Chapter 9 - سقوط الأقنعة

49 16 30
                                    


هل حقًا حُب الأهل وخَوفهم يُبرّر أفعالهم؟
لطالما قيل لَنا عِند كل خدشٍ يتركه آباؤنا بأضلُعنا أنّ هذا بسبب حبّهم وخَوفهم، وأنّ لا أحَد سيُحبّنا أو يَفهمنا كما هم!

وكانت الحقيقة المُرّة أنّ الآباء يُنشِئونا على ما يُرضيهم هُم.. ويُرسّخون بأذهانِنا ما يمحو هويّتنا مُقنعين أنفُسهم أنّ كل هذا لأجل الحُب، كي لا يَشعروا بالذنب.

فتُسلَب طفولتُنا، ويُنتزع شبابُنا منّا انتزِاعًا.

والواقِع أنَّ الآباءِ يبحثون عن أنفسهم فينا، أنفسهم التي سلَبها آباؤهم هم الآخرون.. فتتكرر نفس الفِعلَة، وتُشوّه أرواحُنا بَحثًا عن أرواحِهم الضائِعة.

وعِندما تظُن أنّك تركت واديهم لتبدأ حياةً ترى بها ذاتك، ستجِد نفسك في الحقيقةِ تُحاول التحليق، وقدميكِ مُكبّلتين في العُش يا صغير.. بالحُبِ المريض، كأنّ لا منهرب مِنه سوى إليه.

' بيكهيون-ي، أنا آسف '

كان هذا أوّل ما نطق به لورنس بعد طرقه لزجاج غرفة بيكهيون.

مر يومان منذُ حديثهما الأخير والذي انتهى بغضب بيكهيون، وكانا بمثابة فرصَةٍ لهما للتفكير بشكل أوسع وأدَق.

نعم شغل هذا بيكهيون كثيرًا، ما الذي يدفع أمّه لإخبار من في المدرسة عن كونِه قتل والده رغم علمها بأنّه كان دفاعًا عنهما؟
هي تُحبّه! كيف تؤذيه إذن؟ كان يبدو وصوله لهذا الخط مُحرّم.

شغل هذا تفكيره لدرجة تجنّبه لوالدتِه بشكلٍ ملحوظٍ لها.

' أنا أيضًا آسف لصُراخي مُسبقًا '

أفسح له المجال ليدخل كما اعتادا من قبل.

عانَقه باشتياقٍ رغم عراكهما ليومين، ولكن بدا هذا بينهما كعناقِ ثقةٍ واطمئنان.

عناقٍ يُخبِرك ب-ها نحن ذا نثق ببعضنا البعض، ونطمئِن لوجودنا سويًا.

' لورانس.. من أنت؟ '

تنهّد بسؤالِه قبل أن يبتعد الآخر بهدوء، هو يعلَم تمامًا أنّه سيُجيبه الآن أو لاحقًا، بيكهيون سيعلم بطريقةٍ أو أخرى.

التقت عيناهما بثبات، أحدهما تائِهٌ يبحَث عن أي شيءٍ يعصِمه، والآخر يُحاول التشبّث به.

' أنا نصفُك الضائِع بيكهيون.. تشاركنا ذات الرحم لتسعة أشهُر '

سكن المعنيّ كتمثالٍ يتنفّس لعدّة دقائق كانت كالدهر للآخَر.

Half Soul|BBHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن