الفصل التاسع

344 19 0
                                    

الفصل التاسع
********

تصفح آسر بعض الاوراق قبل أن يسلمها إلى كرم قائلا: كدا تمام ... اشتغل عليها أنت وجاسر عشان المناقصه دي مهمة جدا
أومأ كرم موافقا: ما تقلقش ... معاك رجاله
آسر: لما تخلصوها ابقوا تعالوا نراجعها سوا قبل ما نتقدم
كرم: انا مش عارف مراتك مستحملاك ازاي؟
رفع آسر بصره إليه: ليه يعني؟
كرم موضحا: واحد من 7 الصبح في الشركة ان ماكانش قبل كدا وبيرجع آخر الليل دا غير انه ساعات بيجيب الشغل معاه البيت انهي ست دي اللي تستحمل كدا
آسر بهدوء: إيلين
تنهد كرم ورفع كفيه قائلا: يارب يارب اوعدني بوحده زي إيلين لانه مافيش غير واحده زيها هتستحمل اللي آسر بيعمله فيا
آسر: طب روح يا كرم على شغلك أحسنلك
كرم: خلاص يا عم انا رايح اهو
آسر: أه صحيح ... شروق هترجع كمان اسبوع... لازم تيجي تتعشى معانا يومها تمام؟
شرد كرم قليلا متذكرا شروق التي دق قلبه من أجلها وحدها ومنذ سفرها لم يرى في الكون أنثى غيرها أفاق من شروده على صوت آسر: انت روحت يا ابني؟
كرم مسرعا: معاك معاك ... ومين اللي هيجيبها من المطار؟
آسر: جاسر طبعا ... مش اخوها يا ابني!
كرم: اه اه صح ... طب اروح أنا على شغلي بقى سلام
آسر: سلام
خرج كرم وهو يتذكر كل المواقف التي جمعته بها فدائما وابدا كانت تتجادل معه على أي شئ ولو كان تافها... ابتسم لتلك الذكريات وقال: اخيرا هترجعي يا رخمه
--------------------------
هبطت كوثر هانم من سيارتها الفخمة أمام أحد الكازينوهات على نهر النيل وهي مرتدية نظارتها الشمسية وتسير بقلق حتى وصلت إلى طاولة يجلس عليها رجل بمفرده ينظر إلى النهر بشرود ولم ينتبه لوجودها حتى جلست منادية إياه: مختار
إلتفت إليها مختار بابتسامة مرحبة: اهلا يا كوثر ... ازيك؟
كوثر بخجل: الحمدلله وانت ؟
مختار: أنا بخير طول ما انتي بخير
كوثر بحزن: انا مش عارفه ليه بتخلينا نتقابل في السر كدا ... وليه ما اتجوزناش لحد دلوقتي مادام بنحب بعض!
مختار: تاني يا كوثر؟ ... مش انا قولتلك قبل كدا انه ابنك اصلا مش طايقني ازاي بقى هيسيبني اتجوز مامته ؟
كوثر بعصبية: وانت مالك وماله ؟ انا كبيرة ومسئولة عن نفسي مادام انا موافقة هو حر يخبط راسه في الحيط
مختار: وانا ما اقدرش اكون سبب في الزعل بينك وبين ابنك يا كوثر
كوثر بحزن: اه بس تفضل بعيد عني واشوفك كل فترة وكمان مستخبيين دا عادي مش كدا يا مختار بيه؟
امسك مختار يدها قائلا: صدقيني انا باتعذب اكتر منك بس مافيش بايدي حاجه اعملها ... وبعدين عجبك كدا ؟ نسيت أقولك وحشتيني يا كوكو
كوثر بخجل وسعاده: وانت اكتر
مختار: وايه اخر الاخبار مع مرات آسر الجديده ؟
كوثر بحقد: ما تفكرنيش ... طول اليوم سايبها لوحدها وانا مش مدياها ريق خالص ومع ذلك مبسوطه ومش بتشتكي وقاعده على قلبي
مختار مصطنعا الحزن: يعني مافيش أمل آسر يسيبها ويتجوز فريدة؟
كوثر: مش عارفه يا مختار
مختار محفزا: انتي عارفه لو اتجوز فريدة بنتي ساعتها هابقى حماه ومش هيقدر يرفض جوازي منك صح؟
كوثر بحسره: صدقني بافكر اطفشها ازاي ومش لاقيه حاجه ولما لاقيت حل ما نفعش خالص
مختار منتبها: حل ايه؟
اخبرته كوثر بفكرتها وحديثها مع جاسر ورفضه لها بالاضافة إلى تعليقه على ما تفكر به واخبارها بان تترك إيلين لشأنها وتنتبه لنادين أفضل.
كوثر بغل: شوفت حتى الواد جاسر بقى في صفها ضدي ... دا غير انه الست نادين المحامية الخاصة بتاعتها وكل يوم ترجع من بره وتطلع جري على اوضة الست هانم يفضلوا يتودودو مش عارفه في ايه ... كل واحد مطلعني من حياته ومهتم بالست هانم دي وبس
مختار مفكرا: لا كدا لازم فعلا نخلص منها ... دا كفاية انها مضايقه كوكو حبيبتي
كوثر: المشكله بقى ازاي؟ ازاي نخلص منها؟
مختار بخبث: انا عندي حل ما يخرش المايه
كوثر بشوق: ايه هو ؟
مختار: بصي يا ستي احنا ...........
-------------------------
وصلت شروق بعد غياب دام أربع سنوات استقبلها جاسر الذي ضمها بشدة من شوقه إليها فهي آخر من يذكره بوالدته رحمها الله.
جاسر: وحشتيني اوي يا شوشو
شروق بسعاده: وانت كمان يا جاسوره ... اومال فين الباقي؟
جاسر: كلهم مستنين في البيت ... وبعدين هو أنا مش مالي عينك ولا ايه
قبلته ثم تعلقت بذراعه قائلة: دا انت حبيب قلبي بس كلهم وحشوني
جاسر: طب يلا يا ستي عشان انتي كمان وحشاهم
في السيارة وبعد انطلاق جاسر بها التفتت شروق إليه قائلة بجدية: هو فعلا آسر اتجوز ؟
أومأ جاسر موافقا: ايوه ... بس عرفتي ازاي؟
شروق: امممم ... عمتي قالتلي وشكلها بتكرهها موووت
تنهد جاسر: ما انتي عارفه تفكير عمتك فلوس ومركز وبس دا اللي يهمها ما يهماش لا شخصية إيلين ولا انه آسر مبسوط معاها
شروق: طب وآسر غير رأيه امتى في حكاية الجواز؟ دا كان رافض الفكرة خالص
جاسر: كان رافض العرايس اللي عمتك كانت بتجيبهم اصلا دول يعقدوا اللي مش متعقد يا شيخه
شروق: هههههههه وإيلين دي مختلفه عنهم ؟
جاسر: تماماااا ... انا مش هاقولك حاجة عنها هاسيبك تشوفيها وتتفاجئ لوحدك
شروق مستغربة: للدرجه دي؟
جاسر: واكتر ... ومتأكد انك هتحبيها وهتتصاحبي عليها كما
---------------------------------
ناولت شروق بعض السماد إلى إيلين قائلة: تصدقي انه جاسر قالي انه هنبقى صحاب وانا كنت مستغربه
إيلين: ههههههه ليه بقى ان شاء الله؟ اوعى يكون تفكيرك زي كوثر هانم
شروق بفزع: لا لا لا يا شيخه! تفي من بؤك
إيلين: هههههههههه اومال استغربتي ليه؟
شروق بجدية: بصراحه افتكرتك هتبقي شبه إنجي وأنا ماكنتش بأحب إنجي دي خالص وكنت بأبعد عنها
إيلين متفهمه :اها .... المهم انه احنا دلوقتي بقينا صحاب
شروق: واحلى صحاب كمان يا عسل
إيلين: ما قولتليش صحيح انتي ايه اللي خلاكي تسافري بره تكملي تعليمك؟ ما كملتيش هنا ليه؟
شروق متنهده بضيق: يا بنتي انا كنت ضد السفر بره وباعتبرها خيانه اصلا للبلد بس لما خلصت ثانوي ودخلت الكلية هنا لاقيت انها ماشية بالكوسة واحد مافتحش المادة يجيب فيها امتياز لانه عنده قرايب مهمين اللي يعرف دكتور الماده واللي بياخد معاه كورسات ...... إلخ إلخ وفي نفس الوقت ناس طاحنه نفسها وفي الآخر تشيل مواد عشان ما عندهومش واسطه ... كوسة كوسة ازاي اطلع من جو زي دا محامية شريفه ؟ لما انا اصلا بارشي واتوسط من وانا طالبه أكيد مش بعد ما اتخرج هاتعدل وامنع الرشاوي والكلام دا ! ... الجو الدراسي اللي كان في الكليه دا هو اللي فهمني احنا ليه ما بنتقدمش والناس السيئة اللي في حياتنا بيجوا منين فقولت وليه التعب اسافر بره للناس اللي بتحترم العقول احسنلي.
إيلين بحزن: معاكي حق ... الواحد تعب من الظلم اللي بيشوفه في كل حته دا... بيصعب عليا لما الاقي واحد مهندس وشغال صبي ميكانيكي والاقي واحد مش بيعرف يفك الخط وشغال في شركة ويقبض شئ وشويات.
شروق: ربنا قادر على كل شئ ... إن شاء الله الاوضاع هتتحسن بس لما احنا نفسنا نتغير وكل واحد فينا يلغي من جواه حتة الرشوة دي حتى ولو على رقبته
إيلين غامزة: إلا صحيح ايه حكايتك مع كرم ؟ ها ؟
شروق بتوتر: حكاية ايه يعني ؟
لكزتها إيلين في ذراعها قائلة: عليا أنا بردوا يا شوشو ؟ دا كان فيه نظرات خفية من تحت لتحت .... دا غير طبعا المناوشات والرخامه اللي بتعمليها عليه كأنه قاتلك حد... يا شيخه حرام عليكي الواد كان هيموت في إيدك امبارح
تنهدت شروق بحزن: طب ما انا اعمله ايه بس؟ هو مش حاسس بيا خالص
إيلين بخبث: ماهو طلع فيه حاجات اهو يعني
شروق معترفة: ايوه ... بصراحه كدا ... باحبه
إيلين: وهو؟
شروق بضيق: ولا الهوا
إيلين مفكره: بس مش دا اللي شوفته ... أنا شوفت واحد بيجر معاكي كلام على
قد ما يقدر دا غير النظرات الخفية ... يا بنتي كفاية انه استحمل الغلاسة بتاعتك امبارح دي ... بصراحه دا ليه الجنة
شروق بحنق: طب ما اعمله ايه يعني ... خليه يستاهل
إيلين: هههههههه ربنا يهديكي يابنتي
شروق بمكر: سيبك انتي ... المهم اخبارك ايه مع الجو ؟
إيلين ضاحكه: يخرب عقلك جو إيه؟ دا جوزي يا هبله
شروق بلا مبالاة: ولو بردوا ... مش بتحبوا بعض؟ يبقى جو
إيلين بحزن: مش عارفة ... انا يادوب باشوفه اصلا ... خايفة يكون ما بقاش يحبني دا لو كان بيحبني اصلا ... دا عمره ما قالي كلمة بحبك
شروق مستغربة: ازاي يعني ؟ ماقالكيش انه بيحبك لما اتقدملك؟
إيلين بخيبة: لا ... ساعتها قولت لنفسي يمكن مستني نتجوز عشان يعبر عن مشاعره في الحلال لانه وقتها ماكنتش مراته ... بس بعد ما اتجوزنا اكتشفت انه كان قريب مني وقتها عن دلوقتي
حاولت شروق طمأنتها قائلة: يا بنتي ما تدخليش الكلام دا في دماغك هو بيحبك والا ماكانش اتجوزك ... انتي على عيني وراسي وانتي حبيبتي والله بس قوليلي سبب واحد يخليه يسيب كل البنات اللي حواليه ويختارك انتي الا اذا كان بيحبك؟ هو ابن عمتي أه بس موز يعني... دا عليه عيون رمادي تهبل ولا شعره السايح النايح دا تقوليش بيحطله سماد زبده يا بت
ضربتها إيلين على كتفها ضاحكه: يخرب عقلك يا مجنونة فصلتيني ضحك
شروق بغرور مصطنع: طب روحي حطي نفسك في الشاحن بسرعه
إيلين: بس يا بت يا مجنونه ... وبعدين انتي بتعاكسي جوزي قدامي ولا ايه !
شروق بشرود: جوزك ايه بس ... ربنا يخليلي كرومتي ابو عيون بني
إيلين: ماشي ياختي ... ربنا يهني سعيد بسعيده!
شروق بجديه: بجد ما تحطيش في دماغك الكلام دا ... آسر بيحبك
إيلين باستسلام: طيب
شروق مغيرة مجرى الحديث: المهم انتي مش قولتيلي عايزة تروحي تشتري لبس؟
إيلين بسخرية: أنا من أول يوم ليا في البيت دا وأنا نفسي أروح بس ما اعرفش أماكن هنا و نادين مشغولة بدراستها
شروق: سيبي نادين في حالها ... نروح أنا وانت يا عسسسل
وجهت إيلين إليها خرطوم المياه الذي تستخدمه في سقي الزرع: امشي يا بت من هنا ... ناقصه جنان انا ؟
-----------------------
شرعت إيلين في قراءة رواية أخدتها من مكتبة زوجها العامرة بالكتب بشتى مجالاتها وأنواعها ، مددت نفسها على الاريكة التي بغرفتها بصحبة فنجان القهوة والرواية مستمتعه بهذا الاسترخاء بعد ذهاب شروق لمقابلة إحدى صديقاتها منذ أيام دراستها بالقاهره ، وأثناء انسجامها بالرواية فُتح الباب فجأة بقوة لتدخل عليها نادين والدموع تغرق وجهها وألقت بنفسها بين أحضان إيلين.
إيلين بفزع: مالك فيه ايه يا نادين؟
نادين: تخيلي ... تخيلي يا إيلين... أنا يطلعوا عليا اني مصاحبه لؤي؟
إيلين متعجبة: لؤي مين دا كمان؟
نادين: واحد ... واحد معايا في المدرسة
إيلين: وهما يقولوا عليكي انك مصاحباه ليه؟
نادين: مش عارفة مش عارفة
إيلين وهي تحاول تهدئتها: طب اهدي واحكيلي اللي حصل من الاول
نادين: انا روحت المدرسة انهارده عادي ولاقيتهم بيبصولي كدا بطريقة غريبة وبعدين يفضلوا يتوشوشوا مش عارفة في ايه وبعدين لسه هاقعد في مكاني في الفصل لاقيت واحده من اللي معايا في الفصل اسمها سلمى وقفت قدامي
وبتقولي....
-انتي عاملة نفسك شريفة وأحسن مننا وانتي طلعتي مصاحبه لؤي وكمان بتخرجوا مع بعض بليل من ورا أهلك والله أعلم بتعملوا ايه سوا ؟
نادين بدهشة: ايه اللي انتي بتقوليه دا ؟
سلمى بسخرية: اللي سمعتيه ... عامله فيها الخضرة الشريفة وانتي اسوء مننا
نادين: انا ماعرفش حاجه عن اللي انتي بتقوليه دا
سلمى: مش كفاية تمثيل بقى يا حلوة ولا ايه؟
وبعدين الميس دخلت الفصل فكل واحد قعد في مكانه
إيلين بتفكير: وما شوفتيش لؤي دا؟
نادين بضيق: لا ما ظهرش في وشي ... أنا خايفة بابا يوصله الكلام دا ويضايق مني او تحصل مشكله
إيلين بتعجب: وهو هيعرف منين؟
نادين: بابا بيشتغل مع بابا سلمى وكمان ممكن الكلام يوصل للمدرسين والمدير في المدرسه ويبلغوه
إيلين مطمئنة: خلاص ما تقلقيش ... أنا هأحل المشكلة دي تمام ؟
نادين بشك: ازاي؟
غمزتها إيلين: سيبها عليا ... وراكي رجاله
نادين ضاحكه: ماشي ... بس أنا مش شايفة شنب
قضبت إيلين حاجبيها: هي شروق لحقت تبهت عليكي؟ دي ما بقالهاش يومين يظهر انه سرها باتع
نادين: هههههههه مين باتع دا ؟
إيلين: لا سيبك انتي دا كان بياع جرجير ... المهم انتي هتخرجي معايا أنا وشروق بكره هاجيب لبس ليا اللي بقالي شهور نفسي أجيبه
لوت نادين شفتيها: بس عندي مدرسة
إيلين: ما انتي هتروحي المدرسة ولما نيجي نخروج هنعدي عليكي تكوني خلصتي اليوم الدراسي بتاعك وكدا كدا بكره أجازة فعادي
نادين بفرحة: تمام
اتجهت نادين إلى غرفتها لتنهي واجباتها المنزلية وجلست إيلين تفكر في حل مناسب لتلك المشكلة ....

كوخ في آخر المدينهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن