وتلاقت الأرواحُ عبرَ منامِها، حُلماً جميلاً ليتهُ لمْ ينتهِي .

وَ مـَا فَـائِـدةُ الـبـَقـاء..؟

••الأول مِن أبريل....لا تَسلْ عَني حَتى لا يَتذَڪَرني أحدَهُم فـَ ـلَقِد ألفتُ حَياةَ النِسيانِ وَ أدمَنتُ العَيشَ في دَاهليزِ ذِڪرَياتِهمْ..أُتُرڪِنيْ أتَخلىْ..وَ إجمَع بَقايايَ مِن ذِڪراڪَ أنتَ أيضَاً وَ حَطِمهاْ..فَتِتهاْ وَ إمحِهاْ..وَ سِلْ نِجومَ الليلِ في سَماڪَ ڪَمْ أحَصيتهاْ..؟..أوَليستِ الأڪِثرَ عِلماً بِڪْ..؟.._وَ لَڪِنَ دَواعيَّ النِسيانِ زَارتْ فيَ ڪُلَ شَيءٍ إلاڪْ.. !! .. _صًمودُڪَ عَنيدٌ وَ ها أنتَ تُحَشِدُ ڪَلِماتِڪَ إتِجاهيَّ بِـ ـلا هَدفٍ وَ لا تَعرِفُ حَتىْ أينَ يَصبُ سُقيَاهاْ فياْ..وَ لَڪِن مَهلاً لِما ڪُلُ شَيءٍ في مَحياڪَ الآنَ يَشڪّو بَاڪياً..؟.._بَلْ أنا مَن عَليھِ أن يَسألِڪَ لِما تُثَبِتُ فِيڪَ هَذھِ المَفاهيمَ وَ تُضيقُ عَلي الأتِساعاتْ..؟..لِما لا تَبقىْ وَ تُوفِرُ عَلي الخَوضَ في هَذھِ النِقاشاتْ..؟.._أوَليسَ وَاضِحاً..؟..لِـ ـأبقىْ دُونَهُمْ..لِـ ـأتقِ غَدرَهُمْ..لـِ ـأدحَضَ ذِڪراهُمْ.. أُفَضِلُ أن أجلِسَ هُنا أغرَقُ في الألَمِ وَ أصُبُ ناظِرايَ نَحوَ العَدمِ عَلى أن أخيطَ ما تَمزَقَ مِن ذاتيَّ بـِ ـخيوطِ النَدمْ..وَ اللَعنة بِـ ـسَببِهمْ.._وَ لَڪِنْ......._بِـ ـحَقِڪَ رَسائِلٌ مَطويّةٌ صَارِتْ أشِواڪَاً تُلاطِفُ قَلبيْ بِعُنفٍ و تُفنيْ رُؤيَتُها ما تَبقىْ مِن أي شيءٍ يَحُثُ المَشاعِرَ دَاخِليْ..أحرُفُهاْ أجِدُ طَيفيَ يَصيغُهاْ حينَ يَشتعِلُ وهَجُ نَارِھِ أو حينَ يَندثرُ تَحتَ أنِقاضِ رَمادِھْ.. نِڪرانُ الوّعودْ..نَقضُ العُهودْ..فُتاتُ وّرودٍ ذابِلةٌ وَ لَيلٌ لا يَربُتْ..بـِ ـحَقِ الرَبِ لِما أبقىْ وَ روحيَ لـِ ـڪُلِ هَذا تَمقُتْ..؟..تَڪَلمْ.. لَم يُبديْ أيَ رَدْ..بُنيَ بينَهُما حَاجزُ الصَمتْ.. 

أحقاً أنتَهِت لَعنةُ مارسْ..؟..أم أنها كَذِبةُ أبريل..؟..

بـِ ـجَسدٍ مُتَلبدٍ خَلفَ أربَعةِ جُدرانٍ وَ عَينَينِ مَا إفتَڪَتا تُحَدِقانِ في السَقفِ بـِ ـتأمُل ڪَما لو أنھُ مَليئٌ بِـ ـلوَحاتِ ڤان ڪِوخ أو مَلامِحَ أحبَبتُها مُنذُ زَمن..لا أعرِف وَ لَڪِن بَدَت ڪَ ـأنَها أخِرُ فُرصَةِ لي لِلـ ـتأمُل..وَ ما لَبِثتُ حَتى شَعرَتُ بـِ ـقَلقٍ يُمسِڪُ يَدي وَ يَدورُ بي في دَوائِرَ مُفرَغةٍ مِن الألِم..عَينا اليأسِ تَتبَعُني..هَمساتُ المَخاوفِ أبَت مُفارَقةَ مَسمَعي..ڪَابوسٌ تَخطَى مَرحَلةَ الرُعِب ڪَ ـمَشهَدِ قَهقَهاتِ الآلِهةِ الأغِريقيةِ عَلى صَرخاتِ البَشَرِ الآثِمين..إستَغرَقُتُ طَويلاً لِـ ـأُعيدَ لَملَمةَ شِتاتِ ذَاتي وَ أصُبَ تَرڪيزي عَلى ما يَجِري حَقاً..لَم يَڪُن أي مِن هَذا حَقيقَة.. !! ..ڪُل ما حَولِي ڪَانَ مُتَوشِحاً بِـ ـالهِدوء وَ لَقد أطِبقَ الظَلامٌ لِثامَھُ عَلى المَڪانِ بِـ ـالفِعلِ حَتى تَراوَى لي أنَ الزَمَن قَد تَوقَفَ لِـ ـبُرهَة..إشِتاحَتِني حَالةُ سِڪونٍ مُؤقَتِة..أُھ أَخيرَاً إنتَهى..

