قال في حيرة " أنا آسف "
أشاحت عنه ليغطي شعرها تعابير و جهها لتقول بصوت فيه شيء من عدم الرضا
" لم تعتذر، ألست زوجتك؟"
اضافت بنبرة لم يفهمها
" كان عليك استغلال هذا منذ مدة "
تقدم منها ليقول بحدة
" الأمر ليس كما تظنين "
التفتت اليه أخيرا
" كيف اذا ؟"
ظل صامتا ينظر نحوها لاول مرة لا يعرف ماذا عليه أن يقول فهو لم يشعر بنفسه و هو يستسلم لافتتانه بها. تردد صدى كلمات والدها في اذنه
" انا اثق بك و اعرف بأنك لن تلمسها و ستحافظ عليها تذكر ان هذا الزواج مجرد تدبير و ليس برضاها" اضاف بحسرة " لا أريد اجبار ابنتي على شيء لا تريده"عم الصمت في المكان لمدة ليهم بقول شيء لها الا أن رنين هاتفه اوقفه ليرد عليه فور أن شاهد الرقم قائلا الطرف الآخر دون مقدمات
" سيف انهم يسؤلون عن الشابة في الميناء؟ "
نظر اليها و هو يقول
" هل توصلو الى شيء ؟"
رد عليه
" ليس الآن لكنهم يعرضون مكافئة مالية لمن يتعرف عليها "
" و هل تعرف أحد على المواصفات"
" الجميع لم يتعرف عليها لكن بما انهم استطاعو الوصول الى هنا فانهم يتتبعون طريقكم جيدا "
وقفت مذعورة من نظراته و من حديثه الجاد
" حسنا لا عليك شكرا لك على تحذيري "
اضاف
" ماذا تفعل انت على الميناء يا جسار ؟"
رد عليه
" أخبر احد من القرية بأنهم يعرضون مبلغا كبيرا لمن يدلي بمعلومات تخص شابة و شككت بالموضوع لذا ذهبت لأتأكد "
ابتسم سيف بامتنان
" شكرا لك يا صديقي "
قال جسار محذرا قبل أن يغلق
" لقد انتشر خبر المكافئة في القريةياسيف عليكم ان تكونو حذرين "
طلب منه سيف
" هلا بقيت هناك و راقبتهم "
" بالتأكيد "
" كن حذرا "
ثم اقفل الخطسألت خائفة
" ماذا هناك "
قال سيف مفكرا
'انهم يبحثون عنك و لقد وصلو الى الميناء "
تقدمت نحوه لتتشبث بذراعه
" سيصلون الي حتما "
وضع يده على كفيها المتمسكتين به
" لن أسمح بذلك "
سألت
" ما الذي سنفعله "
اجابها
" لا شيء سننتظر ما ان استطاعو التوصل الى انك بالجزيرة ام لا "اطرقت رأسها و هي لا تستطيع التخيل ما الذي سيفعلونه بها ان عثرو عليها. لتقول بصوت منكسر
" ما الذي سيفعلونه بي ان عثرو علي ؟ "
نظر اليها نظرات ملؤها الخوف و هو غير قادر على تخيل الأمر
عادت لتخر جالسة على السرير و هي تجيب نفسها على السؤال
" حتما سيقومون بتعذيبي و قد..."
قاطعها و هو يسير نحوها
" هذا يكفي "
جلس قربها ليحتضن و جهها بين كفيه ليقول و هو ينظر في عينيها
" لا تفكري حتى بهذا الأمر "" لكنهم قريبين جدا "
ارتعشت شفتها خوفها لتجهش بالبكاء. احتضنها اليه و هو يتملكه خوف غريب عليها
" لن يجدوك و ولو كلفني ذلك حياتي "لقد تأثر كثيرا من خوفها و خصوصا انها بكت حتى انهكت لتنام في حضنه متشبثة في قميصه. تأمل ملامحها النائمة و هي مسترخية أخيرا على صدره وحيدة لا تملك أحدا في هذه الدنيا بعد والدها غيره هو. انه يشكل مصدر أمانها الوحيد. لا يدري لم شعر بانتمائها اليه و بأنها اصبحت جزءا منه و عليه حمايتها ليس لمجرد أن يتم المهمة الموكلة اليه بل لأنها تثق به كثيرا و لن يخب هذه الثقة أبدا. فكر بذلك و هو يرا أناملها تتمسك به.
أغمض عينيه و هو يأخذ نفسا من رائحة شعرها. كيف جرحها و أبكها ألا يكفيها ما هي فيه. كان يظنها قوية الا انها على مايبدو كانت تتظاهر بذلك.
ارجع رأسه للوراء ليريح رأسه و يغفو عند الفجر.
أنت تقرأ
في انتظار المستحيل ... مكتملة
Romantikهذه الرواية مكتملة بينما هناك من يحاول السعي خلف حياة شريفة أقصى أولوياته تأمين مسكن و لقمة عيش أو مهنة. هناك من يسعى خلف المناصب و الركض خلف السلطة و السيطرة، حتى لو كلفه ذلك العودة إلى زمن العبودية و امتلاك الشعوب. هذه الرواية ليست محددة لا بزمان...