صباح الخير يا مذكراتي، هذا الفصل ربما سيكون آخر اكتبهُ لكِ كـطالبة تمريضٍ لا تفقه الحياة خارج اسوار كلّيتها بعد، كَبذرةٍ قد نمَت وحان قِطافها، هاقد وصل قطار الحياة بعد انتظاري له لمدة ٤ سنوات، قضيتُ رِحلةً جميلة داخل جدران كُلّية العلوم الطبية التطبيقية والتي لن أنساها ما حييت ..
قابلتُ مرضى عديدين، شهدت خبر موت بعضهم، وسُعِدت لولادة البعض، تنفست الصعداء اخيراً يا مذكراتي، على الرغم من وجود العديد من الايام البائسة والتي قضيتها طوال تلك السنوات ..
ورغم ان الدنيا ليست جنة ولكنها ايضاً لم تكن جحيماً، تعلمت وتطورت كثيراً طوال تلك السنوات الاربع، نضجت ولم اعد المستجدة الغاضبة حلا، المستجدة المرتبكة حلا، المستجدة التي لا تثق بنفسها اكثر على الرغم من كونها رائعة متفانية، طموحة، شغوفة.. لقد عرفت جوهري الحقيقي وادركت مزاياي ومواهبي،ادركت ان الحياة لا تملك فقط فصولاً حزينة..
وتخرّجي ليس النهاية.. بل نقطة البداية.. لأستكشف مرضى عديدين، لأرى العالم اخيراً، ولأعرف هويتي وما هو التخصص اللذي سيسرق انتباهي اثناء فترة الامتياز.. سأسقط ولكنني تعلمت معنى النهوض، سأبتسم في وجه الصعوبات، وسأصبر في وجه الفصول الحزينة، انا قوية.. اقوى مما اظن، ولن أعتب على نفسي حتى لو ضعفت، واهتزّ جذعي، فلو ارادنا الله ان نبقى ثابتين لخلقنا من صخرٍ او صخر ..
أنت تقرأ
مذكِّرات طالبة تمريض ☤
Non-Fictionهذا العلم الذي أتعبني،إنه يبنيني ويخرجني صلبه بعد أن يُمزّقني،بعدما ظننت أن لياليه ستدفنني،وأن الطريق وعراً وليس لي، تأتي ساعة أخرى تخبرني بأن هذا الطريق مهما طال فإن نهايتهُ ستُعيد إيماني وكل ما سلبه "وحين أُسأل يومئذٍ عن شبابٍ فيما قد فنيت فإن معط...