إڪِتَسَحَ طَيفُڪَ تَفڪِيري لَيلاً بِـ ـلا أذِنٍ أو أسِتِئذان لـِ ـتُبَعثِرَ بَحةُ صَوتِڪَ ڪُلَ الشَتاتِ المائِج داخِلَ رَأسي..فـَ ـعَزَفتُ ڪَلِماتِڪَ ڪَ ـتَرنيماتِ عِشقٍ عَلى أوتَارِ الذِڪرَياتِ لـِ ـيَنذَرِفَ إسمُڪَ مَعَ ڪُلِ لَحنٍ تُنتِجُھُ يَداي..أَقسَمتُ لـِ ـرَبيّ أَن يَڪُونَ إحتِضانُ طَيفِڪَ آخِرَ الذِنوبْ..وَ لَڪِن عَجِزتُ فَـ ـما أنا إلا عَاشِقٌ وَ عَن حُبِڪَ لا لَن أتُوبْ..أعتَرِفُ إني هِمتُ بِـ ـسَرابِڪَ يا حَضرةَ المُستَبِد..فَـ ـأثَرِتَ صَبَ الذَنبِ بَعدَ الذَنب عَلى قَلبٍ خاشِعٍ مُتعَبِد.. 

 دَخَلِوا حَياتَھُ خِلسَة تِباعَاً لـِ ـيُبَعثِروا ڪُلَ أورَاقَ لَعِبھِ الآنِيةْ..مَلأوَا رَأسَھُ أوهَاماً رَتَبَ عَليهَا خِيارَاتِ حَتِمية..لَم يُنڪِر أنَھُ إستَلِذَ أيَامَھُ وَ حَسِبَها أبَديةً غَيرَ مَنسِية..وَ لَڪِن مَاذا حَصَل..؟..المُعتَادِ طَبعَاً..تَرَڪوھُ ڪَ ـالأعَزلِ في وَسَطِ الحَربِ بـِ ـمَشاعِرَ مَشِلولةٍ أثَرَ خِذلانٍ بَعدَ خِذلان وَ ڪَ ـأنھُ لَم يَڪُن أبَداً..مَاذا حَدثَ لَھُ..؟..المُعتَادُ أيضاً..وَ اللَعنَة..إنهَار..حَاولَ إصِلاحَ ما فَعلَ لِـ ـيُصبِحَ ڪَ ـسَفاحٍ غَزاھُ النَدمُ فَـ ـأخَذَ يَزُورُ أجِداثَ ضَحاياھُ وَ يَنهالُ عَلَيِهْا بِـ ـالأعِتِذارْ..لَم تُثِر مُحَاوَلاتُھُ لِـ ـأعادَةِ ذَاتِھِ إلا الشَفَقة وَ ها هوَ شَاردٌ في اللا شَيء.._ بِـ ـحَقِڪَ يا رَجُل ڪَفى تَحِديقَاً في اللامَڪَانْ فَـ ـذاڪَ الفَراغُ بِـ ـلا نِهاية..أأفُقٌ أطِرافُھُ أم جُدِرانْ..؟..وَ حَوافُ الغَيمِ أوهَامٌ وَاهِيةْ..أمَلاڪٌ خَلفَھُ أم شَيطانْ..؟..وَ سُفُنُ السَلامِ تَشِدُ رِحالهِا لِـ ـتَفِر..أمَا آتٍ أَمواجُ بَحرٍ أم طَوَفانْ..؟..لا أعرِفْ وَ لَڪِنَڪَ غَرِقتَ وَ تِهتَ وَ تاھَ التِيھُ فِيڪَ في ڪُلِ ثَانِيةٍ وَ مَع ڪُلِ لَمحَةِ بَصرْ.._ ألمٌ غَرِيبْ..صَوتٌ ڪَئيبْ..قَطِراتُ غَمٍ ڪَ ـالمَطرْ..يا نَسمةَ الريحِ زُورينِي وَ جُرّي رَمادَ دُمُوعي..فَـ ـلا أبِيضَ بَعدَهُمْ وَ لا أسِودَ أعَادوَا إفِراغَ إمتِلائيْ.._أُقسِمُ لَڪَ سُمٌ هَواهُم وَ البَقاءَ بـِ ـدُونِهمْ نَجاةْ..سُقمٌ رُؤاهُم وَ الصَمَمُ عِندَ حَديثِم حَياةْ..صَوتٌ مَريرٌ يُدَاريْ حَبِڪةَ صَفِحاتِهمْ في رِوايةِ الأيَامْ..إحِذفْ أسِمائَهُمْ..إهدِجْ صَفِحاتَهُمْ وَ بـِ ـحَقِ الرَبِ دَعڪَ مِنَ الأوهامْ..