البِداية

1.4K 72 8
                                    

- مهما كانت الظروف المحيطة ، و مهما كان شكلك ، أو لونك ، أو الناس المُحيطة بك ، فأنت يجب أن تظل أجمل شخص في نظرك ، و أن تتقبل ذاتك بعيوبها -
.
.

جَالِسَان علي مِنضدة الطَعام ، لا يُسمَع سوي صوت ارتِطام مِلعقَتِه بطَبقه و صوت أنفاسِها الغير مُنتَظمة ، تُحاول مَنع شهقاتِها بِصعوبة ، ترتَجِف المِلعقة بيدِها التي لا تتوقَف عن الإرتعاش ، تُحاول مَنعها ، لكن هذا خارج عن إرادتها و سيطرتها .
تنَهَد هو بنَفَاذ صَبْر ليضرِب الطاولة بمِلعقتِه لتَجفل هي .

" هل يُمكِنُكِ التوقُف عن هذا ، تعلمين أنَكِ هكذا تُرهقينني ! ، قُلت لكِ لا بأس أنا بخير ، توقفي عن التفكير بالأمر ! "
.
لا هو ليس بِخير ، لكن لا بأس ببعض الكذب الأبيض ، صحيح ؟
أفرجت هي عن دموعها لتتسرب عبراتها علي خديّها .
.
" كيف و تِلك كانت أُمنيتَك ؟ "
.
قالت بين دموعها ليستقيم واقفاً من مكانه ليتوجه لها جالساً بجانبها .
.
" و تلك الأُمنية ليسَت أغلي عِندي منكِ "
.
قال ليُخَفِف عنها رغم ألمه ، هو لا يستطيع أن يُخرج الأمر من باله ، بل أصبح سبب تعاسته .
عانَقها لتدفِن وجهها بصدرِه باكية ، مسح علي شعرها مُقبلاً جبينها لرُبما تتوقف عن البُكاء .
ليس سهلاً أن تكتشِف أن حُب حياتِك و زوجتك غير قادرة علي حمل طفلك الذي تمنيته منذ زمن.
هي ليس لديها عقم .
الأمر فقط أنهما لا ينفعان لبعضهما ، و هذا المؤلِم أكثر .
لم يُخطئ أي منهما ، لكنهما يستمران بلوم أنفسهم .
لطالما هي كانت تري نفسها قليلة و أن زوجها الوسيم يستَحِق أفضل منها !
لكنها لا تقوي أن تراه بين أذرع إمرأة عداها .
مسحت دموعها لتبتسم له بصعوبة .
" أنا بخير الآن ، سأذهب لأستحِم ، و أُريدُك أن تُكمِل طعامك "
ابتسمت له بلُطف مُرَبِتةً علي رأسه كالطفل الصغير ، ثم غادرت الغُرفة قبل حتي أن تمَس طعامها .
.
خرجت من الحمام يُعانِق روب الإستحمام جَسَدَها ، نظرت لذاتها القابعة خلف زجاج المرآة .
فتاة ذات بشرة حنطية و وجه قد أهلكته الهالات السوداء و البثور القليلة المُبعثرة علي جبهتها .
لا تمتلك ملامح كورية فقد ورثت ملامحها عن أمها الأسبانية.
جسدها مُمتلئ قليلاً بطريقة لطيفة و أحياناً مُثيرة ، لكنها فقط رأت نفسها قبيحة لا تستحق زوجها الوسيم .
شعرها الطويل الأسود الذي لا يَكُف عن التساقط رغم ذلك يبدو صحياً جميلاً .
هي رأت ذاتها مليئة بالعيوب .
و هو مِثالي بطريقة مُخيفة .
شعره الناعم الكثيف ، عيونه البُندقية ، ابتسامته الصندوقية اللطيفة ، رموشه الكثيفة ، بشرته الصافية ، و جسده الجميل .
دفعها هذا للبُكاء مجدداً بصمت خوفاً من أن يسمعها .
" أنا مليئة بالعيوب ، لكن أرجو منك ألا تُفَكِر بالتخلي عني يوماً ، و أنا سأُحاول أن أكون أفضل ! ، و أصبح لك كافية ، كيم تاي هيونغ "
.
""""""""""""""""
هالوووز
مُقدمة قصة جديدة مُختلفة عن بقية قصصي 🐥💙✨
الناس اللي مبتحبش الكآبة دونت ووري مش هتفضل كدا علطول 😊✨
و أتمني أن محدش يحكم من المقدمة ⁦♥️⁩✨
أتمني يوم سعيد لأياً كان بيقرا ده ⁦♥️⁩✨

𝓢𝔀𝓮𝓮𝓽 𝓡𝓮𝓿𝓮𝓷𝓰𝓮𝓻 | 𝓚.𝓽𝓱, 𝓙.𝓳𝓴حيث تعيش القصص. اكتشف الآن