بجانبه تخيلها وهي تجلس بجانبه وتصلي ..كم كان يحلُم أن يكون إمامُها ..كم كان يحلُم أن يُسبح علي يدها ليتشاركا الحسنات...كم كان يتمني بعد الصلاه أن يضع رأسه علي قدميها وتضع يدها علي رأسه ويحكي لها ما لا يُريحه .. أفاقته ضربه موجعه بقلبه كأنه ينبهه بالواقع الأليم  ..تمتم داعيًا
"لو كانت من نصيبي فعجلها لي ..ولو لَم تكن من نصيبي فأسعدها وأرح قلبي يا الله " ..
سمع صوت هاتفه يرن ليفتح الخط دون أن ينظر إلي أسم المُتصل ليصدح صوت مصطفي مُهللا
" أبشر لي أخي ..سأتزوج أنا وليل الأسبوع القادم "
رُبما الدعاء قد أُستجاب ..ولكن لِمَ أستجاب نصفه والأخر لا ..لِمَ أُستجاب أن يسعدها ...ولَم يرح قلبه ..أشتد الألم بقلبه ..لِمَ الحزن أصبح رفيقه يُطارده بكُل مكان ..هو فعل كُل ما بوسعه لكي ينساها ولكنه كُلما حاول النسيان تذكرها ...أغلق الهاتف فلو لَم يغلقه لكان صرخ بأخيه وقال له أنها مِلكه هو ..ليس له حق بأخذها ..ليس له الحق بذكر أسمها ..أخذ يجوب الغرفه ذهابًا وإيابًا كالأسد الجريح ..أخذ يكسر كُل شئ يقابله وهو يصرخ
" إنها لي ..لن تحصل عليها ..إنها مِلكي "
أخذ يكسر كُل شئ حتي أفرغ تلكَ الشُحنه الغاضبه بداخله..أصبحت الغرفه ضحيه غضبه ..وقف بمنتصف الغرفه وهو يلهث من المجهود الجسدي والمجهود النفسي ..لَم يتخيل أمر زواجهما صعبًا لتلكَ الدرجه ..يشعر بتئاكل في جسده كأنه مُدمن وتم سحب الجرعه منه مره واحده  ..

مر خمس أيام وهو لَم يذق طعم النوم يجلس في المكتب الخاص به في البيت يُدخن بشراهه لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير .. بعد أن تتزوج ماذا سيحصل له؟! ..أسيظل جالس هاكذا دون أن يفعل شئ؟! ..دون أن يحارب ليحصل عليها !؟ ..ولكنه لن يُضحي بسعاده أثنين لأجله ..من سيحارب ..أخوه ؟!..أخوه الذي يُضحي بنفسه لأجله ..أم حبيبته نفسها ..سيحاربها ليحصل عليها ..أهذا كلام عقلاء..هي تُحب مصطفي وهو يُحبها ..أسيكون عائقًا بينهم!؟ ..قام برمي مطفئه السجائر بالحائط لتُدمر وتسقط شظاياها علي الأرض ..مَل من التفكير ..مَل من الشئ وناقضه ..مَل من أن يكون الجانب المُضحي ..وقف فجأه وذهب لغرفه النوم وأخذ يُلملم أغراضه ووضعها بالحقيبه مقررًا العوده للوطن وليحدث ما يحدث ..

فُتات ذكرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن