الفصل الثالث عشر

43 2 1
                                    

بعد مرور عام ..

أستيقظت ليل علي صوت رنين هاتفها لتتناوله وتنظر إلي المُتصل بعين نصف مغلقه ..وما إن علمت المُتصل حتي أرتسمت إبتسامه جميله علي وجهها لتفتح الخط ليصدع صوته الأجهش
"صباح جميل مِثلكِ "
رقص قلبها رقصه فرح وهو يغيظ ذاك العقل للمره التي لا تعرفها  ...لتحتضن وسادتها وتجيبه بصوت لا يزال به أثر النوم

"بل جميل مِثل صوتكَ "
أزداد سرعه تنفسه ليردف
" تتغزلين بي لأنكِ تختبئين خلف الهاتف بينما أمامي تُصبحين كالفأر الذي أُستخرج توه من حوض الإستحمام "
زمجرت بغيظ " فأر يا غيث ! فأر ! أهذا تشبيه تُشبه به عروس ستُزف لعريسها بعد بضع ساعات "
ليدوي صوت ضحكته وهو يتقلب علي الفراش
" لأنكِ أجمل فأر "
أبتسمت علي ضحكته التي ضخت السعاده إلي روحها
"أُحبكَ وأُحب ضحكتكَ "
همست بها ظننًا به لا يسمعها ولكنه سمع كُل حرف تفوهت به للتو ..ليعتدل جالسًا علي الفراش ويقول بسرعه وصدمه
" ماذا قُلتِ! "
لتجحظ عينها وتغلق الخط سريعًا  في وجهه ..مرت بضع دقائق علي ما أستوعبت ما تفوهت به ليحمر وجهها خجلًا لتنظر إلي هاتفها الذي دوي بصوت رساله لتفتحها لتجد غيث من بعثها لها
" أحببتُ الحُب لأنه لكِ "
ليدوي صوت ضحكتها الرنانه لتدلف رغد إلي الغُرفه وهي تبتسم
" أسمع صوت العصافير تُغرد  من الأسفل"
لترتمي ليل علي الفراش وهي مُحتضنه الوساده بقوه
" احبه ، احبه ، احبه  ، ومُستعده لطرق كُل باب بالمدينه وأُخبرهم أنني أُحبه "
لتضحك رغد وتردف بحماس  " هيا أُريد أن أُريكِ فُستاني قبل أن نذهب لمركز التجميل "
أخرجت رغد من حقيبه قماشيه فستانًا أسود ..لتعتدل ليل وتقول بإنبهار
" وااااو حقًا رائع "
لتكمل وهي تغمز لها "متي سترحمين الرجُل الذي أغرقتيه في عشق لألاف المرات "
لتبتسم وتتذكر صديقها القديم الذي كانت تُحبه وهم بالجامعه وهو لا يعرف ولم تراه بعد تخرجهما ليظهر فجأه في حياتها ويخبر والدها بأنه يُريد الزواجه منها ...
"هااااااي ..أأنتِ معي أم معه "
لتلكزها رغد في كتفها وتقف وتُلملم أغراضها سريعًا
"هيا ، أجهزي وأرتدي ملابسكِ يا كسوله كي لا نتأخر "
"حسنًا " لتذهب إلي الخزانه وهي تُدندن وترقص وكأنها فراشه ذات أجنحه ملونه ..

في المساء

" أبدو جميله؟ "
قالتها ليل وهي تنظر إلي المرآه أمامها بذات الفستان الأبيض الذي يضيق حتي الوسط وينزل بإتساع  ولفه حجابها التي أضافت علي جمالها جمالًا ..وتلكَ المساحيق التي رُسمت علي وجهها بخفه ..
لتنظر إليها رغد وهي تحتضنها
" بل فائقه الجمال "
لتقول ليل وقلبها يرتجف بين أضلعها وأمتلئت عيناها بالدموع حين أستوعبت أنها وأخيرًا ستُزف إلي من إمتلكَ فؤادها
" لا أُصدق يا رغد أن غيث سيُصبح زوجي ..يا الله "
لتصرخ بها رغد " لا تبكي،  ستخربين الزينه " لتضحك ليل علي وجهها الملئ بحمره الغضب ..

ليقاطعهم الجد وهو يقترب منهم ..إبتسمت له ليل وأقبلت عليه تُقبل يده ورأسه  ..ليحتضنها ويربت علي رأسها
"ها قد أصبحت حفيدتي عروسًا جميلًا "
لتبتسم له ليأخذ رأسها بين كفيه ويُقبل جبينها ليُكمل " هيا لقد جُن هذا الولد الذي ينتظركِ بالأسفل ...لقد أستعجلني كي أجلبكِ "
ليثني ذراعه وتُمسك به ليل ويبدأ بالهبوط بها إلي القاعه ...
كان يقف غيث مُمسكًا بباقه ورد بيضاء ..وهو يأخذ شهيقًا وزفيرًا عده مرات عله يُهدء تلكَ الحرب التي بداخله ...لتبدء بالظهور أمامه ...ظهرت أمامه تلكَ الفتاه التي قلبت كيانه مُنذ نعومه أظافرها ...الفتاه التي أنزلت قلبه من فوق عرشه بإشاره من إصبعها..الفتاه التي لَم يتخيل أبدًا أنه سوف يصل إلي هذا اليوم وتُصبح زوجته ...علي أسمه..حُب عمره ستُصبح زوجته ... فقد أستبد به اليأس والحرمان بإستحاله حتي أن يملئ عينه منها ...بإستحاله أن يتطلع بها كما يشتهي ..أهو سيشبع منها ..سيشبع من ضحكتها ..سيشبع من رائحتها ..صوتها ..طيفها .. حمحم كي يتأكد بأنه لَم يفقد النُطق بعد من فرط السعاده فقلبه تعود الحزن ..أهو سيشعر وأخيرًا بالسعاده ..شعر وكأنه سيتيقظ من الحُلم ويرجع إلي عالمه التعيس ..شعر بأنه خيال وهو يحضر زِفافها من شخص أخر وليس هو المقصود...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 17, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فُتات ذكرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن