ذهب إلي البيت غير قادر علي التحكم علي أعصابه وعيناه حمراوان وعروق رقبته بارزه ..ويقود السياره بسرعه فائقه..يُريد أن يطير إلي البيت حتي أنه كاد أن يتسبب بحادث أكثر من مره ..أمسكَ بهاتفه وأتصل بعامر وأنتظر حتي يُجيب ..ليُفتح الخط ويقول بجمود
" مصطفي وصل!؟"
ليجيبه عامر وهو ينظر إلي مصطفي الذي بجانبه "أجل، ما به صوتكَ "
ليرد عليه أمرأ "أجعله ينتظرني في الحديقه الخلفيه "
ثُم أغلق الخط من دون سماع رده ..وزود من سرعه السياره ..نظر عامر إلي الهاتف المُغلق بيده ثُم نظر إلي مصطفي وقال
"يبدو أنكَ لديكَ مواجهه مع المارد اليوم "
ليسأله مصطفي بتوجس
"ما الذي تقصده "
ليحرك عامر كتفه بلامبالاه
"يقول أنه يُريدكَ في الحديقه الخلفيه وهو أتٍ في الطريق الآن "
حكَ مصطفي رأسه مرتبكًا "لن يمُر اليوم علي خير ""سأكون بأنتظار الرد "
أغلقت الهاتف وجلست علي المقعد الذي في الحديقه وهي تحك رأسها وهي تفكر في تلكَ المسابقه التي قدمت بها ..هي أول مره تُقدم في مسابقه ..كانت دائمًا ترسم وتحتفظ برسوماتها إلي نفسها ولكن بعد إلحاح رغد عليها أن تدخل تلكَ المسابقه وألا تدفن موهبتها فوافقت .. أرادت أن تصفي ذهنها هذه الأيام من تلكً الأفكار التي ستوقودها إلي الجنون ..ظنت أنها هكذا ستنشغل عن التفكير به ..وكرثت وقتها كُله علي تلكَ الرسمه ولكن لَم يُفارق رأسها أبدًا ..لعنته ولعنت أفكارها ..
"وماذا بعد !!..هل ستظلين تفكرين به كثيرًا ؟!..لقد أستحوز علي تفكيركِ ..ماذا تفعلين ليل !!..هل ستسامحينه !؟"
دخلت مره أخري في صراع بين قلبها وعقلها .. رد قلبها "أجل فأنا أُحبه ..وأتوق شوقًا له ..أتوق لمحادثته ..لمزاحه ..لضحكته ..لصوته "
ليرد العقل موبخًا "هو لا يُفكر بكَ يا أحمق..هو لا يُفكر بها..هو لا يراها إلا طفلته التي راعاها وأهتم بها مُنذ صُغرها " ليرد القلب مبررًا ..
"لو لَم يُحبها ..لِمَ يُصر علي أن تُسامحه ؟!..لِمَ يُصر علي إرجاع تلكَ الأيام ..أنا سأُسامحه فقلب المُحب يسامح دائمًا "
..ليردالعقل "كُف عن الركد خلف أشياء ليست لكَ فكر بواقعيه ..أريدكَ أن تفهم أن بعض الأشياء لَم تُكتب لنا .. هو فقط يشعر بذنب إتجاهها وإتجاه تلكَ المشاعر الساذجه ..هو فقط يُريدها أن تُسامحه لكي لا يشعر بتانيب ضمير ..هل تستطيع أن تُسامحه ومن ثُم يكسركَ مره أخري؟! ..هل ستتحمل!؟..إن تحملت فأنا لن أتحمل كسر كبريائي ..وحينها لا تزعجني بأنينكَ..لذلكَ كُف عن الكلام وضُخ الدم وأنتَ صامت"
ليرد القلب "لا تقل ذلكَ! أنتَ لا تعرف المستقبل كُن إيجابيًا أنتَ دائمًا سلبي!!"
ليجيب العقل "الأمر لا يتعلق بالإجابيه أو السلبيه ..في بعض الأحيان يجب علينا تقبل أن هناكَ أشياء ليست لنا "
ليرد عليه "لماذا لا تريدني أن تراني سعيدًا ..لماذا أنتَ دائمًا في الأتجاه المُعاكس "
ليجيبه العقل "لأنني أهتم بكَ ولا أريدكَ أن تحزن "
ليجيب بألم "ولكن هذا ما يُسعدني "
لتصرخ ليل "كُفا عن إزعاجي ..لا أستطيع تحمل صراخكما..لا أتحمل حقا "
لتصمت حينما شعرت بشخص ما .. لتري من بعيد غيث أتٍ كالثور الهائج ..وتري مصطفي يقف مُرتبكًا لتختبئ وراء شجره لكي لا يشعر بها أحد..لا تريد أن يراها غيث فيعود ويحدثها حينها ستحن إليه وتسامحه ..وهي لم تقرر إلي الآن ماذا ستفعل..
![](https://img.wattpad.com/cover/225154984-288-k505989.jpg)