الجزء السابع

744 34 4
                                    

استيقظ مجفلا ليشعر بوخز الم في كتفه مما اجبره ليعود و يضع رأسه على الوسادة.
التفت الى جانبه ليزفر بارتياح حين رآها مستلقية قربه.
تألمها و هو يتذكر كيف كان خائفا عليها من أن تصاب بأذى. مد يده ليزيح خصلات شعرها عن وجهها شاكرا الله بأنه لم يحدث لها أي مكروه و الا الله وحده يعلم ماكان سيحدث له.
فتحت عينيها ببطئ لتلتقي بعينيه لتهم بالجلوس منتصبة
" هل أنت بخير؟ كيف تشعر؟"
سحب نفسه و هو يبتسم متألما ليسند نفسه على السرير.
" بخير لا تقلقي علي "
التوت شفتيها و تقوس حاجبيها تقول بغصة
" لقت خفت عليك كثيرا "
نظر في عينيها بعمق و هو يمد ذراعه لجانبه السليم يدعوها الى حضنه لتضع رأسها عليه صدره العاري دون تردد ليقول و هو يضمها اليه " و أنا خفت عليك كثيرا"
رفعت و جهها اليه قائلة
" لن اسامح نفسي لو اصابك مكروه"
قبل جبينها قبلة طويلة
" لن يحدث ذلك لأي منا لا تفكري بذلك"
طرق الباب لتبتعد عنه واقفه و يدخل الجد قائلا
" جسار يرغب بالتحدث اليك "
نهض سيف ليرتدي قميصا وضع حانبا له
" الى اين ؟"
سألت جلنار بقلق
ليحدثها بجدية
" ابقي هنا لا تغادري المنزل الشباب سيكونون في الخارج "
قالت محتجه و هي تحول بينه و بين الباب
" هل ستذهب و انت مصاب "
وضع يده على كتفها
" يجب أن اذهب يا جلنار لا تقلقي علي سأكون بخير "
ليغادر مصتحبا جسار معه الذي كان قد طلب منه بأن يحاولو أن يصلو الى تلك المجموعو التي طاردتهم و يمسكو بأفرادها لكنهم استطاعو بأن يمسكو برجل واحد منهم الذي اعترف بعد التهديد بالتعذيب.
" لا مجال لكم غير الخروج من الجزيرة، انهم كثر حتما سيمسكون بكم كما امرنا ان اضطر الأمر باستجواب جميع القرية و لو كرها"
زم سيف شفتيه بغضب ليركل الرجل المقيد أمامه
" أين مقر زعيمكم"
اجابه باكيا بصدق
" أقسم لك بأني لا أعرف لا أحد يعلم أين هي القيادة "

قال سيف و هو يتحدث الى جسار على انفراد
" لا خيار أمامنا غير أخذها من هنا "
اضاف مفكرا
" لكن يجب أن نضع خطة محكمة كي لا يكتشف امرنا و لا يتعرض أحد لأي أذى "
قال جسار وقد لمعت في باله فكرة
" دعنا نزودهم بمعلومات لخطة هروبكم من الجزيرة ليخرجو هم خلفكم"
ليبتسم سيف متابعا
" لكنها لن تكون المعلومات الصحيحة سنوهمهم بأنهم يتتبعونا بينما أخرج انا جلنار عن طريق آخر "

بالفعل هكذا تم الأمر ضمن خطة محكمة الوضع.
قالت جلنار غير راضية و هي تحاول جمع ما يلزم في حقيبة ظهر عما يحدث.
" أشعر بالذنب لأننا اضطررنا للكذب على امك بدت حزينة جدا لمغادرتك "
بينما رد عليها سيف و هو يتفقد الأسلحة التي الأمامه بيد واحده فو غير قادر على استخدام يده الأخرى بحرية بسبب الاصابه.
" لا عليك المهم انها اقتنعت بفكرة اننا سنقوم برحلة عمل من اجل توقيع الصفقة"
أضاف
" هل تجيدين استخدام السلاح "
قالت و هي تنظر الى السلاح بين يديه
" أجل كنت أرتاد ناد للرماية برفقة أبي "
ابتسم و هو ينظر اليها
" توقعت ذلك "
قالت ناظرة بأسف
" هل سيكون الجدين بخير ؟"
سار نحوها سيف
" سيعودون الى قريتهم لا تقلقي عليهم، اعطيتهم مبلغا من المال سيساعدهم "
أضاف و هو يلامس ذراعيها
" هلّا كففت عن القلق هكذا "
اطرقت بصرها
" أخشى أن أتسبب بالأذى لأحد ما "
طرق الباب كانت الخادمة تدعوهم لتناول العشاء
سألت جلنار سيف
" سنغادر بعد العشاء مباشرة؟ "
أجابها و هو ينهض يهم بتغيير ملابسه
" أجل للأسف "
حاول نزع أزرار قميصه بصعوبة لتتقدم لمساعدته ووهي تقول أسى
" لقد أحببت هذه القرية فعلا كما تأقلمت مع عائلتك كثيرا يؤسفني أن تركهم "
" لا تقلقي سأعيدك الى هنا "
توقفت عن الحركة لترفع بصرها الى عينيه حين سمعت كلامه لترى الغموض فيهما. ابحرت فيهما علها تعرف ماعناه بالظبط.
لتعود و تشيح هنه تساعده في نزع القميص.
" شكرا زوجتي "
قالها و عيناه تبرقان بمكر
لتخرج هاربة منه و من احراجها
" سأسبقك "
و حين خرجت و جدت الينا تجلس على الدرج بحزن. سألتها قلقة
" الينا ما بك "
توقعتها ان تجيب ب لا يعنيكي او لا دخل لك او أي شيء عدا عن النظر اليها بدموع صامته.
جلست جلنار قربها
" هل يمكنني مساعدتك في شيء "
لكن الأخيرة أجهشت بالبكاء و ارتمتوفي حضن جلنار قائلة
" قلبي يتعذب يا جلنار "
قالت و هي تمسح على رأسها و قد بدأت تفهم مابها
" هل هو جسار؟"
نظرت اليها الينا مستغربة
" كيف عرفتي ؟"
احتضنت جلنار وجه الينا
" هذا واضح عليكما "
قالت الينا بحزن
" لقد جرحت كبريائه يا جلنار دون أن اقصد "
تأوهت جلنار لتقول بعدها
" و كيف فعلتي ذلك؟"
نظرت اليها و هي خجلة ان تخبرها بما قالته الا انها قالت
" لقد طلبت منه أن يبحث عن عمل آخر غير العمل لدى أخي فأمي سترفض تزويجي بمخدوم لدينا "
شهقت جلنار واضعة كفها على فمها لتقول عاقدة حاجبيها
" جسار ليس مخدوم انه صديق سيف و مصدر ثقته و امانه انه أقرب اليه من الأخ " اضافت بغضب " كيف قلتي له ذلك ان جسار شخص غال بالنسبة لي أيضا و لا أرضا تنظري اليه نظرة دونية "
أنتحبت الينا بالبكاء لتعتذر جلنار لها
" انا آسفة لكنك فعلا جرحته"
قالت الينا
" انا احبه و أرضا به بجميع حالاته لكن امي لن توافق ابدا فهي تكترث كثيرا لمثل هذه الامور "
قالت لها جلنار متعاطفة
" لكن سيف سيوافق حتما و سيقنع والدتك كي توافق "
" ماذا سأفعل يا جلنار حاولت أن أعتذر له لكنه يرفض مسامحتي "
وضحت لها لتضيف
" كيف عساي أن أجعله ينسى ماقلته "
لمعت في رأس جلنار فكرة و قررت أن تفعل خيرا كرد للجميل لجسار فهي تعلم كم يحب الينا و كم هو حزين على وضعهما
" تعالي معي الى السطح "
لتتصل بجسار و تطلب منه القدوم لأمر ضروري دون أن يعرف أحد فما كان منه الا أن تسلل الى السطح ليصدم برؤية الينا حال وصوله
قال متصنعا البرود
" خيرا يا جلنار ما الأمر "
قالت
" جسار لا تغضب مني الأمر هو أن الينا نادمة جدا و تريد مصالحتك "
ادار ظهره لهما قائلا
" ماذا تريد من مخدوم لديها "
ركضت الينا اليه لتضمه باكية بندم
" جسار أرجوك انسى ماقلته انني أتعذب من دونك أنا راضية بك حتر لو كنت فقيرا بلا عمل قلبك يكفيني يا جسار فقط سامحني "
اما هو فقد وقف صامتا جامدا دون حراك
لينفطر قلب جلنار عليهما
خرت الينا على الأرض باكية لتقول " كيف سأجعلك تسامحني ليت لساني قطع قبل أن أجرحك بكلامي ليتني مت و لا أعيش عذاب خسارتك يا جسار "
هتفت جلنار غير قادرة على تحمل كلامها
" جسار "
ليلتف اليها ويركع قربها يضمها اليه
" توقفي هذا يكفي لا استطيع أن أتركك حتى لو أردت ذلك "
تشبثت الينا به باكية
لتعود جلنار الى المنزل تاركة اياهم على انفراد و هي تشعر بالارتياح.
وجدت الجميع على السفرة سأل سيف بارتياب
" أين كنتي ؟"
قالت متحاشية النظر الى عينيه
" كنت أتحدث مع الينا "
" و أين هي ؟"
سألت الأم
" في غرفتها لا تشعر برغة في تناول الطعام "

في انتظار المستحيل ... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن