ذكرى ١٥ يونيو

589 89 58
                                    

مرحباً مجدداً يا مذكراتي العزيزة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مرحباً مجدداً يا مذكراتي العزيزة

أمسيةُ هذه الليلة تبدو لي هادئة، لأن إخوتي نائمون ..

فأنا يا مُذكِّراتي كالجزء الشاذ والمعقد من الأحجية التي ما إن توشك على الإكتمال يظهر جزء معقد يمنعها من ان تُحَل

انا الجزء الشّاذ في عائلتي، أهتمُّ بشؤوني الخاصة .. في حين أن اخوتي مشغولون بالشجار على امور تافهة بنفس الوقت انا هناك في بقعةٍ هادئة إما أني اكتب فصول رواياتي على موسيقى كلاسيكية..

او اشاهد مسلسلاتي وانمياتي المفضلة على سريري في غرفةٍ مظلمة بإستثناء إضاءة صفراء منيرة وكوب قهوتي الدافئة بين كفّي يداي استمتع بسعادتي الخاصة واسخر من تفاهاتهم وشجاراتهم الطفولية ..

مضت أشهرٌ طِوال منذ آخر مرةٍ جادلتُ بها إخوتي، ربما يسمى هذا نُضجاً .. حين تذكرت كلمات لقمان الحكيم ( إن الله إذا أراد بقوم سوء سلط عليهم الجدل وقلة العمل) ..

وبما أني في الثانية والعشرون من عمري وصلت لفكرٍ مستقل لا يهزه شيء، لقد بدى لي فرض الآراء والنقاشات على افراد اسرتي عقيماً ولا يستحق ، وجدت نفسي اكسل من ان اتشاجر مع أحد،اتغاضى عن أفعال الكثيرين وأحياناً انتقدهم بصمت على تصرفاتهم التي لا تُناسب اعمارهم، أنصح من هم اكبر سناً مني ليس لأنني اكتسبت التجارب ولكن الكتب هي من زرعت في عقلي تلك التجارب دون الحاجة لأن اخوضها ..

وجدت نفسي في مرحلة عمرية تغيرت فيها اشياء كثيرة في عمقي،رغم انها أصعب مراحل الحياة من ناحية انعدامية الأمان .. الخوف من المستقبل المجهول، التخرج، رسوم الكلّية .. الزواج..الوظيفة.. الإنغماس في دائرة المجتمع وفرض الأقنعة على وجوهنا.. التصنع وكثرة المجاملة،التعامل مع الشخصيات الاستغالية والإتكالية والضغوط النفسية وعدم الإستقرار النفسي.. رغم هذا كله انا لم أكترث كثيراً لأنني مع الله، شعرت بالأمان التام لأنني اواجه هذا العالم مع الله ..

وحين قرأت تلك الكلمات.. قمت بتسجيل الفصل الصيفي هذه السنة

حلاوة الحياة أن تناضل فيها لا أن تكون من الخاملين الذين لا يملكون سوى الأحلام ..وتذكر ‏"لا تتحقق الاحلام إلا عندما تفيق من النوم وتسعى لها "..

مذكِّرات طالبة تمريض ☤     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن