روحٌ وريحان

32 10 4
                                    


وحين تقترب من القاع .. ينجيك بمعجزة
تجعلك حامدًا له طوال عمرك

****************************
في مساءٍ دافئ ، إمتلئ المنزل بضجيج الأطفال لكنه اختفى تمامًا وكأنه لم يحدث عندما جلس الجد في كرسيه فتحلق حوله الأطفال منتظرينه ان يقول جملته كما يفعل في نهاية كل اسبوع
" تعلمون القواعد ، تعاونوا ثم اتفقوا على سؤال واحد وسأجيب إن استطعت  "
بدى وكأنه جني يحقق الأمنيات ، فهمس الأطفال لبعضهم البعض وبعد مرور بضعة دقائق قال أحدهم
" نريد ان نعرف كيف تبدوا الجنة ؟ "
ابتسم الجد بأتساع وقال كالمعتاد
" سؤال صغير لكن إجابته كبيرة وانا تحت أمركم "
عدل جلسته ثم قال
" قيل عن الجنة أنها روحٌ وريحان وجنتُ نعيم ، روح اي راحة وطمئنينة و سرور اما ريحان فهو اسم جامع لكل لذة من انواع المآكل والمشارب وغيرها .. "
قاطعته طفلة قائلة
" مثل الحلويات ؟"
رد عليها قائلًا
" نعم ، اتعلمين ان كل ما تحبيه في الدنيا موجود ايضًا في الآخرة لكن اجمل واحلى طعمًا .. و قيل ان الريحان هو الطيب المعروف "
صمت ليرى تأثير كلماته فوجدهم يحاولون تخيل ما قاله ، فقال لينهي حيرتهم
" اما جنت نعيم فهي تجمع الأمرين معًا ، لا تستطيعون تخيل الجنة اتعلمون لماذا ؟ لأنها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر "
زادت حيرتهم فقال طفل
" اتقصد ان لا احد يعلم ما يوجد في الجنة ومع ذلك يصدقون بوجودها ؟"
ايده طفل آخر قائلًا
" كيف نصدق شيئًا لم يراه أحد من قبل يا جدي ؟ "
ربت على رأسه ثم قال
" مهلًا ايها المشاكسون القواعد واضحة سؤال واحد فقط "
ظهر الأحباط على ملامح الصغار فضحك وقال
"انا لم انتهي بعد .. اتعلمون أنه فيها انهار من كل ما تريدوه "
قال احد الأطفال بحماس
" هناك نهر من الشيكولاته ؟"
هز الجد رأسه بنعم فقالوا جميعًا " واو " فتهالت التعليقات
" نهر مثلجات "
" مانجو "
" حلوى خطمية "
" عصير فراولة "
" كيك عملاق "
" كعكة جوز الهند "
" كريمة "
" كريمة شوكولاتة "
قال الجد لينهي سلسلة الطعام
" نعم نعم كل شيء "
ثم قال بطريقة طفولية مثلهم
" لكن كيف نذهب للجنة ؟ نعم آسر "
اجاب الطفل
" بالعمل الصالح "
ثم اجابوا واحدًا تلو الآخر
" بر الوالدين ، الصلاة ، الأمانة ، تعليم الغير ، حج البيت الحرام ، والصلاة على افضل الرسل والأنبياء "
ابتسم ثم صفق بحماس فهم قد تعلموا شيئًا سيكون كالدرع لهم في المستقبل ..
تثاءب الصغار فقال لهم
" اذهبوا للنوم الآن "
اعترضوا بشدة فقال لهم
" لو لم تلعبوا طوال النهار لما كنتم استنفذتم طاقتكم ولما اضطررت لوضع سدادت الأذن لست ساعات وكنا الآن نكمل الدرس لكن ذلك لم يحدث فهيا الآن للنوم "
همهموا قائلين " حسنًا تصبح على خير " وذهبوا لغرفهم مستقبلين النوم .

أما هو تنفس بعمق وبدأ الأرهاق على تجاعيد وجهه ، فسمع صوت زوجته من خلفه
" هل عليك ان تجهد نفسك هكذا كلما جاء احفادنا ؟"
اجابها بعدما استند على يدها
" الأمر يستحق يا عزيزتي الأمر يستحق"
إبتسمت له بحنية فهي تعلم مدى حبه لأحفاده ، فهو يريد ان يترك بصمة داخلهم حتى لا ينسوه عندما يذهب .

****************************

لم اتأخر هذه المرة فما رأيكم ؟

لا تنسوا لقد بدأ العد التنازلي لأنتهاء رمضان فمن حزين مثلي ؟

كتاب عادات دفنها الزمن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن