Chapter 2 - بُحيرَة

222 25 15
                                    


" مَرحبًا ! أنا الطبيب ايريك واترسون "

رَفعَ الفتى رأسَه عِندما سَمِع صَوتَ الباب؛ ليَجِد شابًا بنِهاية عِقده الثاني يَحمِل على ثَغرِه ابتِسامَة هادِئَة.

رَحلَت السَيّدَة بيون تاركةً إياه بِذلك المَكتَب مُنذُ دقائِق عِدَة بَعد الكثير مِن التربيتات والعِناقات الدافِئَة وتقديمه للطبيب

ليَصِح القَول؛ كانَت دافِئَة بِالنِسبَةِ لها فَقط.

اقتَربَ ليَجلِس أمامه "بِما أنَّنا سَنَقضي الكَثير مِن الوَقتِ مَعًا، ما رأيكَ أن أُريَك غُرفَتكَ الجَديدَةِ أولاً ؟ لقَد انتَقيتُها بِنفسي "

لَم يَبخَل بِجعل الحماس يَظهَر بِصَوتِه؛ لكن كُل ما أتاه هو إيماءة صَغيرَة مِن الفتى.

كان الطبيب يُحاوِل أن يأخُذ حقيبَة بيكهيون قَبل أن تَسبِقه يداه إليها بِنَظرَة صارِمَة، ليَصمُت ويَقود الطَريقَ خارِجًا.

وبينما هما بِطَريقهما للغُرفَة حاوَل الطبيب فَتح حديثٍ مِعَه، لكِن وبطَريَقةٍ ما لَم يَستَطع.
نَظرَة الفتى قَبل قَليل ألجَمَته عَن الحَديث .. بَدَت جَحيميَّة بِحَق، عَكس ملامِحه البَريئة بالنِسبَة لِفَتى بالثامِنَة عَشر.

بِمُجرَّد أن فتَح لَه الباب، وضَع حَقيبَته وأخذَت عَيناه تَعبَث بِكُلِ رُكنٍ بِالغُرفَة.

اقتَرب مِن الشُرفَة بِخطواتٍ رَتيبَة؛ وما إن وَصل حتى رأي أنَّ شُرفَتَه تَطُل على أرضٍ مَحفوفَة بالكَثير مِن الأشجار التي تَحوَّلَ لَونُها للبُنيّ المُمتَزِج بدرَجاتِ الأحمَر بفِعل الخَريف.

أحَبَ المَنظَر حَتّى أنَّه لَم يَنتَبِه لِكَونه قَد استَغرَق ما يَقرُب العَشر دقائِق دونَ مُقاطَعَة الشاب بِجانِبه لَه ... كانَ فقَط يَتأمَّله مُفَكِرًا كَيفَ لِقِطعَةٍ مِن السماءِ مِثله أن يُعاني هكذا.

" تَعلَم يُمكِنكَ التعامُل مَعي دونَ رَسميات "

التَفَت بيكهيون لَه، وما كادَ أن يَسخَر مِنه حَتّى حَكَّ الطبيب رَقبته ليُكمِل " أنا أُحاوِل صُنع صَداقَة هُنا .. فَقَط ثِق بي "

لَم يَجذِب أيًّا مِما قاله الطبيب بيكهيون سوى ' ثِق بي ' .. أربَعَة أحرُف كانَت قادِرَة على جَعلِ الحَنين يَنفَجِر بِقَلبِه.

أربَعَة أحرُف رَسمَت ابتِسامَةً على مَحيا الفتى، وأحيَت بِه شُعورًا كادَ يَكوي أضلُعَه شَوقًا.

كَلمَتين كانَتا قادِرَتين على نَفضِ أترِبَة اليَأس التي عَشَّشَت بِأوصالِ الفَتى وجائَت بِه إلى هُنا.

Half Soul|BBHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن