رُبما لا يشعر بشئ الآن غير أنها قريبه منه ..يشعر بأنها بجانبه ..فتح عينيه بصعوبه لتصطدم بعينيها الباكيه وهي تصرخ به حتي يفيق ..أبتسم لها وقال بصوت مُتحشرج
"أحبكِ حتي لو كانت نهايتي بين يديكِ فأنا فرح بتلكَ النهايه "
من ثم أغمض عينيه ..خرج صوتها المبحوح من كثره الصراخ
"أرجوكَ لا تتركني ..ليس بعد أن أعترفت لي بحبكَ سوف تتركني ..هل ستتركني مره أُخري ...لن أقدر ..حقًا لن أقدر..أستيقظ أرجوك ..لأجلي. .لأجل صغيرتكَ..أنا أحبكَ اقسم لكَ أنني أحبكَ"
دفنت رأسها بصدره وظلت تبكي ..خرجت العائله علي صوت الصراخ ليجدوا الناس متجمعه علي شكل دائره ليقتحموا تلكَ الدائره ليجدو غيث غارق بدمائه ورأسه علي قدم ليل وهي تحتضنه وتبكي ..ليصرخ مصطفي
"غيث "
وجثي علي قدمه متفحصًا إياه بينما عامر أمسكَ بهاتفه وأتصل بالأسعاف ..ليقول مصطفي صارخًا
" ليس لدينا وقت.. لنحمله ونأخذه إلي أقرب مشفي" ليتعاون عامر مع مصطفي ويحملاه ويدخلاه السياره في الخلف وليل بجانبه ..ليقود مصطفي بسرعه كي يصل ..صرخت ليل
"أسرع مصطفي "
ليقول عامر مطمئنًا إياها وهو يحتاج من يطمئنه "هذه أسرع سرعه ..لا تقلقي لن يحدث له شئ ..أهدئي "
لتقول منهاره " إنه ينزف بشده وتقول لي أهدئي " "أصمتوا لا أستطيع التحكم بأعصابي من صراخكم " قالها مصطفي وهو يتصبب عرقًا من شده التوتر والضغط علي أعصابه ...ظلت ليل في بكائها الصامت وهي تضع يدها علي صدره لتكتم النزيف ..وصلوا إلي المشفي لينزل مصطفي ويصرخ بالممرضات ليجلبوا له ناقله ...ليحمله عامر مع مصطفي ويضعوه علي الناقله ويركضو به إلي غرفه العمليات ..وصلت سياره العائله ليركضوا إلي الداخل ويسألوا عليهم الممرضه لتوصف لهم مكان غرفه العمليات ..لتسبقهم رغد ..لتجد مصطفي جالس علي المقعد يثني ظهره ويضع يده علي رأسه وعامر يقف بجانبه يستند علي الحائط وينظر إلي الأرض و ليل جالسه علي الأرض تستند علي الحائط أمام غرفه العمليات وتنظر إلي يدها الملطخه بالدماء بشرود ..لتجلس بجانبها وتأخذها في حضنها لتنفجر ليل في البكاء مره أخري وتتكلم وهي تنظر إلي يدها " دمه بيدي ...يدي ملطخه بدمه يا رغد ...لن أُسامح نفسي إن حدث له شئ "
نظر لها مصطفي وكاد أن يستفسر عن ما حدث لغيث ولكن قاطعهم خروج الممرضه راكضه ولم ترد علي أستفساراته ..ليتوتر أكثر وفهم أنه في وضع خَطِر فرت منه دمعه فهو لن يتحمل أن حدث لأخوه شئ .. تمتم
"يا الله كُن معه وأخرجه لنا سالمًا مُعافًا "
نظر إلي عائلته المتواجده فمنهم من يبكي ومنهم الشارد نظر إلي جده الذي يجلس ويستند علي العصي في جمود تام ..أستغرب من صموده فهو يعلم أنه يحب غيث أكثر من أبنائه نفسهم ..ظلوا ساعتين حتي يخرج الطبيب ليتجمع عليه العائله ليطمئنوا عليه .. ليقول الطبيب مطمئنًا
" أوقفنا النزيف بصعوبه فالحادث كان صعب ولكن قوه جسده ساعدته علي تماسكه ..أستطعنا إنقاذه و يوجد بعض الكسور جبرناها ..بعد قليل سيخرج إلي غرفه عاديه "
ليسأله مصطفي "هل يُمكن أن نراه "
ليرد عليه الطبيب " بالتاكيد ولكن لفتره قصيره ولكنه سيفيق بعد ثلاثِ ساعات تقريبًا"
ليومئ له مصطفي ويذهب الطبيب داعيًا له بالشفاء العاجل لتتنفس العائله براحه ولكن دموع ليل لَم تجف بعد ..صورته أمامها وهو غارقًا بدمائه حُفِرت في عقلها ...خرجوا به وهو علي الناقله لتستند علي رغد وتقف وتذهب خلفهم إلي الغرفه ...دخلت العائله لتطمئن عليه ولكن ليل بقيت بالخارج تنتظرهم حتي يخرجوا لتستطيع التكلم معه وحده..خرجت العائله وهم مُطمئنين وذهب مصطفي بوالدته التي أصرت أن تبيت مع غيث ولكنه أصر عليها أن تذهب إلي البيت كي ترتاح فهي مريضه سكر وأخذ زوجه عمه وجده الذي أرتاح عند رؤيه غيث معافيًا ليوصلهم إلي البيت ووالد غيث ووالد رغد ذهبوا ليجلبوا شئ ما ورأت ليل عامر مشغول بشئ ما علي الهاتف لتتركَ رغد وتخبرها أنها ستدخل له ..دخلت وهي تحاول التماسك حتي لا تنهار ولكن عندما رأته وهو موصل بأجهزه ويده بداخل جبيره هبطت دموعها لا أراديًا ذهبت وأحضرت مقعد وجلست بجواره ظلت تتأمل ملامحه للحظات ..من ثم أمسكت يده الأخري وقالت بصوت مبحوح من كثره البكاء"لا أصدق حقًا أنكَ تُحبني ..لا أستطيع أن أصف لكَ شعوري من قبل والآن ..ولكني يجب أن أُعاتبكَ ..أعاتبكَ علي ترككَ لي ..أتعلم!؟.. حبيبتكَ التي تُناجيها ليل نهار تجرعت الألم والفراق والشوق حتي الثماله ..كُنت أمسك يدكَ لأنني أعلم أنني معكَ لن أقع أو تتعرقل خُطاي بحصي الأيام ..كُنت أمسك يدكَ وأترجاكَ ألا تُرخي يدكَ ..فأرخيتها وتركتني لقسوه الحياه..حينما ذهبت وتركتني شعرت باليُتم للمره الثانيه ..المره الأوله لأنني ليس لدي أبًا والمره الأخري لتركَ أبي الأخر لي مرتين ..ألقيتني في سله الغياب لأتجرع الألم والفراق وألوذ مُدن الذكريات وحدي تائهه وضائعه لا أحمل بيدي غير بِضع ذكريات ..أجد ذكريات في كُل زاويه تخصكَ ولكني لَم أجدكَ بينهم .. كانت كُل ثانيه تموت خليه بقلبي كانت بأنتظاركَ لأعود بنهايه اليوم وأحصد جثث تُركت علي روحي ووضعت بصمتها حتي أُهلكت روحي ..أعود أخر الليل وأُمسك بقلبي وجعًا وأكتم أنينه بيدي .. ظللت وحدي طيله تلكَ السنوات أحاول تَعود غيابكَ ولكني للأسف أحببتكَ! ..أحببتكَ كما ينبت العشب بين مفاصل صخره ..لأعود نفسي علي جُرحين جُرح حُبك وجُرح بُعدكَ ..وأخمد لهيب قلبي ليُصبح رمادًا..لتعود ويعود الرماد لهيبًا .. وتطلب مني العوده مثل السابق ..أبهذه البساطه تطلب مني هذا الطلب ..بعد كُل هذا ؟! طلب سخيف ومُخيف بنفس الوقت أليس كذلك!؟..أصبحنا نشيح بوجهنا عن الأخر ...وبنفس الوقت نُريد أن يلتحف كُل منا قلب الأخر ...أصبحنا غُرباء كالقرباء ..حقًا لا أصدق أنكَ تراني كأمرأه ناضجه ..كُنت أظن أنكَ تراني طفلتكَ التي تُتدللها وتُحبها كأنها أبنتكَ لَم يخطُر ببالي أنكَ قد تُحبني قط ..يا الله لو تعلم كم أعاني من تعذيب ضميري وقلبي ..ضميري يؤنبني لِمَ أفعله بمصطفي فهو ليس له ذنب لكُل هذا والأخر لِمَ فعلته بكَ ..أتري كيف كُنا وكيف أصبحنا..أصبحنا جلادين بعضنا ..كُل واحد منا يجلد قلب الأخر دون عِلم ..قبلتُ بالزواج من مصطفي لأنني أكتشفت حينها أنني لا أمتلك حتي لو جزء من قلبكَ ..أخذت قرارًا حازمًا كي لا أعود وأستسلم لشوقي لكَ ..كُنت أنظر إليكَ علني أجد في عينيكَ ما يجعلني أتمسك بأخر خيط يُمسك بطرف قلبكَ ..كُنت أنظر لكَ كأني أستنجد لتُعطيني إكسير الحياه لجعلي أُحارب لأجلكَ..خُذلت لثاني مره ..شعرت بكُل الأحاسيس المؤلمه ..جربتها كلها ..فقد حيكَ لي حبيبًا ردائًا من الألم ..بخيط الفراق ..ليُدثر أنين قلبي ..وتشتدد غُرزه عندما أُحاول نسيانه كي لا يتسرب منها ..ولكني أبقي أُحبكَ .. أي لوم أوجهه لكَ وأنتَ لا تعي حتي ما أقوله الأن... كُنت أظن أن الأمر يعيني وحدي ولكن أكتشفت أنه يعينكَ مثلي "
وجدت يده تتحرك بين يديها لتنظر إليه لتجد ينظر لها وعينه مليئه بدموع حبيسه ترفض النزول .. أغمضت عينيها بألم تريد أن تلقي بنفسها في حضنه تبكي منه وإليه ..أبتسمت بسخريه
" يعود الفارس ليعترف بحبه ليجد أميرته تُزف لأخر ..وهي وافقت علي أخر لأنها تريد الهروب منه ..أتري سخريه القدر "
ليأتي صوت من خلفهم "ماذا يحدث هنا !!"