"أقبل "
قالتها ليل بقلب نازف وعين كادت أن تدمع ..نظر إليها مصطفي بأبتسامه تصل إلي أُذنه و قلبه ينبض بعنف..وعدم تصديق يكاد العالم لا يسعه من الفرحه
" حقًا ! أنا لا أُصدق ....حقًا لا أُصدق ...أعدكِ أنكِ لن تندمين علي قراركِ أبدًا "
نظرت بطرف عينيها لغيث وتمتمت
" أتمني "..
تركهم وذهب إلي الخارج ..يُريد أن يصرخ ..أن يُدمر.. أن يكسر شيئًا ..قلبه ليس قادر علي تحمل ذلكَ الألم...تمتم
" لِمَ كُل هذا العذاب ..أَكُتِبَ علي بتر فرحتي قبل أن تتم ..يا الله لو تعلمين يا ليل كم الألم الذي بقلبي الآن لأشفقتي علي "
..قلبه الآن يصرخ ألمًا وعقله تشوش ومازالت كلمه أقبل تتردد في عقله ..عقله يرفض تلكَ الكلمه.. لا يُصدق أنها قالت أقبل لرجل غيره ..نارً بقلبه يُريد أن يبتلع البحار والمحيطات علها تُخمد جزء منها..
"حسنًا أنا لن أكون أنانيًا في حُبي وأكسر قلبين ..ف ليل لن تأخذ أي قرار إلا وهي مُقتنعه به وتريده ..إذًا لأركل قلبي كُلما حاول التفكير بها ..هي لن تُصبح لي..سأنساها بالتأكيد ..رُبما ".."هل أنتِ جُننتي ! "
قالتها رغد صارخه ب ليل التي تنام علي الفراش وتنظر إلي سقف الغرفه بضياع ..لتُكمل رغد"هل قبلتِ بالزواج من رجل وقلبكِ مع رجل أخر ..ومع من!؟ ..أخوه !! ..أأنتِ تُريدين نسيان غيث بمصطفي !! ..أنتِ تتلاعبين بقلب شخص كرث قلبه كله لحُبكِ ولن يبخل عليكِ أبدًا بمشاعره ..تخيلي لو عَلِم بأمر حُبكِ لغيث ..ستكسرين قلبه ..ستوقعين بين الأخوه ..سيشعر بنفس شعوركِ هذا ..أترضين هذا "لتصرخ ليل بهستيريه " كفا كفا ..لا أريد سماع هذا كُله لا تُعاتبيني لا تدوسي علي قلبي لقد أستُنزف كُل ما به "
لتحتضنها رغد وتبكي ليل بحرقه وتقول بين شهقاتها
" أنا لا أُريد أن أُحرق قلبًا أحبني ..أُقسم لكِ أنني لَم أُفكر بهذه الطريقه..أنا فقط أريد أن أقطع أي تفكير أو أي صِله به بأرتباطي بشخص أخر ..لا أريد أن أضع أمامي أحتمالات تُرهقني إن لَم أحصل عليها ..أُريد أن أنام بقلب خاوي من الألم "
لترد رغد "وهل هكذا ستتوقفين عن حُبكِ له ..هل ستتوقفين عن التفكير به ..ما فعلته خطير وصعب..أنتِ تُجازفين بشده "
لتُكمل ليل البكاء بهستيريه ..هي تعلم أنها تُخطئ ولكنها تُريد أن تُبعده عنها بأي وسيله ..تُريد أن تعصم نفسها عنه بشخص أخر ..أخذت رغد تُرتل أيات قُرأنيه لتنام ليل بحضنها من كثره البكاء..مر أسبوعين وكُل من ليل وغيث يتجنبون رؤيه بعضهم البعض كُل منهم يحاول تأقلم علي البُعد مره أخري ولكن هذه المره لا رجع فيها ..غياب للأبد ..هذه الفكره أرهقت غيث إلي أنه ظل ليالٍ لَم يتذوق طعم النوم ..يبيت بالشركه ..لا يريد الرجوع إلي البيت ويراها ...يفكر في طريقه لأخراجها من قلبه والأكثر منه عقله ..فكُلما ذهب إلي مكان يتذكر شئ ما يخُصها تركته في هذا المكان ..كُلما سمع أغنيه ما تصفها .. ولكنه ظل يُصبر نفسه علي أنها ستُمحي من قلبه ..قريبًا..
قررت أن تذهب لتراه وتواجهه ..بالتأكيد لن تعترف له ولكن علي الأقل ليطمئن قلبها عليه فقد طال غيابه عن البيت بغير سبب ..هي تشك بأمر أنه من الممكن أن يكون يكن لها بعض من المشاعر لتحاول لأخر مره أن تقرائها بعينه ..أرتدت ملابسها وتذهب إلي الشركه. ..ذهبت وطرقت الباب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول ليرفرف قلبها مهللا لسماع صوته فقد أشتاقت إليه كثيرًا ..دخلت لتجده مُنكب علي الأوراق التي أمامه لَم يرفع عينه من عليها .. وجدته مرهق وملابسه غير مرتبه
"غيث "
قالتها بصوت أشبه بالهمس ليتوقف عن القرائه ويرفع نظره عن الأوراق ليجدها أمامه ...ظن للحظات أنه طيفها وأنه يتخيلها بسبب قله نومه ولكنه تأكد عندما قرص نفسه قرصه خفيفه ..أقتربت منه ووقفت أمام المكتب وتقول بأرتباك
" لماذا تغيبت كُل هذا ..اا أقصد أنكَ تغيبت لأسبوعين ولَم تحضر إلي البيت "
ليشيح نظره عنها ويعود مجددًا إلي الأوراق وقال ببرود " ورائي أعمال كثيرة ..لماذا أتيتِ !؟"
صُدمت من رد فعله البارد والغير مُهتم ظنت أنه قد أفتقدها ولكنه يبدو أنها أخطأت بحُسن ظنها ..
"كُنت أظنكَ حزين بعض الشئ لهذا تعمل كثيرًا "
ودّ أن يحتضنها ويخبرها مدي ألمه ويقول أنه يحاول هَلك نفسه جسديًا حتي يمنع نفسه للتفكير بها ولكنه تماسك
"لستُ حزينًا أبدًا ..وحتي لو كُنت حزينًا ..ما شانكِ أنتِ ..لن تفعلي لي شيئًا "
ظلت عده ثوانٍ تُحاول أستيعاب تلكَ الجُمل ..
"لِمَ المُعامله تلكَ فأنا لَم أفعل شئ ..لِمَ تتعامل معي ببرود! "
اردف " أنا ورائي عمل كثير لستُ مُتفرغًا لتلكَ التفاهات "
جحظت عينيها ..فقد تعدي حدوده في التعامل معها ..شعرت أنه ورائه شئ يخفيه ..لتصرخ قائله "هناكَ شئ تخفيه عني غيث ..قُل لي علي أرتاح من تلكَ المعامله الجافه ..لِمَ تعاملني هكذا "
ليرد بلا مبالاه "لَم تفعلي شيئًا ..فقط قُلت لكِ أنني فقط أعمل ..أُريد أن أُفرغ ما ورائي قبل أن أُسافر " ماذا! ..ما الذي يقوله ..أهذا كلام عقلاء أم مجاذيب ..كُل تلكَ الجمل ترددت بعقل ليل ..تصنمت من فكره أنه سوف يتركها مره أخري ..شعرت بتشنج في مفاصل يدها ..أسيذهب ويتركها مثل السابق ...مرت تلكَ السنوات أمامها كشريط فيلم تكرهه ..شعرت ببضع من الدوران ولكنها تماسكت ..شعر بها أنها ليست علي ما يُرام .. ليقف ويذهب إليها ولكنه قبل أن يصل إليها تكلمت ليل وهي تلهث من ذلكِ الأجتياح الذي يحدث بداخلها
" أنا لا أحبكَ ...حقًا لا أحبكَ ..أذهب ولا تعد ..أبدًا! "
لتذهب وتغلق الباب خلفها بقوه ..وقف هو بمنتصف الغرفه يحدق في المكان الذي كانت تقف فيه ...
"يعز علي أن أذهب وأخذكِ بين أضلعي...لا أريد أن تنزل من عينكِ دمعه ..ولكن يجب أن أقسو عليكِ ..علكِ تُكملي حياتكِ من دوني وتنسيني ..وأذهب أنا وأري وجوه الناس أنتِ ..أتركيني علني أُفك من لعنتكِ وترين حياتكِ وتكوني سعيده بعيدًا عني .."
كاد أن ينهار علي ما سيصبح عليه دون تحقيق أحلامه مع فتاته ..دون أن يحق له حتي أن يحتفظ بشئ يخصها ..دون أن يحق له أن يشُم رائحه خُصلات ضفيرتها ..ولكنه تماسك وتمتم
" تماسك غيث...من أجلها ..ومن أجل الجميع "..خرجت من المكتب وهي تتخبط بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها هاجمتها ذكرا تلكَ الكلمات التي قالتها له مُنذ قليل..
"غيث أنا أكره تلكَ المُعلمه "
ليجلس غيث بجانبها ويردف
"لا تقولي كلمه أكرهكَ حتي لو شعرتي بها تجاه شخص ما "
لتقول ليل وهي تتعلق بيده
"إذًا ماذا أقول عنها "
ليبستم " قولي أنكِ لا تُحبينها فهذا دليل علي أنه يوجد تراجع إن أنتزعتِ النفي ..هي كلمه أقل وقعًا من كلمه أكرهك "
لتقول بطفوله وهي لا تعي شيئًا مما قاله
" ولكنهم نفس الشئ "
ليضحك علي تعابير وجهها " لو كُنتِ تُحبيني لا تقولي تلكَ الكلمه مره أخره "
لتومئ له مبتسمه "حسنًا لن أقولها " ..لتبكي علي حالها حتي أنها لَم تقدر علي قولها له ..تُريد أن تقول له أحبكَ ولكن لن تستطيع فقد أخذ هو قراره وهي لن تُثنيه علي فعله ..
ذهب إلي البيت وأخذ حقيبته وودعهم ولكنه بحث بعينيه ويدعوا أن لا يراها حتي لا يضعف أمام نظراتها ..هو يكره الوداع ..ذهب إلي المطار وصعد علي الطائره ..
"علي الساده المسافرين الرجاء ربط حزام الأمان للإقلاع "
رُددت تلكَ الجمله الأذاعيه مره أخري وهو يتذكر تلكَ المره التي أتي هنا بقلب مراهق قد أذابه الشوق لرؤيه حبيبته ..يطوق شوقًا ليحقق تلكَ الأحلام التي ظل يحلم بها حتي يلقاها ..ولكنه أستيقظ علي واقع أليم .. ذاهب ويده فارغه ..لا يحمل إلا بضع كلمات تتردد في عقله ..يعود وهو واضع بقلبه خنجرًا مسمومًا وضعه بيده كي يفوق ألمه منه علي ألمه منها ..مر شهرًا وتمت خُطبه مصطفي ب ليل ..ومصطفي منتظم في الجلسات و أقترب علي الشفاء ولكنه بدأ يظهر عليه أعراض المرض فشعره الذي يتساقط يُخبئه تحت قبعه طيله الوقت كي لا يلاحظه أحد وجسده الذي أهلكه الكيماوي وأصبح هزيلًا ..ولكنه يصبر نفسه ب ليل التي تذهب معه إلي تلكَ الجلسات وتقف معه وتُسانده وتشجعه ..ولكنها تمنعت عن الطعام إلا من تلكَ القيمات التي تُبقيها علي قيد الحياه ..تظل طوال النهار نائمه .. لا تريد شيئًا .. تريد أن تنام لتُريح عقلها..وتفر هاربه ممسكه بقلبها إلي مُدن الأحلام خوفًا منه لتجده هناك...يطاردها طيفه بكُل مكان ..عادت مره أخري بدونه ..لكن هذه المره بألم أشد ..تخدر قلبها من شده الألم أصبحت لا تشعر بشئ ..أصبحت بارده ...تجلدت مشاعرها من كثر الألم ..تمنت لو لَم يظهر في حياتها ..تمنت لو لَم تُحبه...تمنت لو لَم تُخلق ..
ذهبت إلي مصطفي وهي تقرر قرارًا بداخلها .. يجب أن تتخلص من ذلكَ الألم بداخلها من ناحيته ..لن تظلمه من وجود غيث بداخلها ..قررت قرارًا وهي تعلم أنها ستندم عليه أشد الندم ..ولكنها تعودت علي الندم مُنذ ولادتها..سيكون ذلكَ القرار مهددًا لقلب ما ولكن لا يهم فعليها أن تستمر الحياه به أو بدونه ..رأته وهو يدلف عبر البوابه لتوقفه ..
"مصطفي أريد أن أخبركَ شئ "
ليردف " بالتأكيد ..أخبريني "
لتقول بحزم "يجب أن نُقدم عقد القرأن "#شهد_بسيوني