الجزء الثامن

731 40 4
                                    

اﻧﺰل ﻛﻔﻪ ﻟﻴﺪﻳﺮﻫﺎ ﻧﺤﻮه ﻣﺒﻘﻴﺎ اﻳﺎﻫﺎ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ ﻋﻴﻨﺎﻫﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮان ﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺗﺮﻗﺐ و اﻧﻔﺎﺳﻬﻢ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ. ﺣﺘﻰ ﻋﺒﺮ أوﻻﺋﻚ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء
" لنسير في عكس الاتجاه"
ﻫﻤﺲ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﻮﻣﺄ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻣﺠﻴﺒﺔ
اﺣﻜﻢ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻬﺎ و ﺳﺎرا ﻣﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺑﺔ ﺛﻢ اﺳﺮﻋﺎ رﻛﻀﺎ ﻣﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﻗﺪر اﻟﻤﺴﺘﻄﺎع. و ﺣﻴﻦ وﺻﻼ اﻟﻰ ﻣﻜﺎن آﻣﻦ ﻧﻮعا ﻣﺎ اﻓﻠﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻴﻨﻈﺮ اﻟﻴﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ
" ﻣﺎﻟﺬي ﺗﻀﻨﻴﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺎﻋﻠﺔ ؟"
ﺿﻤﺖ ﻛﻔﻴﻬﺎ اﻟﻰ ﺻﺪرﻫﺎ و اﻟﺮﻳﺢ ﺗﺒﻌﺜﺮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ.
اﻟﺘﻘﻂ راﺳﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻔﻴﻪ ﻟﻴﻘﻮل ﻣؤﻧﺒﺎ
" كيف تجاهلتي كل شيء و عرضت نفسك للخطر"
ضغط بجبينه على جبينها و دموعها قد بللت وجهها
ليقول بغصة و قهر
" ماذا كنت سأفعل لو أصبت بمكروه"
ثم ضمها بقوة اليه و كأنه ذلك يحميها من كل شرور الدنيا
شد ذراعيه حولها يشم شعرها و يقبل رأسها كمن عادت من الموت المحتم.
.تمتمت
" أنا آسفة "

عاد لينظر اليها غاضبا
" ستصغين الى ما أقوله أتفهمين "
هزت رأسها مجيبه
" هيا الآن "
قال ذلك و هو ينظر الى ساعته
" ليس لدينا وقت يجب أن نكون في القارب خلال خمس دقائق ستقلع الطائرة "
أمسك بكفها لينطلقا مسرعين و هما يريان الساحل أمامهم.
و أخيرا سمعا صوت المروحية فوقهم و هي تغادر المكان قبل أن يصلو اليها افراد العصابه.
دفع بها الى القارب ليفك الحبل و يدفع به في الماء ثم يصعد اليه هو الآخر.
كان قاربا خشبيا شراعيا صغيرا دون أي محركات كي لا يحدث أي ضجيج او يلفت الانتباه.
قالت له و هو يعقد حاجبيه متألما
" كيف ستجدف و أنت مصاب "
قال لها
" يجب أن نبتعد من هنا و نصل الى الطرف الآخر قبل الفجر"

تقدمت منه و هي تأخذ منه أحد المجاديف
" دعني أحاول انا ايضا "
نظرت اليه كيف يقوم بالتجديف لتجرب أن تفعل نفسه.
ابتسم لمحاولتها
" أنتي تبلين حسنا "
بعد فترة طلب منها أن تتوقف عن التجديف و اسدل الشراع ليعتمدو عى الهواء في دفع القارب.
عم الصمت المكان عدى عن صوت مياه البحر. جلست جلنار هادئة تنظر الى كفيها المضمومتين في حجرها مفكرة بالخطر الذي يحيط بهم و بالأشخاص الذين تركتهم خلفها. و اهم من ذلك بالحركة المتهورة التي قامت بها معرضة حياتها و حياة سيف للتهديد و كيف ارتعب خوفا لأجلها مما أغضبته كثيرا.
دنا منها سيف حين لاحظ شرودها ليضع يده على كفيها ناظرا في عينيها
" لم أكن أريد الصراخ عليك ...."
وضعت أصابعها على شفتيه تمنعه من المتابعة لتقول بعينين تجمع الدمع فيهما
" انه خطأ مني لا يغتفر "
أمسك يدها ليطبع قبلة طويلة في راحتها.
" قريبا سنكون في أمان و ننسى كل ما مررنا به"
لمست وجنته بيدها ليكشر متألما
" لقد جرحت "
رد غير مكترث
" مجرد خدش بسيط من غصن شجرة "

سألته منهكه
" هل استطيع أن أغفو قليلا "
اجابها واضعا لها حقيبة الظهر كي تضع رأسها عليها
" نامي قليلا حتى نصل الساحل"
و من فورها تمددت باعياء تاخذ قسطا من الراحه أما سيف بقي يتحكم في القارب و يراقب المكان.
لا يستطيع التواصل مع أحد ليعرف ما يجري لكنه اتفق مع جسار سابقا بأن يدير الخطة و يطبقها ثم يتأكد من مغادرتهم الجزيرة.
دعا من الله أن يكونو جميعا سالمين و لا يصاب أحد بأي اذى.
قبيل الفجر وصلو الى الساحل مستقلين سيارة دفع رباعي جهزت لهم سابقا. سارو حتى المطار و سافرو لمدة يوم كامل مستعينين بهويات مزورة. نزلو في بلاد لا تخطر على بال أحد و اقامو في فندق متواضع في منطقة ريفية تكسوها الثلوج.
فور دخولهم الغرفة رمت جلنار نفسها تجلس منهكة على السرير لتنزع حذائها و هي تزفر بحدة.
سألها سيف وهو يرثي لحالها
" هل انتي بخير ؟"
قالت و هي تنزع سترتها
" أجل متعبة قليلا من السفر "
نهضت اليه حين رأته يتألم و هو يخلع معطفة
" لقد ضغطت على جرحك كثيرا "
ساعدته في اخراج يده لتشهق حين رأت بقعة الدماء المتكونة على قميصة.
" انته تنزف قد تكون الغرز فتحت "
قال لها غير مكترث
" لا تبالغي انا بخير "
عقدت حاجبيها بعدم رضا
" دعني القي نظرة "
نزع قميصه بمساعدتها لتقول له
" اجلس "
رفع حاجبا مستغربا
" أمرك سيدتي "
أحضرت منشفة ووبللتها بالماء لتنزع الضماد و تنظف النزيف حتى تتمكن من رؤية الغرز لتتنهد بارتياح
" لازالت مكانها "
اردفت بحده
" عليك أن لا تضغط عليها "
ثم تابعت تظيف الجرح. يدٌ تمسك بالمنشقة و يدها الأخرى تستقر على صدره تضغط بأناملها عليه غير مدركة.
كانت قريبة جدا منه و انفاسها الدافئة تلامس جلده الذي بدأ يشتعل من الاثارة.
زفر سيف بحده لتلتفت اليه
" هل آلمتك "
نظر في عينيها الفيروزيتين قائلا
" كلا لا يؤلم " ليتابع في نفسه " و لكن ان لم تنتهي بسرعه الله و حده يعلم ما قد يحدث "

في انتظار المستحيل ... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن