الفصل السادس
********وجد آسر والدته بانتظاره في غرفة المكتب الخاصه به وفريدة تجلس برفقتها فزفر بضيق قائلا بكل برود: خير يا ماما ؟
كوثر بغضب: وهيجي منين الخير! لما تجيبلي واحدة زي دي وتخليها مراتك!
آسر بملل: ومالها دي يعني؟
كوثر وقد زاد غضبها: مالها؟...مالها انها واحده فلاحة جايبها من مكان تقريبا مش موجود عالخريطة! دا انا اول مرة اسمع اسم البلد بتاعتها دي!
آسر بسخرية: لحقتي عملتي مخابراتك وعرفتي عنها كل حاجه؟
كوثر بشموخ: طبعا ! هو انت فاكر اني هاسيبك تجيب اي واحده كدا وخلاص من غير ما اعرف اصلها وفصلها ؟!
آسر بهدوء: ووصلتي لايه بقى؟
كوثر: وصلت انها لا من مستواك المادي ولا الاجتماعي ولا العلمي! فقيرة ويدوب عايشة هي وجدها دا بالعافية ومافيش مستوى اجتماعي اساسا و كمان يدوب تعليمها دبلوم !
نظر آسر إلى فريده قائلا: مش ملاحظه انه دي أمور خاصة وفريده مش المفروض تحضر الكلام دا !
فريده بذهول: إخص عليك يا آسر بقى أنا غريبه؟
كوثر مدافعه عنها: انا اللي طلبت منها تقعد انا باعتبرها زي بنتي
آسر ساخرا: زي بنتك؟ طب وكنتي عايزة تجوزيني اختي ليه يا ماما؟
كوثر غاضبه: آسر! اتكلم معايا وكويس وبلاش التريقة بتاعتك دي...وما تهربش من الموضوع ! أنا نفسي افهم انت اتجوزتها على ايه دي؟!
آسر بهدوء شديد: عشان حبيتها ! ... ومن الآخر انا عارف كل الكلام اللي انتي قولتيه عنها وما يهمنيش كل دا .... المهم اني عايزها ومرتاح معاها !
غادر آسر الغرفة تاركا والدته وفريده فاغرين الفاه من الدهشه فقد توقعتا كل الاسباب الا الحب فآسر لا يعترف بالحب أبدا
قالت فريدة بخيبة: بيحبها؟ وهنعمل ايه دلوقتي؟
أجابت كوثر بشرود: عايزها ومرتاح معاها؟ يبقى لازم ما يرتحش معاها وبالتالي ما يعوزهاش عشان تمشي من هنا
انتبهت فريدة وقالت: ازاي؟
أجابت كوثر بابتسامة خبيثة: لا دي عايز تخطيط سيبيها عليا المهم دلوقتي يلا بينا نتعشى وبعدي نخطط ونتكتك
اتجهت كلا منهما الى غرفة الطعام وابتسامة خبيثة تحتل شفتي كلا منهما وبدأت كوثر هانم تدبر ما يفرق بين ابنها وزوجته.
-----------------------------
بعد مغادرته نظرت كلا منهما للاخرى فقد تعرضتا لبروده وانقذتا بعضهما البعض من الحرج قالت نادين مشيرة جهة الباب: هو على طول كدا انا اتعودت وانتي هتتعودي
دارت إيلين ضيقها بهذا الكلام: هو العشا بيبقى الساعة كام؟
نظرت نادين في الساعة التي بيدها وقالت: يعني كمان نص ساعة كدا
إيلين تنهدت قائلة: طيب يدوب اخد حمام والبس
دخلت إيلين الحمام ولكنها لم تلحظ الفخامة المحيطة بها فقد انشغل فكره بطريقة آسر التي لم تعتادها ولن تستطيع الاعتياد عليها وانتظرتها نادين حتى تخرج.... بدأت إيلين ترتدي حجابها عندما جذبته منها نادين قائلة بدهشه: انتي بتلبسي دا ليه؟ دا انتي شعرك حلو وناعم اوووي
اخذت إيلين الحجاب وبدأت تلفه قائلة: عشان دا أمر ربنا
نادين: انا كنت فاكره للكبار بس زي نانا
إيلين: لا طبعا لكل البنات من اول البلوغ
نادين: طب ما فريدة اهي بس مش محجبه
تذكرت إيلين الملابس التي كانت ترتديها فريدة فهي تفضح اكثر مما تستر وايضا كيف ألقت نفسها بين ذراعي آسر فهل هي قريبته ام ماذا؟ فهو لم يحدثها عنها ابدا
إيلين: هي مين فريدة دي؟ قريبتكوا ؟
نادين بدهشه: بابا ما كلمكيش عنها ؟... مش غريبة هو اصلا مش بيحبها
إيلين بتوجس: قصدك ايه؟
نادين ببساطه: نانا كانت عايزه بابا يتجوز فريدة دي بس هو كان بيرفض ويتهرب منها وعايزه اقولك على حاجه كمان لو شوفتيها بترمي نفسها على بابا في اي وقت ما تستغربيش هي على طول كدا ومش هتتغير
إيلين بغضب: ازاي يعني؟ دا ممكن قبل الجواز لكن بعد ما اتجوز خلاص لازم تبعد عنه وتعرف حدودها كويس معاه
ضحكت نادين: هههههه فريدة؟ دا انتي بتحلمي! دي هنا من الصبح عشان عرفت انه بابا جاي ومش بعيد لما ننزل عشان نتعشى تلاقيها بتعمل حركات مش طبيعية وبتقرب من بابا اوي
ظلت إيلين تفكر في كيفية التصرف مع إمرأة بتلك الوقاحة ولكن كلام نادين قاطع افكارها: بس انتي شعرك طبيعته كدا ولا انتي فارداه؟
إيلين بابتسامة بسيطه: لا هو كدا مش باستخدم السشوار ولا المكواة اصلا
نادين بحسره: يا بختك انا شعري لازم له مكواة و سشوار عشان يبقى كدا زي ما انتي شايفة هو اصلا عامل زي شعر الغجر كدا وملولو اوووي عارفه شعر ميريام فارس؟
إيلين: اه اعرفه
نادين متابعه: اهوانا شعري شبهه بالظبط
إيلين: طب ما تسبيه كدا هيبقى احلى عليكي عشان انتي وشك صغير ودا هيخلي شكلك أحلى
نادين مستغربه بسعاده: بجد ؟
إيلين بحنان: ربنا خلق لكل واحد فينا الحاجه المناسبة ليه حتى نوع الشعر يعني انا مثلا لو شعري كان شبه شعرك ما كنتش هانفع فيه لاني كنت على طول مع جدي في الارض او باشتغل في البيت يعني ما عنديش وقت اهتم بيه ونوع الشعر دا عايز اهتمام بس انتي بقى عندك وقت وشكلك بتحبي تهتمي بنفسك يبقى دا انسب ليك دا غير انه مناسب لوشك
سعدت نادين كثيرا بكلام ومنطق إيلين فضمتها قائلة بفرحة: أنا شكلي هأحبك اوووي
إيلين ضاحكه: أنا أصلا خلاص حبيتك ... يلا بقى لاحسن يضايقوا من تأخيرنا كل دا
نزلت إيلين برفقة نادين متجهين إلى غرفة الطعام ، كان الجميع بإنتظارهم يترأس آسر المائدة وعلى يساره تجلس والدته تجوارها فريدة ولاحظت نادين توترها فجذبت لها الكرسي الذي على يمين آسر قائلة بابتسامة: أنا اللي كنت بأقعد هنا بس ما دام انتي جيتي خلاص بقى مكانك وانا هاقعد جنبك
كوثر بغيظ: اقعدي مكانك يا نادين ! احنا مش هنغير نظامنا عشان حد
آسر بهدوء: تعالي اقعدي يا إيلين زي ما قالتلك نادين
بعد أن استقرت في جلستها ظلت تنظر إلى الطبق أمامها ولم ترفع بصرها ابدا حتى سمعت فريدة تقول بكل شماتة: ممكن يا ماما تناوليني التوست
كوثر بسعاده: طبعا يا حبيبتي
إذا فهي طلبت مني أن اناديها بكوثر هانم لتناديها تلك التي لا تعرف من تكون بماما! إلهذه الدرجة تكرهها؟ ولكن ماذا فعلت هي لكل هذا ؟...قطع دخول الخادمة بصحبة رجل يقارب آسر عمرا ولكن يتميز ببشاشة الوجه: سلامو عليكو
الجميع: وعليكم السلام
آسر: حماتك بتحبك تعالا اتعشى معانا
الشاب مازحا: إن ما كنتش تحلف بس وجلس متابعا : اصل أنا مش جعان خالص
كوثر ضاحكة: بالهنا والشفا
نادين بسعادة: أزيك يا كركورة ؟
الشاب ضاحكا: تصدقي كرهت الدلع بسببك يا نادو
نادين بغلاسه: يا عم انت لاقي حد يسأل فيك اصلا
الشاب ضاحكا: ماشي ماشي هتذليني يعني اكمني عازب وحيد ما هو مسيري الاقي اللي تدلعني دلع عليه القيمه مش دلع اي كلام زي صاحبته
أخرجت نادين لسانها قائلة: ههههه موت يا حمار
كوثر غاضبة: وبعدين يا نادين ما يصحش كدا
نظر الشاب إلى إيلين قائلا بابتسامة مرحبة: وانتي أكيد إيلين مرات آسر صح ؟
آسر مقدما: ايوه... إيلين دا كرم صاحبي ومدير أعمالي
إيلين بخجل: اهلا وسهلا ... تشرفت
كرم بابتسامته: الشرف ليا
كوثر بتهكم: ما بقاش إلا الفلاحه هي اللي تتشرف بمعرفتها
صدمت إيلين لهذا الهجوم المباشر عليها فسقطت الشوكة من يدها وركزت نظرها بصحنها حتى تمنع دموعها من الفرار من محجريهما وتكبح لسانها عن الرد
آسر بغضب: ماما ! لو سمحتي احترمي وجودي على الاقل
لم تنتظر أكثر من ذلك فنهضت قائلة: الحمدلله شبعت
خرجت إلى حيث لا تدري حتى وجدت نفسها بحديقة المنزل التي رأتها من غرفتها فأخذت عدة أنفاس مهدئة نفسها حتى فجأة فزعت لصوت يقول من خلفها: هو القمر قرر يتنازل و ينزل م السما انهارده ولا ايه ؟
-----------------------------------
في غرفة الطعام ما زال الجميع على حالهم بعد أن نهضت إيلين منصرفة ويسود بعض التوتر
آسر: نفسي اعرف ليه كل دا ؟
كوثر مبررة: دي واحده فلاحة ! إزاي تتجرأ وتخلي فلاحة تقعد معانا على سفرة واحده؟
آسر متمالكا أعصابه: الفلاحة اللي مش عجباكي دي خلاص بقت مراتي ومش هاتخلى عنها أبدا مفهوم ؟
فريدة متدخلة بانفعال: هي عملتلك ايه عشان تتمسك بيها كدا ؟
نهض آسر موجها كلامه لكرم: معلش مش هينفع أكلمك دلوقتي نتكلم بعدين أنا هاروح أشوف إيلين
كرم مسرعا: لا عادي خد راحتك انا مش هاطير يعني
أشار آسر برأسه مغادرا وتبعته نادين قائلة: بابا مش هيتجوز فريدة لو انطبقت السما عالارض يا نانا ! فياريت تريحي نفسك خالص من اللي بتعمليه دا
كوثر بغل: عجبك كدا يا كرم؟ اهي ما بقالهاش ساعتين واديها قلبتهم عليا !
فريدة بغضب: انا عارفة عملت لهم ايه بالظبط
كوثر: انت رأيك ايه يا كرم ؟
تنحنح كرم: معلش يا طنط بلاش انا تدخليني في الموضوع دا بالذات ... في الاول والاخر دي مراته هو وهو ادرى بيها
كوثر بحنق: ومين يشهد للعريس! ... عمرك ما هتقول كلمة عكس كلامه
نهض كرم قائلا بابتسامته المعتاده : طب انا هاستأذن عشان عندي شغل الصبح بدري
كوثر: طيب اهرب اهرب
فريدة: خدني معاك يا كرم
كوثر بفزع: انتي رايحة فين ؟
فريدة بملل: هاروح بقى يا طنط ما عادش لوجودي لازمة
امسك كوثر بذراعها لتجبرها على الجلوس: لا انتي هتقعدي عايزاكي في موضوع
كرم: يعني انا دلوقتي استنى ولا امشي؟
كوثر: لا لا روح انت مع السلامه عشان ما نأخركش اكتر من كدا
غادر كرم مستغربا ما يحدث قائلا لنفسه: هو الواحد قعد معاهم عشر دقايق دماغهم هتلسع ولا ايه؟ هو انا معدي اوي كدا ؟ هههههههههههه
-----------------------
إيلين بعصبيه :ما تلم نفسك يا جدع انت!
-قمررررررر اقسم بالله قمررر
إيلين في قمة غضبها: اللهم طولك يا روح! انت مين وعايز ايه يا جدع انت ؟!
-تصدقي اني اول مرة اعرف انه لما القمر بيتعصب بيبقى حلو اوووي كداا لا ونوره بيزيد كمان ما شاء الله
اتى صوت ثالث من خلفهم قادم من الباب الذي يصل الفيلا بالحديقة: جاسر!
فزع جاسر من ذلك الصوت فهو صوت ابن عمته ولكن يبدو عليه الغضب الشديد لكنه مكتوم لذلك لم يلحظ هذا الغضب الا جاسر فهو يعرفه تمام المعرفة: آسوره حبيبي منور يا باشا انت رجعت امتى ؟
آسر ببرود: من كام ساعه
جاسر: حمدالله عالسلامة
آسر: مش حاسس انك زودتها شوية مع إيلين ولا ايه؟
نظر جاسر إلى إيلين بإعجاب: هي كمان اسمها إيلين؟ لا لا اسم على مسمى ما شاء الله
كز آسر على اسنانه ليلجم غضبه: إيلين مراتي يا جاسر
جاسر بصدمه: مـ مـ مـراتك؟
اتجه آسر إليها وجذبها من ذراعها ليعودوا إلى الداخل :ايوه
انصرفا تاركين جاسر في حالة صدمة فهو لم يفكر فيمن تكون كان كل همه ان يتعرف عليها فقط منذ دخوله إلى الفيلا بسيارته مكشوفة السقف ورأيته لتلك الفتاة التي ترتدي فستان أبيض ملئ بالزهور الصغيرة يتلاعب بملابسها وحجابها هواء المساء العليل وينير القمر ملامح وجهها شعر وقتها انها أجمل من رأت عينيه ولاول مرة يحسد آسر على شئ يملكه بحياته!
بينما قابلا اثناء دخولهما فريدة وكوثر التي نظرت لإيلين شذرا قائلة لآسر: معلش يا حبيبي ممكن توصل فريدة لبيتها ؟
آسر بدهشه: وهي عربيتها فين؟
فريده بوداعه: اصلها بتتصلح وانا جيت في تاكس
كوثر: معلش يا حبيبي عارفة انك تعبان من السفر بس السواق روح ومافيش غير هنا يرجعها
دخل جاسر في تلك اللحظه فقال آسر بسخرية اثناء صعوده مع إيلين التي مازال ممسكا بيدها: اهو جاسر هنا وفاضي خليه هو يوصلها انا تعبان وطالع ارتاح تصبحوا على خير
ترك والدته وفريدة فاغرين فمهم بينما تظهر ملامح الدهشه على وجه جاسر الذي قال: اوصل مين ؟
كوثر: فريدة
جاسر بابتسامة: طب يلا اوصلك يا فيري
ودعت فريدة كوثر هانم التي همست لها بهدوء: اطمني مش هتطول هنا كتير
ابتسمت فريدة بثقة وغادرة متأكده من دعم كوثر هانم لها ....
أنت تقرأ
كوخ في آخر المدينه
Romantizmالروايه للكاتبة ساره محمد سيف مش بتاعتي المقـــــــدمه ليست السعادة بالثروة ولا بالخدم هكذا علمها جدها ، إيلين فتاة بسيطة لم تكمل تعليمها كما تمنت ولكنها رضيت بحالها ، لم تتوقع أن تكون بساطتها وعلمها سببا في الوقوف في طريق سعادتها ، فهي لم تتوقع أن...