الجزء الرابع

801 29 2
                                    

هب واقفا على الصخرة ليجذبها تقف هي الأخرى. كان عليها أن تميل برأسها الخلف حتى ترى وجهه فرق الطول كان شاسعا فهو طويل و هي ذات طول متواضع.
مسح دموعها لتتيه تحت تأثير لمسة يديه التان تضمان وجهها
" توقفي عن البكاء و دعينا نعود فالجدين قلقان عليك و لقد و بخاني كثيرا"
ضحكت و هي تتخيله بطوله و عرضه يوبخ كطفل صغير.
ابتسم لضحكتها و ساعدها على النزول من الصخرة
" لقد و جدتي مكان رائعا للاختباء "
قالت و هي تقفز لتتلقفها ذراعيه
" لا تخبر أحدا به"
نظر في عينيها تائها و هي لا تزال بين ذراعيه
" سيبقا سرا "
بتغرق هي الأخرى في بحر عينيه و تنفسنها يبدأ بالتسارع و كفيها على صدره تستشعر ضربات قلبه القوية.

*****

هزم الرعد لتنتفض مجفلة قال سيف و هو يرفع بصره للسماء.
" علينا أن نعود قبل أن تمطر"
و بالفعل ما ان انها جملته حتى بدأ المطر بالانهمار. خلع معطفه ليلبسها اياه
" ارتدي هذا بسرعة ستمرضين ان تبللتي "
فقد كانت تغطي نفسها بسترة صوفية لا تقيها البلل.
البسها اياها و أحكم اغلاقها و هي تتأمل ما يفعله باعجاب. لم تتوقع أن يكون خلف قوته و هيبته شخص حنون لهذه الدرجة.
سار أمامها عائدين الى البيت و هي تنظر الى عضلات ظهره التي تبرز من خلف ملابسه المبلله.
فكرت بأنها تريد أن تعرف المزيد عن هذا الشخص.

أوصلها الى المنزل و اصطحبها حتى عتبة الباب ليقول لها أخيرا و هي تعيد له معطفه
" ان احتجتي الى أي شيء اتصلي بي مباشرة"
أومأت مجيبه لتراقبه و هو يبتعد مودعة اياه بنظراتها.
أخذت نفسا عميقا لتدخل بعدها.

مرت الأيام بهدوء و جلنار أحبت الجزيرة كثيرا و ارتاحت لأهلها بعد أن تعرفت عليهم. العجوزين كونا صداقات مع السكان كما أن مختار القرية قرر أن يقيم وليمة عشاء كحفل لترحيب بهم.
أعجبتها العادات و القيم التي لازالو يتمسكون بها. الجميع في خدمة بعضهم كأنهم عائلة واحدة في بيت واحد.
سيف لا تراه كثيرا يمر عليها بين فترة و أخرى أو يتصل ان كانت تحتاج الى شيء ماء. الشيء الوحيد الذي يزعجها انها كانت تشعر بالملل و ترغب بالقيام بأي عمل يلهيها.

وصلت برفقة جديها الى المكان المخصص لحفل العشاء كانت تعتقد بأنه سيكون عشاؤ بسيطا بساطة سكان اهل القرية الا أنها تفاجأت به مهرجان مصغرا الأنوار تملأ المكان قرب البحيرة مما يضفي انعكاسها بريقا رائعا. و مسيقى المحلية تصدح في الأرجاء و الأطباق المتنوعه للزالات تطهى و تصف على طاولة ممتدة ببضع مترات. أخذت تدور حول نفسها تنظر بذهول. فحفلات عشاء والدها لم تكون كهذه رغم تكلفها و فخامتها.
" هل أعجبك ؟"
همس في اذنها
لتلتفت سعيدة لرؤيته و تجيبه بصدق
" كثيرا "
اضافت
" من أين ظهرت لم أرك عندما وصلت ؟"
سأل و في عينيه مكر أحرجها
" و هل كنتي تبحثين عني ؟"
ضحك حين رآها تحمر حجلا
" سأذهب الآن"
ليتركها محبطة خلفة.
تعثرت فتاة قربها فجأة قاطعة عليها تأملها لسيف و هو يبتعد.
" هل انتي بخير؟"
حاولت الأخرى النهوض متألمة لتساعدها جلنار
" هل تأذيتي ؟"
قالت الفتاة أخيرا بصوت بالكاد يسمع
" قليلا"
تلفتت جلنار حولها تبحث عن مقعد لتقول الفتاة
" ان عائلتي تجلس هناك"
التفتت جلنار للعجوزين
" سأوصلها و أعود اليكما "
لتسير معها و الأخرى تعرج حتى و صلت الي النساء اللاتي كن يجلس في مجموعة
قفزت فتاة صغيرة
" نورسين ماذا حدث لك "
جلست نورسين على أول مقعد
" تعثرت قليلا "
" هل تؤلمك يا ابنتي "
سألت والدتها بقلق
" كلا يا امي سيزول الالم الآن خدشت ركبتي فقط"
قالت جلنار
" لو نلف ركبتها بشيء نظيف "
هنا اتبهن لها لتقف الأم قائلة
" شكرا لك يا ابنتي " لتضيف و هي تستنتج
" على مايبدو انتم سكان القرية الجدد الذين نرحب بهم"
ابتسمت جلنار مجيبة
نظرت اليها نورسين بامتنان
" شكرا لك على مساعدتي "
تحدثت الأم
" تفضلي بالجلوس معنا "
اشارت جلنار الى العجوزين
" جدي و جدتي هناك في انتظاري "
حثتها قائلة
" هيا ناديهم لتجلسو معنا سنتعرف الى بعضنا"
أعجبتها هذه العائلة كثيرا الأخوات الثلاث واوالدتهم و حتى الخادمة و ابنتها اللتان تعملان عندهم. انسجمت بسرعة مع نورسين التي كانت تشترك معها في حب القراءة و أعجبتها الروح المرحة للاخت الصغرى أما الينا فترا فيها شيء من الغرور و تذكرها بطريقة ما بسيف. اما الأم كانت في غاية الاحترام و الوقار. و جميعهن يشتركن في الاناقة و حسن المظهر.
" ها هو سيف سأناديه ليتعرف عليكم أيضا "
لم تتوقع جلنار ابدا بأنها كانت تجلس مع عائلة سيف. نظرت اليه بارتباك حال و صوله لكن الاخير كان طبيعيا و كأنه يتعرف عليهم لأول مره صافح العجوزين ليصافحها بعد ذلك و في عينيه نظرات تطالبانها بمسايرته. و أجبرت على فعل ذلك رغم انها لا تحب أن تكون في مثل هذا الموقف و تطر للكذب و خصوصا أمام أناس طيبين.

في انتظار المستحيل ... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن