الفصل الثالث

17 2 0
                                    

نظرت إلي المرآه التي أمامها مُباشرًا وتقول بشرود " ولا يستحق أيضًا أن تقصي شعركِ الذي تُحبيه من أجله"..
هاجمتها الذكريات وتعود بها الذاكره قبل سبعه عشر سنه ..مُنذ أن كانت طفله في الخامسه ..وهو لديه خمسه عشر سنه..

"غيث مشط لي شعري "
ليبتسم لها ويقبل خديها ..ويقول
"أجلسي لولا "
جلست أمامه وأخذ هو يمشط شعرها ..ويقول "أتريدينه ذيل حِصان أم أصنع لكِ ضفيره "
لتصرخ بحماس وتقول
" ما رأيكَ أن أقُصه "
لينظر لها بتفاجئ فشعرها الغجري الأسود كان يصل إلي مُنتصف ظهرِها ..تفاجئ لأنها تُفكر في قَصِه إن طبع التغيير عِند الفتيات يولد معهم ليس له سن معين .. قال بلُطف
"لا أنا أُحب شعركِ هكذا ..لا تقُصيه "
مطت شفتيها وكانت علي وشك البكاء ..ليتمتم معتذرًا
"حسنًا ، لا تبكي أنا فقط أقول لكِ هذا لأنني أُحبه هكذا لأنه جميل "
لتقول له بنبره طفوليه
"حسنًا ، أنا سأتركه لأنكَ تُحبه ..وليس لأنه جميل كما قُلت " ليضحك مُستمتعًا ويقول
"تعالي لأصنع لكٌ ضَفيره "
قام بصُنع لها ضفيره ..هو لَم يكُن يعلم كيف تُصنع ولكن مُنذ أن طلبت له قبل هذه المره ان يصنعها لها وهو بحث عن طريقه صُنعها وتعلمها ليصنعها لها دائمًا ..قال
"ها نحن قد أنتهينا "
لتتركه وتذهب مُسرعه أخذ يناديها ولكنها أسرعت إلي داخل الغُرفه..أندهش حين تركته فهي دائمًا ما تُعطيه قُبله علي خده كُلما صنعها لها .. ليُكمل قرائه الكتاب الذي كان يقرأ فيه قبل أن تأتي ...بعد قليل سمع وقع خطوات أقدامها الصغيره تأتي من بعيد لينظر بجانب عينه  ليجدها واقفه وتضع يدها الاثنان خلف ظهرها وتنظر إلي الأسفل في حرج ..داري أبتسامته وتصنع تركيزه في الكتاب ..لتتكلم بصوت هامس
"غيث"
أصدر همهمه ولم يحرك عينه عن الكتاب ..لتُكمل وهي تُخرج له المقص من خلف ظهرها وتقول بصوت منخفض أكثر
"هل من المُمكن أن تقص شعري الآن ..وأدعه يكبُر مجددًا حينها سأتركه كما تُحب "
ليضحكَ بصوت عالٍ وينظر إليها بإستمتاع.. وقال وهو يقلد صوتها الطفولي
"سأتركه لأنكَ تُحبه وليس لأنه جميل ..والآن تقولين قصه لي غيث ..تعالي"
حملها ووضعها علي قدمه وأخذ منها المِقص وقال
"حسنًا سأقصه لكِ هذه المره ولكن عديني أنكِ لن تقصيه مجددًا "
لتُحرك رأسها موافقه وتقول
"أعِدُكَ ..ما دُمت معي وتحبه لن أقصه "
ليقوم بقص جزئ من الضفيره ليُصبح قصير يصل إلي أسفل عنقها ..لتقول بفرح
"ما رأيك "
ليقول مُبتسمًا"أنتِ جميله بجميع الأحوال لولا"..

لتستفيق علي دموعها التي خذلتها ونزلت
"كُفي عن التفكير هو خذلكِ وأبتعد  ..أفلتَ يدكِ الرخوه التي لَم تستطع أن تُمسك به ..أنا قصصته لأنه يُحبه ..وأنا لا أريد أن أفعل شئ يُحبه..هو لَم يُفكر بكِ لأنكِ لا تُهمينه بشئ ولن يُفكر بكِ أبدًا  " ..

****************
في غرفه أخري ..يجلس غيث علي الفراش وبيده تلكَ الضفيره التي تخُص ليل ..ينظر إليها ويتحسسها ..أحتفظ بها ليس لسبب ..فهو يحتفظ بأي شئ يخصها ..ولكن هذه الضفيره مُقربه إلي قلبه كثيرًا ..هو كان دائمًا يحب شعرها ..فقد كان يجعلها كالأميرات ..وكان يصفها بأنها مَلِكه من ملوك ديزني ..نظر إلي تلكَ الضفيره وهو يتذكر لطافتها وهي صغيره ..يتذكر كُل تفصيله مِما مضي ..يريد أن يُرجع تلكَ الأيام مره أخري ..ولكن لو كان يحق له إرجاع ما مضي لأرجع الزمن إلي وقت سفره ..ويقف أمام جده ولا يوافق علي سفره ..ولكن كان جده مُصر علي أن يُسافر لأن جميع الشركات بالخارج حالها تدهور وكان يجب عليه أن يذهب ويبنيها من جديد..ظل تلكَ السنوات يُنشئهم بعد إفلاسهم  ويُعلي من شأن تلكَ الشركات ليجعلها رقم واحد في السوق التُجاري ..مع أن هذا يحتاج إلي أكثر من سبع سنوات ولكن هو كرث وقته كُله ليقيمها بسرعه حتي يأتي ويرجع إلي وطنه وفتاته ..يتذكر عندما كان يُرهق نفسه بالعمل كي لا يُفكر بها ...وعندما يعود من العمل ينام مُحتضن صورتها ..ليتحسس ضفيرتها ويقول "ليت العالم بلُطفك لولا " ..

فُتات ذكرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن