وتلاقت الأرواحُ عبرَ منامِها، حُلماً جميلاً ليتهُ لمْ ينتهِي .

هذه الْأَرْض سَيَبْقَى قَلْبُهَا المغدور حياً لايموت

إنْ رَأَيْت الدُّجَى يَحِضْن أَسْوارِ الْمَدينَةِ وسحابات رَزِينَة خرقتها مِئْذَنَةٌ وَرِيَاح واهنه وماتبقى مِنْ الشِّتَاءِ فأرحل وَدَع اللَّيَالِي تَدُور وَدَع دفؤك الْمَسْحُور لِلدُّجَى والقبور وَأَنْت وَالْغُرَبَاء ارْحَلُوا فِي سُكُونٍ . "هذه الْأَرْض ! . سَيَبْقَى قَلْبُهَا المغدور حياً لايموت" . 

 -هَذِهِ الْأَرْضَ مُتَجَسِّدَة مِن جَسَدِي .

 نشتكي للاشيء ، نشتكي لأُناس مِنْ عَدَمِ وَنَحْن أُناس مِن حُطام ثُمَّ يَأْتِي ذالك الْمَسَاء ذُو الضَّوْء الباهت ثُمّ نَبْدَأ بِالْغَرَق فِي ذالك الْحِلْم الْقَدِيم ، حُلم فِيه نُكاد نُعمى مِنْ ضَوْءِ نُور الْبَدْر . . ! فَيَنْقَطِع الْحِلْم ويلفّ أوجُهَنا ظَلَامُ اللَّيْلِ ثُمَّ نترقب مُداهمه مَا وَرَاءَ اللَّيْل نَمُوت ثُمَّ مَاذَا ؟ يُسْحَب الْمَوْت ظلّه عَنَّا وَيَنْكَشِف الْغُبَارَ عَنْ الصَّباحِ وَلَكِن تماماً حُلمٍ قَدِيمٌ وَكَأَنّمَا كَانَ النَّهَارُ وَأَمَنَة وهماً مِنْ الْأَوْهَامِ ثُمَّ تَذْهَبُ إسْبَال حُبنا لتحت تَكاثَف الظُّلُمَاتِ فَوْقَ الْبَحْر ضاربةً عَلَى الْأَرْضِ الحصّار لَيْسَ مِنْ عاداتنا تَبْريرٌ الْمَوْقِف .

‎ مَاذَا جَرَى لِي ؟ ؟ أَنَا حقاً لااعلم ، قسماً إنِّي لااعلم مَاذَا حَلّ بِي ياصديقي وَكَانَ كُلُّ شَيْءٍ يَسْأَلُنِي أَيْن انتِ ؟ ؟ رُوحِي تتسائل قَائِلُه كُنْت خَفِيفَة لِمَاذَا اثقلتني ؟ ؟ وعيناي تعاتبني لِمَاذَا حَلّ السَّوَاد بِهَا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مُشْرِقَةٌ ؟ ؟ وابتسامتي تتسائل قَائِلُه أَنَا جَمِيلَة لِمَاذَا تخفينني ؟ ؟ وَعُمْرِي يتسائل قَائِلَ أَنَا لَمْ أُصَلِّ بَعْدُ إلَى عُمَرَ الْعِشْرِين لِمَاذَا اتعبتني حَتَّى أَصْبَحْت عاجزاً وكأنني قَدْ وَصَلَتْ إلَى عُمَرَ الْأَرْبَعِين ؟ أَنَا ياصديقي أَصْبَحْت شَخْصٌ مُمْل عَاجِزٌ كَارِهٌ لِكُلِّ شَيْءٍ شَخْصٌ أَصْبَحْت الْعُزْلَة موطناً لَه ، شَخْصٌ يَغْلِبْ عَلَيْهِ الهُدوء ، شَخْصٌ لايحب الِازْدِحَام ولامخالطة الْبَشَر ، شَخْصٌ أَصْبَحْت الْكِتَابَة وَالْمُوسِيقَى مهرباً لَه ، كَفَّ عَنْ السُّؤَالِ ياصديقي فَأَنَا حقاً لااعلم

أكرَه عَدم قُدرَتي عَلى وَصف مَابِداخِلي ، وشَرح تلكَ الأفكَار السَوداوية ، فهي تخرج مبعثرة ، و لايفهمها احد غيري ، فمَالفَائِدة مِن ذَلِك ؟ ، أنَا مُكتَئب عكس مايظنه الناس ، وفِي كُل لَيلَة أستَلقي بِها عَلى سريري أُفَكِر في قِنَاع سَأرتَديه غَداً لأخَبئ إنكسَاري ، كمَا إني في دَوامه سَوداويه كَبيره لاَمفر منها ، فلا الأدويَه ولاَ جَلسَات العِلاج السُلوكية قَد نَجَحَت مَعي.

أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ فِي الْعَالَمِ الَّذِي أَسَّسْته مسبقاً فِي مُخيلتي

- من أنت؟ 

- أنا شخص اتعبهُ تناقُضه شخصاً لايستطيع أن يُحب بكُل جوارحه مهما بلغ ذاك الحُب من ثمن شخصاً هادئ ويعيش في ركُن من أركان هذا العالم الذي لا يكترث لوجوده أنا شخصاً شبه مطمئن يتصفح رسائل هاتفه ولا شيء يشمله إطلاقاً شخصاً في منتصف الليل يكتُب عن الأشياء التي صادفها اليوم شخصاً في عالمه الشمس لا تُشرق ولا الليل ينجلي شخصاً يُريد أن يعيش في العالم الذي أسسه مسبقاً في مخيلته ولكن لايستطيع أن يأسس مجدداً كسابق عهده إذاً مالأمر ؟ ألم تسألني قبل قليل وتقول لي من أنت ؟ حياتي لا تشملك ابداً ولا تشمل غيرك من الأشخاص إذهب بعيداً حتى لا يُمكنني رؤيتك لا تتطفل مرةً أُخرى ولا تسألني مرةً أخرى وكأنك تعرفني منذ زمن.

 - غريب الأطوار حقاً. 

- وهذا مايقوله الآخرون.