الأمر يبدو لي أحيانًا كما لو أنّه تربطني علاقة بغض بذكرياتي وبشخصي القديم.
أنا أكره مرورها بعقلي كلما قمتُ بدفنها، كما لو أنّ القدر لَم يكتب لها موتًا وعاقبني بملازمتها لما تبقى من حياتي.لَم أحظَ مِن قبل بذلك الشخص الذي كُلما قابلته تذكّرت ما قد مضى.. وإنما كُلما نظرت لنفسي بالمرآةِ لفحتني الحياةُ بكل الصفحات التي قد عانيت لأطويها مِرارًا حتّى أنها جرحَت يداي.
أنا لم أتصالح بَعد مع نفسي، مازِلتُ أكره ذكرياتي ونفسي القديمة وكل ما يُذكّرني بها، وأشعُر كما لو أنّني ارتكبتُ من الخطايا بحياتي السابقة ما حكَم بموتي على يَديها.
يقولون الماضي يصنَعُ الحاضِر أوليس؟
كما وأنّه من البديهي أنّ حاضِرنا ما سيَصنع مُستقبلنا، ألا يجعلنا هذا عالقين بالماضي وتربطنا علاقةٌ أبديّة أكثر مِن كونها سرمَديّة ؟
لِم نُحاول صُنع مستقبل مُختلِف إذًا طالما أنّها دائرة واحدة !.
' بيكهيون ! 'التفت باستغراب على صوتِ أمّه التي جاءت أخيرًا لرؤيتِه، وسقطَت ابتسامَتُه التي جهّزها لصديقه الطبيب الذي كان بانتظاره كما العادة.
' ألم تفتقدني ؟ كيف تُبلي يا صغيري ! '
تراجَع عِدة خطوات للوراء عندما همّت تقترب منه لاحتضانه
' كُنتُ أعلَم أنّ الإله يُعاقبني بِك '
بتيهٍ نظَر لملامحها اليائسة بعد أن توقّفت بمكانها، هل تراهُ كعقاب ؟!
' الرَب وحده يعلَم كَم أحبّك، لذا علِمت أنّه سيُعاقبني بِك.. ولكن لَم أعلَم بأنّه قريب لتلك الدرجة '
أردفت مُبتئسَة تُدرِك تمامًا أن تِلك الخطوات التي تراجع بها بيكهيون عن احتضانها، هي ذاتها التي ابتعدت بها عن ذلك الصغير منذُ سنواتٍ طوال، عِندما نظَر بعينيها قبل أن تتركه.
بيكهيون برؤيتها شعَر كما لو أنّه عاد لغرفتِه الآن
الذي لا يتحدّث، لا يبتسم، ويقيم صُلبه بالمغذيّات.حتّى مع ترقرق الدمع بعينيها الآن، هو شعَر تمامًا بتِلك النغزة مُجددًا بقلبِه عندما لم تُصدقه أمّه.. لَم يعبَأ بأحدٍ كما هي
ولَم يهمّه تصديق العالَم أجمع له كما همّه تصديق والدته.شعر بالضَعفِ يغزوه مرّةً أخرى وبالوهَن، نعم فالإنسان يُصبِح هشًّا ضعيفًا عندما لا يُصدّقه مَن يُحِب.
فلو أنّ أحدهم أتى لمَن يُحِب بجثَّةٍ، لبدأ الحفرَ قبل أن يَسأله.
لو قال لَه ها هي النجوم تسطُع بجانِب الشَمس، لأخبره بكم أنّها فاتِنَة بجانِبها.
![](https://img.wattpad.com/cover/162769802-288-k799794.jpg)
أنت تقرأ
Half Soul|BBH
Fanfic' لَرُبَما العالَم بِأكمَلِهِ مَجنُون، وأنتَ الوَحيدُ العاقِل بيكهيون ' ' هل تَستَطيع سماعي ؟.. اشتَقتُ لَكَ كمَا لَمْ أفعَل !' -سويسرا ' بيكهيون بيون ' ' ايريك واترسون ' ' مستوحاه من قصة حقيقية. ' Started : |181122| Finished:|200713|