الفصل العاشر
لقيته شد ايدي وباسها الحيوان....المتحرش دا
: اهي قاعدة قدامك اهي خطوبتنا كمان كام يوم اهو وأنتم أول المعزومين طبعا
بصت لنا بصدمة وبتحرك نظرها بينا احنا الاتنين
عم إبراهيم: طبعا..طبعا ألف مبروك يابني
لكن اللي هدني فعلا كلمات زينات اللي مش هنساها: بسس..هي فرح مش كبيرة عليك شوية؟؟
عمار سألها باستغراب من سؤالها اللي مالوش أي تلاتين لازمة أصلا: نعم!!
زينات: يعني أكيد عايز واحده تكون أصغر منك..وفرح ماشالله عليه داخله علي التلاتين
عمار: مش عارف أقول ايه لحضرتك..بس هو أنتي مالك؟؟..أنا اللي هتجوز ولا حضرتك..وبعدين هي أصغر مني أصلا وكانت مستنياني لما أرجع..وكنت متكلم مع والدها..هاه عندك حاجه تانية..
قام وقف وشدني في ايده... ووجه نظره لعمرج ابراهيم : بعد ازنك يا عم ابراهيم أنا مش هقدر أكمل العزومة دي..احنا ماشيين
عم ابراهيم: ليه كدا بس يابني..هي زينات عفوية شوية
عمار: أنا ساكت من الصبح..من كلامها للهجتها مع فرح وغيره..لكن تقلل منها من الكلام فلاء طبعا..والبيت اللي خطيبتي تتهان فيه يبقي أنا اتهانت وأنا من عادتي..مخطيش في مكان اتهانت ففي
زينات: لا عاش ولا كان اللي يهينك يا حبيبي..هي زلة لسان وبعدين فرح عارفاني ومتعودة علي هزاري
بصيت ليها بقوة: لاء معرفش ودا مش هزار ولا أسلوب أصلا..وبعدين هو اللي جه وطلبني يعني أكيد كان عارفني كويس..
عمار وهو بيديني شنطتي: وبعدين أخدها صغيرة أخدها كبيرة دخلك ايه في الموضوع..وبعدين يا ستي أنا عايزها كبيرة نتشارك مع بعض..وكمل كلامه كأنه بيوجهلها رسالة..مش أخد عيلة أربيها أنا لسه
زينات: وماله اهي تطبع علي طبعك ومترفضلكش كلمة
عمار وهو بيشدني لبره: لما أبقي أقولك جوزيني رجل كنبة أبقي تعالي هتيلي العروسة اللي مترفضش ليا طلب دي
عم إبراهيم: يابني اهدي بس كدا متتحمقش.. مكانتش كلمة
عمار: ماكنتش كلمة .. هقول ايه أصلا منتظر ايه من حضرتك أنا .. يلا يا فرح
كان بيشدني معاه وأنا في عالم تاني أصلا.. كنت شبه الجثة.. نظراتي ثابتة علي جزئية معينة.. اللي هي.. هو أنا فعلا كبرت أوي للدرجة دى.. يعني عمار كتيير عليا زي ما الكل شايف.. وانه كرم منه انه يطلب ايدي!.. هل دا معناه إني مليش مستقبل غير معاه؟ ... طب فين أنا..عشان كدا بابا كان مصمم علي الجوازة..طب اشمعني عمار؟ .. هو ظابط وايه يعني ما أنا دكتورة.. ممكن أكون شغالة في مستشفي ومش في الجامعة .. بس دا لأني استغنيت عنها...
يعني المفروض أوافق اتجوزه وأحط الجزمة في بوقي.!.. ومنطقش عشان هو طيب وابن حلال في وجهة نظرهم.. طب مأنا طيبة بردو وكلنا طيبين.. ايه اللي يميزه فيخليني أتنازل عن حضن عيلتي و أقبل بيه كزوج؟!.. راسي صدعت و جسمي تلج مبقتش حاسة بحاجة نهائي.. عيوني بس هي اللي حية..ودموعي الصامتة بقت سيدة الموقف..فين الدكتوراة..والماجستير من كسرتي بالشكل دا..نفعوني بإيه...فوقت علي هزه ليا وهو متبت فيا بايديه الاتنين..بصيت حواليا.. احنا فين؟.. دي مش شقتنا حتي!
بصيتله باستغراب..رد عليا بعنف وقوة عمار اللي عرفته في أول مرة شوفته..عمار المريض والمتغدغ ومع ذالك كان بيرد عليا بكل عنفوان : امسحي دموعك عشان نتكلم لأن كدا مش نافع
قعدت علي الكنبة بوهن..لقيته قعد جمبي..انكمشت تلقائي...
عمار:دموعك غاليه على فكره
بصتله بعد ماكنت بهرب مم نظراته: عايز ايه يا عمار..جايبني شقتك ليه
عمار بسخرية: عايزاني أرجعك لابوكي كدا..بالمنظر دا..أقلها رد فعل منه يفسخ الخطوبة اللي لسه متعملتش دي
فرح: يبقي أحسن وأفضل ليا وليك
عمار: كأنك بتقوليلي بالزوق ابعد متقربش
فرح: عايزني ليه...أنت بقالك معايا أكتر من أسبوع..هل شفت مني قبول؟...شفت مني لهفة عليك عمار: لاحظي ان كلامك جارح..ومش شوية كلام قالتهم ست جاهلة زي زينات هيقللو من ثقتك فيا وفي نفسك
مسحت دموعي بعنف وبصتله: مايمكن طنط زينات عندها حق..مايمكن...نبرتي هديت كأني بكذب نفسي..مايمكن احنا مش مناسبين لبعض فعلا..
عمار: مين اداكي الحق تقرري بالنيابة عني.... مين قالك اننا مننفعش لبعض..باباكي اللي بحبه وبعتبره زي بابا..اللي ليه مواقف في حياتي عمري ما هنساها..ولا مامتك اللي عايزة تجوزنا امبارح قبل النهاردة..ولا أخواتك اللي بعتبرهم اخواتي اللي أمي مخلفتهمش..ولا توفيق أبويا اللي ميعديش يوم غير وهو عندكم..واللي رايح جاي يبكتني اني عندي نعمة مينفعش أخسرها..وكمل بسخرية.. هاه اذا كان انتي ذات نفسك رافضاني .. مين أداكي الحق انك تقرري أصلا!..ليه محسساني اني جبرك مثلا تتجوزيني..!
بصتله..هو فعلا عنده حق..عيلتنا بينهم علاقة حلوة جدا..بس بردو أنا مخترتهوش!
فرح: أنا مختارتكش ولا أنت اختارتني..أنا بين يوم وليلة ألاقي بابا بيقولي فيه عريس متقدملك..لاء ولا زم أوافق لأنه كويس..طب هو أنا مش كويسة..لاء والحبكة كمان انك تطلع المريض اللي أنا عملتله العملية..لاء وكنت عارفني..نظراتك كانت موضحة انك عارفني..وأتفاجئ تاني يوم ان أبويا وأبوك عشرة..وكلكم مع بعض بتضحكو وقاعدين في أوضة المستشفي! ولا كأنك كنت مكسورلك ضلعين ورئتيك كانو مجروحين...ولسه مخدتش نفسي ألاقيك وأنت وأبوك بتقروا فاتحة..وأمي وأخويا قاعدين معاكم في جلسة أُنس..ولما أعبر عن رأيي يبقي كدا أنا مندفعة وهمجية..من امتي وأمي بتقعد مع حد بابا بيأجرله او بيعقد معاه حاجة..وأضطر إني أبلغ موافقتي عشان ألم الموقف ومنزلش كلمة أبويا..وبعد ما عشت 28 سنة لوحدي..أهلي بس اللي في حياتي وصحابي اللي كانو بيبعدو واحدة ورا التانية..عشان أقابلهم تاني بس أشباههم مش هما..أشباه أجساد عايشين..وكل واحدة فيهم حياتها اتدمرت بسبب راجل وثقت فيه و أمنته نفسها...طب أثق فيك أزاي أنا دلوقتي..لما مفيش مثال واحد مشرف شفته قدام عيني..الشخص الوحيد اللي عرفته بس معرفة سطحية كان سامح جارنا..انسان محترم ووقور وحتي مرتبط وأنا اللي اتوستطله عند عروسته.. مطلوب إني متعاملش معاه عشان حضرتك..وعشان أحترم وجودك..لاء ولا طنط زينات اللي عمرها ما بلت ريقي بكلمة عدلة من صغري..أنت مش بيضة ليه؟..ايه الوحاشة دي؟..متحجبة بدري عشان شعرك لونه أسود عادي؟ ولما دخلت طب؟..هتوظي وكسوفك مش هيبقي ليه وجود بعد ماتشتغلي مع الرجالة؟ لاء وتسئلني الا أنتي بتعملي عمليات للرجالة بصحيح وهما قدامك زي ماربنا خلقهم؟بكل بجاحة..ولا عايزة بنتتها تتجوزك وبدلل عليها عندك وأنت عمرك ضعف عمرها بالظبط والبنت لسه مخلصتش ثانوي حتي....ولا عمتي اللي موافقتش علي ابنها لأني عارفة انه قلبه لبنت عمه..قال ايه بتنطط عشان دكتورة وابنها محاسب عادي... وقطعت أبويا بالسنين..وبقيت سبب في فرقته عن أخته..ولا ولا..وكلكم عايزني اتخطي دا لمجرد ان الدنيا حاكمها كدا وإني لازم أعيش وخلاص..ماهو محدش بيختار حياته!.
دموعي نشفت وبقيت أخد نفسي كأني كنت بنهج بعد جري في طريق ملوش نهاية..كنت بنهج بعنف ونفسي بيتقطع...لكن لاحظت ان عمار صوته مش طالع ومعلقش لفيت بجسمي ليه لقيته ساكن مش بيتحرك..قلبي وقع فيج رجلي من منظره..جسمه كله مية..قربت عليه بسرعة وبدأت اضربه بخفة علي وشه لكنه منطقش...فكيت أول زرارين من قميصه بسرعة..وحسست مكان جروحه اللي في جسمه لحد ماحسيت بسائل لزج بصيت لإيدي بسرعة..لقيتها مليانة دم...اتخضيت من شكله..قست نبضه لقيته مش تمام..وجسمه سخن..
جريت بهلع علي شقتنابسرعة وأنا بنادي
: بابا..باااااابا
لقيت بابا طلع بسرعة من أوضته مفزوع: في ايه يا بنتي سرعتينا!
فرح: فين علبة الاسعافات..فين العلبة؟
ماما: مش عارفة شالتها ايدي فين..بس ايه الهوجة دي...في ايه
خبطت علي وشي: مش عارفة..مش عارفة ازاااي..هي دي حاجة تتنسي...أحممممد..أحمممد
طلع أحمد وباين عليه وشه أثار النوم: ايه في ايه
فرح: أحمد بالله عليك بسرعة عمار بينزف..خد تليفوني اهوه هتلاقي متسجل عليه..بص اهوه اجري بسرعة تعالالي بالحاجات دي علي شقة عمو توفيق بسرعة..
بالفعل خد فلوس وجري علي تحت
التفت لبابا: بابا عايزاك بسرعة بالله عليك
بابا وملامحه كلها فزع : ماله توفيق..حصله ايه
فرح.:عمار..عمار جرحه بينزف وأغمي عليه..لازم نلحقه بسرعة..محتاجاك معايا
ماما خبطت علي نحرها بخضة: يا مصيبتي يابني استني أنا جاية معاكم
بابا: خليكي هنا اعملي حاجة للواد يتقوي بيها عقبال مانشوفه..يلا يابنتي
جريت علي الشقة وبابا سنده وأنا ساعدته ودخلناه الأوضة اللي قابلناها في وشنا علطول..
فرح: بابا غيرله هدومه بأي حاجة وغطيه كويس لحد ما أعقم ايدي وأجهز الحاجة
لقيت غسول عقمت ايدي كويس
لقيت أحمد جاب الحاجة..دخلت لعمار لقيت بابا غيرله هدومه...ومغطيه كويس....
بليت المكان بخفة،عقمت الجرح وطهرته وخيطته كويس..بعدين ضمدته..حطيتله كانيولا وفيها مسكن عشان يرتاح ومقوي لجسمه...
كان نفسي كأنه مسحوب مني من رهبة الموقف..قلعت الجوانتي..واتنهدت..وخدت نفس
فرح: خلصت
بابا: الحمد لله وهو
فرح: هيفوق كمان ساعتين..وممكن يجيله حرارة ولا حاجة..لازم نكون جمبه
خرجنا بره في الصالة..ورميت نفسي بتعب علي الكنبة..كان أحمد فايق ومش فايق لكزته بدراعي
فرح: أنت جاي تنام هنا؟
رد عليا وهو بيتاوب
أحمد: هو في البيت وهنا
فرح: روح ريح دلوقتي وهبقي أناديلك
نادالي بابا وهو واقف علي باب الأوضة
بابا: اإلا صحيح عمار دخل الشقة ازاي أنتم مش كنتم عند أم شهنده فوق..مشيتو بدري عن معادكم يعني!
مسحت علي وشي: عمار محبش الجو..فخلص معاهم بالزوق ونزلنا..وكنا متخانقين أصلا
بابا: ودخلك الشقة عشان تتفاهمو صح؟
فرح: يا بابا اا
بابا بحزم: بلا بابا بلا بتاع لما لسه دبلته مدخلتش في ايدك ودخلتي شقتهم..يبقي لما تبقي في ايدك هتعملو
فرح: يا بابا حصل موقف مش تمام فوق واحنا اتخانقنا ومكنش عايزني أرجع غير لما نتفاهم
بابا: الا حكم يعني هو التفاهم مش هيحصل غير لما يتقفل عليكم باب لوحدكم..دا ازاي دا في عرف مين يا دكتورة
رديت عليه بتوتر لأنه ببساطة عنده حق: أنا أسفة أوعدك مش هتتكرر تاني..وبعدين هو كان بينزف أصلا..ومتكلمش حتي..أنا خدت بالي لما أغمي عليه
بابا: أنا مش هتكلم دلوقتي ولا هعاتبك للأن الموقف مش ناقص..هسيبك مع أخوكي..وأنت يا بأف متسيبش أختك لوحدها معاه..خلوكم جمبه لحد مايفوق...توفيق مش هنا ومفيش حد يرعاه غيرنا..أنا رايح أهدي أمك اللي اتفزعت دي
سابنا ومشي وأحمد رجع نام تاني بلامبالاة..وأنا بقيت لوحدي في أفكاري..أفكاري اللي منغصة عليا عيشتي ومش مريحاني خالص بالمرة..اللي كل شوية تتغير..ومش ثابته..طب ازاي اذا كان صاحبتها مهزوزة من جوا هي مش هتبقي مهزوزة..غفيت شوية..بس نومي كان خفيف جدا...التفت حواليا لقيت أحمد داخل وفي ايده صنية أكل لفردين..وبيقفل الباب
أحمد: أمك بعتت معايا الأكل دا.. شوفي عمار كدا ولو كدا تعالي اتغدي يلا
مردتش وأومأت ب •اه•
غسلت وشي كويس عشان أفوق..ورحت الأوضة..وزي ماتوقعت جسمه سخن..
فرح: أحمدد
أحمد: ايه محتاجه مساعدة؟
فرح: عنده حرارة...خده بلل جسمه بمية ساقعة بس ابعد عن جرحه