الجزء التاسع

717 36 1
                                    

ولم هي منزعجة لهذا الحد؟ ألم تتهمه سابقا بأنه يستغل زواجهما للتقرب منها و اجبارها على شيء لا تريده؟
قالت غاضبة
" اياك أن تقترب مني مرة ثانية "
رد عليها بذات النبرة
" اذا لا تتعمدي اغوائي"
اتسعت حدقتاها مصدومة مما سمعت
" أنا أغويك!؟"
أضافت مستنكرة
" انت تتوهم "
تابعت و هي تتقدم نحوه تدفعه من كتفه بانفعال
" تبدأ كل شيء ثم تلقي باللوم علي"
تأوه بطريقة مبالغ فيها و تصنع الألم بشدة و هو يضع يده على كتفه متوجعا.
شهقت و هي تغطي فمها بيديها لتقول معتذرة
" أنا آسفة، آسفة حقا لم اقصد ايلامك "
رفع بصره اليها و ابتسامة ماكرة على شفتيه
لتفهم بأنه خدعها لترمي عليه أي شيء تصله يداها
" حقير.... لقد ظننت أنني تسببت لك بالأذى "
و اخذت تقذف الأشياء بعشوائية و هي تبكي
أمسكها من ذراعيها يوقفها قائلا
" ما الذي حل عليك يا جلنار انتي لست هكذا "
نظرت اليه بعد أن توقفت لتقول من دون تفكير
" كل هذا بسببك انت مادمت لا تحبني و لا تريدني لما تعبث بي ؟"
هتف باسمها غير مصدق ما تسمعه اذناه
" جلنار!!"
رفعت سبابتها في وجهه لتقول مستنزفة كل طاقتها
" ابقى بعيدا عني، لا تلمسني" تابعت
" لا تخف حين أعود الى أبي سأخبره بأنك أديت واجبك على أكمل وجه و سيغدق عليك العطايا "
لتصمت و هي تلهث بينما هو تأجج كل الغضب الذي في داخله
ليقول و هو مشيرا الى نفسه
" أبعد هذا كله تظنين ......."
لكنه صمت قطع جملته ليخرج صافقا الباب خلفه بينما هي انهارت جالسة على السرير محدقة في الباب المغلق من وراءه.
لقد غضب كثيرا و ربما حزن كثيرا لكنه هو ايضا جرحها و أحزنها انها الآن تشعر بأسوأ شعور من الممكن أن تشعر به. تسابقت دموعها لتنفجر باكية و شهقاتها تتعالا.

فتحت عينيها لتدرك انها غفت منهكة على السرير من شدة البكاء. تشعر بألم في رأسها و ثقل في جفنيها. انقلبت على ظهرها لتغطي عينيها بذراعها مفكرة.
كيف له أن لا يدرك حبها له كيف لا يرا المشاعر تفيض من عينيها حين تشتاق لرؤيته. حين تخاف عليه و عندما تضحك معه حتى عندما تتشاجر معه. انها واضحة امامه لا تستطيع اخفاء مشاعرها عنه كيف لا يرا هذا كله ام انه يتجاهل كل مايراه اخلاصا لحبيبته.
آلمتها الفكرة كثيرا لكن ليس لها الحق بأن تطالبه بحبها بينما لديه حبيبة تنتظره و قد يكون أخبرها و شرح لها بأن هذا الوضع مؤقت.
ابتسمت بخيبة لنفسها كيف اعتقدت بأنه يبادلها نفس الشعور؟
كانت ترا عطفه و حنانه عليها او ربما كانت تلك مجرد شفقه. كانت ترا خوفه و هلعه عليها او ربما كانت تلك ايضا جزءا من مهته في حمايتها.
يالها من حمقاء غبية.
انتصبت جالسه حين سمعت صرير زجاج النافذة.
انها العاصفة!!
أين ذهب ياترا ؟
و نهضت مسرعة تفتح الباب تهم بالبحث عنه، لتراه ما ان خرجت يقف في الردهة قرب أحد النوافذ. التفت نحوها قائلا ببرود
" لا تقلقي لن أتركك وحدك عودي الى الغرفة "
لتعود وتدخل تضرب الباب في وجهه.
انها خائفة عليه و هو يظنها خائفة على نفسها.
تأملت الأكياس التي أحضروها اليوم لتلمع فكرة في رأسها تجعلها تنتقم منه.
فتحت الأكياس واحدا تلو الآخر و هي تتمنى لو اشترت ملابس أنيقة أكثر.
ارتدت فستان قطنيا بسيط جدا بلون أخضر يكشف عن ذراعيها. قررت أن لا ترتدي شيئا يسترهما. وقفت أمام المرآه لتسرح شعرها لكنها تذكرت بأنه يغضب كثيرا ان تركته مسدولا لتبقيه هكذا. الا أنها حاولت أن تزيد من تموجاته بطريقة ما. رشت من عطرها الوحيد و استخدمت احمر الشفاه الذي لا تمتلك غيره لتتزين به فقد كان كفيلا لتوريد خديها و طلي شفتيها.
قررت أن تنزل لمطعم الفندق وحدها. ازدرأت ريقها تستجمع شجاعتها تخرج من الغرفة عابرة امامه و هو يرمقها بنظرات ضيقه. الا انه لم يقل شيئا او يبدي أي ردة فعل.

في انتظار المستحيل ... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن