ليلقون بسيف على الثلج و تندفع نحوه جلنار باكية بحرقة و ألم. التقطت رأسه و أخذت تمسح الدماء بكمها عن و جهه باكية
" سيف هل انت بخير ؟ هل تسمعني ؟"
تمتم بعبارة لم تفهما لتضمه اليها
" كله بسببي كله بسببي "رفع يده الى كفها يشد عليه
" انا بخير "
قالها بصوت واهن. فقد ضربوه ضربا مبرحا في كل بقعة من جسده. حتى ملامحه التي تعرفها اختفت و حل بدلا منها الكدمات المتورمة و الجروح.
" يجب ان أنقلك الى مستشفى أو أطلب لك المساعدة "
و همت بالنهوض الا أنه امسك بيدها يمنعها.
" المكان خطير الآن ابقي "
ضمته باكية
" انه ذنبي وحدي كان علي أن ..."
" توقفي عن البكاء "
قال لها و هو يحاول النهوض، ساعدته ليلف ذراعه خلف عنقها مستندا على كتفيها.
" دعينا نحد لنا مكان آمنا "
قالت و هي تنظر الى الفوضى خلفها
" لا يمكننا العودة الى الفندق "
رفع بصره الى الأعلا يشاهد دخانا متصاعد مع خيوط الفجر .
" دعينا نسير أماما "
و بخطا متعثرة توجهها الى مصدر الدخان الذي ينبعث من وسط الغابة ليجدا منزلا خشبيا صغيرا. طرقت جلنار بابه متأملة أن يكون صاحبه شخص طيب. لتظهر لهم عجوزا عابسة الوجه ازداد عبوسها حين رأت وجه سيف المبقع بالكدمات و الدماء. و شفة جلنار النازفه اثر الصفعة التي تلقتها.
" ارحلو من هنا "
قالت ذلك لتغلق الباب في وجههم
اشرا لها سيف بأن تعاد الطرق، و بتردد اعادت طرقة. حين فتحت الباب مجددا قال سيف مباشرة
" سندفع لك القدر الذي تريدين "
أضاف
" زوجتي متعبة دعيها تستريح ثم نذهب "
تأملت العجوز وجهيهما لتنفجر ضاحكة
" انت من يحتاج الى الراحة ياولد "
ابتسم سيف ساخرا
" لو لم تكن معي لما اكترثت "
فتحت الباب على مصرعيه لتسبقهم الى الداخل و يتبعانها مباشرة. اشارت الى المقعد العرض الذي يشبه السرير
" دعيه يستلقي "
قالت ذلك و هي تتوجه نحو باب تطرقة بعنف لتخرج منه سيدة و هي تربط منديلا حول رأسها الأشقر لتتوقف جملتها في حلقها حسن رأتهما. توجهت الى العجوز مباشرة تسألها هامسة
" جدتي من هاؤلاء "
كانت العجوز مشغولة بتسخين الحليب. أجاب سيف
" عابرو سبيل "
حدقت به الفتاة بعينيها الزرقاوين لتقول و خديها يتوردان خجلا وصوت في غاية النعومة
" لم أقصد يا سيد "
ثم أحضرت كرسيا خشبيا لجلنار
" اجلسي يا سيديتي "
لاحظت جلنار انها مهذبة للغاية كما انها جميلة للغاية.
ناولتهما العجوزين كوبين من الحليب شربته جلنار متلذذة بدفئه و بالنكهة الخاصة التي أضافتها العجوز له. بينما سيف رفض تناول أي شيء من شدة الألم.
تقدمت العجوز نحوة قائلة
" بالاذن "
لتنزع ماعليه من ملابس مباشرة و تتأمل الجروح التي عليه لتقول موجهة الحديث الى ابنتها
" احضري ماء دافئا و منشفة لتنظفي الجروح "
ثم توجهت تبحث في علب و تضع ما بها في و عاء لتصنع منه مرهما.
قالت الشابة حين رأت نظرات جلنار الخائفة
" لا تخافي جدتي اعتادت ممارسة مهنة التطبيب منذ زمن " اضافت " الحمام من تلك الجهه ان اردت استخدامه "
نظرت الى سيف ليومئ لها مجيبا يحثها، لتذهب الى الدورة المياه و تغسل و جهها ناظرة الى نفسها في المرآة توشك على البكاء. " لن أسامح نفسي أبدا على محدث لسيف "
أنت تقرأ
في انتظار المستحيل ... مكتملة
Romanceهذه الرواية مكتملة بينما هناك من يحاول السعي خلف حياة شريفة أقصى أولوياته تأمين مسكن و لقمة عيش أو مهنة. هناك من يسعى خلف المناصب و الركض خلف السلطة و السيطرة، حتى لو كلفه ذلك العودة إلى زمن العبودية و امتلاك الشعوب. هذه الرواية ليست محددة لا بزمان...