الفستانين والاساور والشال و الزهور والزينة والميكب والتسريح والجو بتاع الكوفير والبخور وونسه البنات وتوتر رندا وقياسها لفستان الزفاف كانت أحاسيس خرافية وضحكهم زي تغريد عصافير ونسمات باردة على القلب.. نستني كل المريت بيهو في المدرسة قررنا أننا حنكون فرقة رقص خطيرة بتياب تصميمها خيالي بالحنة السودانية وحنرقص هندي كمان✨طبعاً أنا ورندا من صغار مافي زول بفوتنا بالرقص بنشكل ثنائي روووعة حتى كان من أمنياتنا نشترك في برنامج مواهب رقص وغناء ولما نقوم على الغناء في الحوش والرقيص بنلقي أولاد الجيران كلهم ركبو فوق الحيطة وبقو يصفرو وأمي تجي تطردهم وتدخلنا جو ونجري منها ونضحك وبعجبنا شعور أنهم مكسرين الدنيا علينا وأي زول بحنسنا عشان نصاحبو.. الطفوله دي كانت في البلد زمن البراءة وإنك تجري حفيانة بالليل في ضوء القمر ونجمع شفع الحله والأولاد القدرنا والأكبر يتفرجو ونكون حلقة في الميدان ونتوسطهم ونقولهم إتقسمو لمجموعتين جزء يأيد صوتي وجزء يشوف صوت رندا ونشوف العندو جمهور أكبر منو...أو لما نلعب ونتخبا ونفتش عن بعض ولعبة شليل وينو.. وأيام مابتتنسي ولسه الذكريات ماشه.. رغم الوقت القصير القضيناهو في البلد.. دايما كنا بحب نعرف أكتر وحدة عندها حاجات مميز عن التانيه ونتنافس واخر أيام قبل ما نسافر جمعنا عدد الشباب البحبوني ورندا طلع عددها أقل فبكت وزعلت وأنا مبسوطة وطول الشارع بقولها أنا عندي عشرين راجل حعرسهم كلهم واحد حيغسل لي واحد حيكوي لي واحد حيطبخ..
الطفولة دي فيها حاجات بتثبت ليك قدر شنو كنتي غبية ومضحكة.. وما فاهمه حاجه من الحياة. النسوان بدو في الرقيص الشعبي ورندا قاعدة و البخور زايد الجو روعه الناس بتبارك ليها الفرح وهي الدموع ماليها همست ليها :
_انتي الزمان بكيتي عشان فوتك بكم راجل.. الليلة المبكي زول واحد يداب بدت تضحك بصوت وقالت لي :
_وااي كنت غبية خالص.(رندا)
_صدقني ما أغبى مني كنت مخططة لواحد يكون الغسال والمكوجي والطباخ.. ديل كلهم مسكناهم في بيت واحد. (منال)
_والله يامنال ياريت الزمن يرجع يعني حتى بغباءنا داك كنا رهبيبين..وأحلامنا كبيرة بس هسي لازم نخت ليها حدود. (رندا)
_ قصدك وليد ما عاجبك.؟ . وبعدين دي شنو الأحلام الما عندي بيها خبر؟(منال)
ضحكت وقالت لي:
_معقول وليد ماعاجبني لو كنت ماعايزاهو كان حضرتو يوم زي دا بالعكس عشان أنا بحبو حاضطر أكسر جزء من أحلامي وأرميها عشانو.(رندا)
_لسة نفسك تبقى مغنية؟(منال)
_منال خليك جادة شوية(رندا) .
_ههههه حبيبتي لو بقيت جادة معاك في يوم زي دا حبقى مسيخه(منال)
_أنا إتكلمت معاهو بخصوص القراية بس هو معاند(رندا) .
_عايزها نصيحة مني إنتظري لحدي لما يجمعكم سقف واحد وبعدين إتلاعبي بعنادو ببراعة وصدقيني حيتراجع وح يحس أنو إستعجل برفض طلبك.. يابت الحياة مسايسة😉(منال)
(عارفه انو القرار الاتخذو وليد صعب على رندا بس دا كان لمصلحتها.. أنا متأكدة)
إبتسمت وعاينت لي مسافة وقالت لي:
_أنت بتواسي فيني وقايلاني ما عارفه الضغط المارة بيهو في الشغل.. منال حتى ولوكنت عروس دا ما بديك الحق أنك تخفي عني همومك..تتذكري أول أيامي لما إتعرفت على وليد كنت منفسنه بيك كيف؟ ما خليت شعور حلو ولا سيء ما قلت ليك.. ولا السنه بتاعت الفاينل كنت متنشنه في المشروع.. ومقدار العقبات المريت بيها أنتي أول وحدة كنت بجري عليها لما تحصل لي حاجه رغم أنو فرقنا سنتين بس والله يامنال أنتي في حاجات كتيرة أعقل وأقوى مني.. وهسي تخبي عني مشاكلك عشان فرحي.. قاطعتها قبل ما تكمل في الدراما:
_ياخ أنا بحاول أفرح بفرحك وتذكرني بناس المدرسة ديل أصلك ما عندك فايدة بعدين مناسبة عرسك دي حاجه مقدسة لازم أضمن ما يحصل فيها ولا غلط عشان أقدر إتخارج منك وأصقك بلاويك في وليد والله اليوم القلتي لي معجبه بيهو ما صدقتا وهسي يمكن تشكرني لاني لعبت الدور الأكبر وجاهدت عشان أجمعكم وأقنعو يلتفت لي وش الهناء دا هسي ما ضيعي شقاي وعشي اللحظة واصلت بمزح :
_يعني ممكن تشتري لي مكافأة صغيرة لما تجي من شهر العسل ما بتلقي عندي مشكلة بس تكون غالية ضحكت وقالت لي:
_ياكلبة هسي ما قلتي من غير مقابل بعدين حبيبتي موافقه خلاص رشوتك حتجيك لحدي عندك ما تشيلي هم.
_سامحتك المرة دي.. بس تاني ما بمشيها إتفقنا يصلني قبل ما أنفذ العملية وبقينا نضحك ونتونس.. تعالو أعرفكم شوية عن وليد هو إبن واحد من أصحاب أبوي القدامى إفترقو لمن عرس أم وليد وسافرو برا البلد وفي الوقت دا أبوي كان خاطب أمي.. مضى العمر وكان تواصلهم مع بعض متقطع بسب ظروف العمل والسفر.. كانت فطوم عمر السنتين وبعدين جيت أنا وبعد كم سنه سمر ومن مراحل لمراحل إتنقلنا لحدي الثانوي لما كنت ممتحن الشهادة أبوي جا بمساء فرحانه وقال لي أمي دايرك تجهزي وليمة كبيرة والبيت يكون مرتب بشكل خاص الليلة جاين ضيوف بعنو لي كتير أمي فرحت شديد وقالت ليهو ولا يهمك البيت ياحاج حينور بوجودهم ونادت فطوم وسمر وعايزة تناديني عشان أساعدهم في النظافه بس بابا قال ليها الضيوف مهمين بس ما أهم من بتي الممتحنه الشهادة كفاية تسلم عليهم وتقعد معاهم شوية لما يجو أمي قالت ليهو :
_كلها كم ساعه عشان نخلص بدري أنت بتحب تدلع بناتك ساي.. سمر وافقت على كلام أمي وبقت تحرش فيها عشان تتطلعني إشتغل وفطوم قالت ليهو :
_عين العقل يابابا خليها تقرأ.. ماما سمعت تحريشات سمر وقالت ليهو :
_الزمن مافي صالحنا يأحمد وبابا مصر وأنا في كلتا الحالتين ما قدرت أقرا بنقاشهم فقلت ليهم أسمعو رأي إالتفتو لي كلهم وصنو :
_كلام بابا رأس العقل نظافة شنو لي والامتحانات بالابواب بس كلام ماما جو القلب وعشان كلها كم ساعة حشتغل بس عندي شرط أكون مستفيدة بابا إبتسم وقال لي بفضول:
_( دهاية القوم) كيف حتجمعي بينا عشان ترضينا؟ اللقب الجميل دا كان بناديني بيهو لما أحل أي مشكلة في البيت ولا إختلاف قلت ليهو بمكر:
_ح خلي سمورة تكتب لي كم مخلص طالما مافي فايدة منها وأنا فطوم بنتولى حكايتة النظافة سريع وبعدين أساعد ماما في المطبخ عشان المخبوزات وح اختار ليك أحلى جلابية تستقبلهم بيها.. ( بابا، ما بقتنع بذوق ماما في الملابس.. ومكوة فطومه ما بتقع ف راسو وأكتر حاجه بتغيظو لما سمر تغسل ملابسو.. الوحيدة البتقنعو أنا والصفة دي نافعاني في مواضيع تانية وبسهولة بقدر أخد منو الإذن.
فعلاً خلا سمر تكتب لي وأنا إنبسط عشان خلصت من وجع الكتابة ورحنا نظفنا البيت وهو إهتم بالحوش والشجر الجنب الشارع وماما مع المطبخ والشوي.. لحدي لما جا المساء كلهم إتجهزتو وأنا بقيت أضيف في اللمسات الأخيرة في الكيك بعدين سمعت البوري بتاع عربيتهم فاضطريت أطلع بالباب الخلفي وأمشي الغرفة بالجهة التانية عشان ما يشوفوني ودخلت إدسيت في غرفتي بين كسلانه وتعبانه وقبل ما أجهز وأشوفهم أخدتني نومة وبعد مسافه سمعت باب غرفتي بدق وصوت فطوم بتقول لي:
_ أسرعي سلمي عليهم عشان هم ماشين كيف ومتين الزمن جرا ماعارفه بس قمت سريع غسلت وشي ولبست أقرب عباية ونزلت لقيتهم طالعين إعتذرت ليهم بين الواعيه والنعسانه فضحكو وقالو
لي :
_مافي مشكلة نحن الازعجناك شكلك نايمة بس كان نفسنا نتعرف على الصنعت المخبوزات الظريفة دي.
إتحرجت لانو ملامح النوم ظاهر فيني وفاطمة وسمر الكلبات مكياج ما خلوهو بعد شوية بقيت إنتبه حبه للعائلة مرأة أنيقة وراقية.. بعدين صاحب بابا من باين عليهو الطيبة و.. ولد..إستغربت شوية وأنا بشوفو ونططت عيوني عشان إتاكد سخر مني وقال لي بصوت عالي :
_ أنا حقيقي دي ما أثار النعاس مالك بتعايني كدا مصدومة أنا فعلاً معاق زحيت عيني منو بسرعة وشي حمر..الناس ضحكت وهو ضحك معاهم بابا قال لي :
_أمشي غسلي وشك بموية بارد عشان تصححي ويعرفو يتكلمو معاك كلمتين هم مستعجلين. مشيت سريع وأنا متغايظة من الولد وقلت إتاقل في الحركة عشان يمشو في النهاية جيت شوفتو بوضوح في عجلتو حقو الزول يرميهو من غير ما يحس براحة إتحركت وراهو نظام عاملة نفسي دايرة أشيل الكبابي الجمبو والناس كانت مندمجة في الونسة وأول ما قربت يدي من العجلة سمعت صوتو عالي قال لي :
_ماتفكري ما حتقدري الناس إنتبهت لينا وأنا شلت الكبابي بسرعه قربت أرميهم من الارتباك قعد يضحك وثبتهم قال لي :
_إذا ما بتقدري عليهم نادي أختك الصغيرة تشيلهم.. بعدين الناس رجعت لونستها وأنا منتفخة من الغضب قلت ليهو بهمس:
_ حسك دا جرس طبيعي بتسمع الدنيا كلها لما تتكلم قال لي بنفس العلو :
_بتتكلمي معاي.. قلت حاجه حسيتو ياغبي يا بتغابي ومن غير ما حس نبذتو بصوت عالي قدام أهلو :
_غبي أطرش أنت؟ إن شاء الله عنك ما سمعت. ورحت ماشة لقيت بيضحك ورد لي المرة دي براحة :
_ممكن تسميني المعاق شبة الأطرش بسخرية قلت ليهو:
_ عقبال العمى وطلعت فوق وخليتو مبتسم أهلو إعتبروها نقاشات شبابية وما علقو بابا قال بمزح فيهو حبة جدية أنو كان مرشحني لخطوبة وليد بس الظاهر ما ح نتفاهم.
وليد قال ليهو:
_ بالعكس ياعمي الإنسان العصبي التفاهم معاهو أسهل بابا سألو بعد ما إعتذر ليهو بدلي :
_ليه كنت مطلع السماعة لما جات قال ليهو بمزح حبيت أسمع صوت خطبيتي المستقبلية من (غير إسبيكرات) والناس كلها فكة الضحكات لدرجه سمعتها في غرفتي وإنزعجت.. ودعونا ومشو وجو أخواتي غرفتي ودقوني وماخلو شكلة ورشوني بالموية وقالو لي:
_ صحصحي على كل الله مرة شوفتي زول زي دا تقول قسمو ليهو من جمال سيدنا يوسف وبعد دا وتعامليهو بالفظاظة دي..
_ويعني..؟(منال)
_ويعني في عينك طيب ياكلبة بشوية ظرافه كان خطبك شكلك عجبتيهو والله ماعارفين كيف؟ لكن المهم كان صاهرنا(سمر)
_فطوم عليك الله سكتي سمر الهبلة دي(منال)
_أنا غيتو الليلة أثبتي لي ما في زول أهبل منك دا في الأفلام ما بلقوهو وكمان تتثاقلي معاهو (فطوم)
_فطوم اكيد ماجادة.. دا تأثير الصدمة من جمالو بس الحياة ما كلها جماليات يأخواتي شكلكم انتو النعسانين وبتلخبطو ما مشكلة بكرة بنتفاهم (منال)
_مافي عشاء الليلة ليك ياحمارة كويس إنك نومتي باقي بسيط شبعانه بس حقاره حمشي أكلو عشان تاني تعملي ألف حساب لما تتصرفي (سمر)
_سمر على فكرة انتي لسانك بقى طويل (منال) فاطمه وافقتها ومشت
_تعالو يامجنونات بس زول يفهمني أنا عملت شنو؟!(منال).
وليد طلع عندو مشكله وراثية في السمع زيادة على الشلل الفي رجلينو ومشاكل في شبكية العين ومافي بلوه ما فيهو.. بس حتنازل وأقول ليكم الولد دا جميل تحسو كأنو ما من أهل الدنيا.. مخلوق تاني وإعترف ليكم بحاجه لما إتخلعت أول ما شوفتو.. السبب شكلو أكتر من عاهتو.. تعرفو الجمال البحير دا الممزوج بالبراءة بخليك غصب عنك تدقق في الزول وإستغفر الله العظيم بس ما كان بالنسبة لي حاجه عظيمة. . يعني موقف وليد من الجمال دا كلو شنو..؟ ما فارق معاي حاجه لقاها فيهو أول ما إتخلق.. وبعدين.. .. أنا زولة عملية لدرجة بفتش في الحاجه الكونتها أنت بنفسك.(أخلاقك) دي الإكتشاف الحقيقي.
إتقابلنا كتير غير اليوم داك وأغلبها كانت مبادرات من العائلة عشان نتعرف على بعض شخصيتو عن قرب مميزة مرة قال لي:
_ إحساس الشلل دا حاجه ممتعه بحسسك إنك بطئ و يديك الفرصة تحسب ألف حساب قبل ما تفكر تعمل حاجه بخاف أفتح وأغمض و القى نفسي بمشي ؟ قلت ليهو:
_ كيف؟ قال لي:
_ زي إحساس إنك مسجون سنين وفجأة فتحو ليك السجن وقالو ليك أجري ؟
_ مافهمت.. (منال)
_يإخ تتحرمي من حاجه ولما تجيك تتهوري باستخدامها عشان كدا أحسن أكون مشلول وما أسوق رجلي للحرام وما أرضى ربنا يفهموك أنت كيف.. خلاص أنسى..(وليد)
_ طيب عمو عرض عليك تعرس دي أول خطوة عشان تحقق الرضا والمسؤولية لنفسك ليه ما وافقت (منال) أبوهو قال لي .
_ ما عجبوهو.. أنا زاتي إتحيرت فيهو ؟
_ليه؟! (منال)
_ماعارف السبب هسي حبتي سيرة الموضوع دا والحاج ح يحقق معاي؟ (وليد)
_عشان يلقى وحدة تناسبك وما تفقد الخيارات ونعرسها ليك؟(أمو بمزح)
أبوهو بقى يضحك وقال ليها :
_أخير يفقد ونصاهرها بت صحبي مافي زيها .. لويت خشمي بغيظه ماعارفه ليه كنت بأحد الأمور بجد والناس ضحكت على وقالو لي:
_ خلاص حنخلي تركيزي مع الشهادة.