Chapter 7 - حالَة أخرى

118 17 57
                                    

.

" لأنَّني نِصفُكَ الضائِع ... لأنَّني نِصفُ رَوحِكَ"

كيف للمرءِ أن يشعُر بالدفء من وقع بعض الأحرف على قلبه ؟!
أن يلتف بثوب الطمأنينة ويغفو بين وسائد الراحة فقط من كلمتين !
أن يشعُر وكأنّه أخيرًا وصل لنهاية الأرض بعدما تآكل فؤداه قبل قدميه.
بيون اعتقد أن الأرض كانت كرويّة يسير بلا نهاية، حتى قابله غدت مُسطّحة؛ فوصل إلى نهايتها بعينيه.

كـمن يعبأ بقوانين العالَم حتى !

' كل عام ونحنُ بخير، هذه هديّني لك. أتمنى أن تُحافظ عليها كما فعلت أنا لستة عشر عامًا '

وضع بيده دميّة صغيرة ولم يكد يسأل ما الذي يحدث حتى وجد شبيهه يُقبّل جبينه ثم يُغطي وجهه، وبينما يَركض مُختفيًا عن الأنظار ظهرت قلاده صغيرة على عنقه ألجمَت الواقف للحظات.

تنّفس بيكهيون أخيرًا بعدما كاد يختنق من حبس أنفاسه وهز رأسه بشدة يُحدّث نفسه.

' لا لا، هذا لا يمكن أن يحدث. لا بد وأنني أهذي بسبب البارحة '

خرج من الممر حتى وصل للفتى يراه بأمّ عينيه ملقيّ فاقد الوعي ومشوّه الوجه.

' تبًا '
وضع الدمية بشنطته متوترًا مما يحدث له فجأة.

بيكهيون لم يكن يومًا سيئًا، على الرغم من مدى بغضه له فهو لن يترك الفتى هنا لا يعلم به أحد ويهرب.

فكّر بطريقة يلفت بها نظر رجال الأمن قبل أن يرحل حتى وجد أمامه صندوف مطفأة الحرائق الزجاجي.

' انت لا تستحقها أيها السافل، ولكنّي لن أصبح مثلك'

رفع قدمه ليركله بقوّة كي ينكسر، وبمجرد أن صدى صوت الانكسار التقط حقيبته وتحرّك فورًا قبل مجيئهم.

خرج بيكهيون للشارع يمشي بين الناس وهو مازال بحالة مُخدّرة مما حدث منذ دقائق، حتى هو لم يعِ لأي مكانٌ تقوده قدماه

هو يَشعُر بمشاعر غريبة تجتاح صدره لأول مرة، مشاعر ربما لم يُجربها من قبل فلا يعلم ماهيتها.

الخوف ؟ لا.

هو حزين، بيكهيون يشعر بالحزن والدفئ بآنٍ واحد مما يجعله يشعُر بدوار.

يوَد لو أنّ بإمكانه تقيُّؤ مشاعره فتنتهي تلك الموجة من الارتطام بأضلعه

بأنامِله الرفيعة تلمّس قلادته الصغيرة المُلتفّة حول عنقه منذ وعى ذلك العالَم.

Half Soul|BBHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن