اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وقفتُ أمامَه كتِمثالٍ حجريّ، لا حولَ ولا قوَّة له، عاجِزةً عن تغييرِ قِبلَتي رغمَ أنَّ منظَرهُما وهُما في خِضمِّ عِناقٍ حميمٍ آلَمني.
ربَّما شعرتُ بالغيرةِ لأنَّ زوجِي لم يحضنّي بهذِه الطَّريقَة مُنذ زمن، لا أذكُر متَى كانت آخرُ مرَّة حاصَرتني ذِراعاهُ فيها دونَ مُقابِل، وربَّما لأنَّه الرَّجُل الَّذي قلَّدتُه دورَ البُطولَة في أحلامِي الآثمة، هُو الَّذي لم يطلُبه حتَّى!
لم أكُ أدري أنِّي سأتشارَك المنزل والكولونيل بيون بيكهيون، كأنَّ اقتِسامَنا لمُحيطِ العَمل غيرُ كافٍ لكيِّ دِماغي، وبثِّ النُّدوبِ في صدري... الآنَ أراهُ على قُربٍ سحيق، إن مددتُ يدايَ نحوَه فسوفَ تُلامِسانِه، لكِنَّهُما لن تجترِئا على قطعِ الحُدودِ إليه، لأنَّنا محظوران مِن العُبورِ إلى بعضِنا، وحتَّى وإن عبرتُ إليه فلن يحتَفيَ بي.
العتَبُ عليَّ لأنِّي أذِنتُ لعواطِف لقيطة بأن تُعمِّر بينَ أضلُعي طوالَ هذا الوقت، توجَّب عليَّ لحدُها في المَهد كي لا أصِل إلى هذِه النُّقطَة العقيمَة، هِي عواطِفُ تولَّدَت على إثرِ اصطِدامٍ عابرٍ لمُقلتين، لم يعلَم عنها أو يُحسَّ بِها، فتبنَّيتُها، ودثَّرتُها تحت ابتِسامةٍ زائِفة.
لم تُلطِّخه الدَّهشةُ حينَما وطأ بصرُه هيئَتي، كأنِّي محضُ امرأةٍ غريبة لم يسبِق وأن شهِد لها أثرًا، لستُ قريبة كذلِك، ولكنَّ الموقِف الَّذي جمَعنا سويًّا يستَحيلُ أن يُنسى بمِثل هذا الظَّرف الوجيز، كوجهِي المَذعورِ يومَها!
بالغتُ في تأمُّلِه دونَ أن تنشبَ الشُّكوكُ مِن حولِي مُذ أنَّهُما انشَغلا بتَبادُل الشَّوقِ كأنَّهُما بمُفردِهما، ما لبِثتُ وأن حزمتُ خيبَتي، ولملمت أشلائِي المُبعثرةِ وهربت، لم أنحنِ لهُما خِشيةَ أن تخذُلنِي العبرات وتنزلِق.
" عُذرًا. "
لم أدرِ كيفَ طاوَعتني قدَمايَ على إخلاءِ الحُجرةِ مِن أنفاسي، بينَما أنا عاجِزةٌ عن التِقاطِها حتَّى لفرطِ الصَّدمَة، ومِثل التَّائِه بينَ أزقَّة الشَّجنِ هرولتُ إلى المَقصورةِ الَّتي تضمُّني وزوجي... قبلَ أن أفتَح الباب فتَحه جينوو والحماسُ يشتعِل في عينيه، شيئًا فشيئًا انطفأ كأنِّي وقعتُ عليه مِثل مطرٍ حزين، ونابَ عنه القلق.