' عِطرُك كان بمثابة إشارة أمان ، و دفء الوطن ، و السكينة ، و راحة البال ، بالنسبة لي '
..
.
.
.
.
.
.
.
فصلت عناقهما الدافئ تنظر له بحيرة .
.
كيف يطلب منها طلباً كهذا ؟!
و كيف لها أن تُنَفذه ؟!.
.
" بل إجعليه هو من يعود لكِ إذا أراد "
.
تفوه بها لتفهم هي مقصده .
.
تعلم أنه لا يريد سوي مصلحتها .
.
لأنه صديقها المفضل ..
..
" و ماذا إن لم يفعل ؟".
سألت شاردة .
.
" أستعودين له إن كان لا يرغب بكِ ؟! ، هو المُخطئ و عليه علي الأقل أن يعتذر !"
.
أردف هو لتتألم فقط من تخيل أنه لن يرغب بها .
.
أومأت مُطيعة ليبتسم هو لها بدفء.
.
"هذا يعني أننا سنبقي معاً حتي يأتي ، ما رأيك أن نحظي ببعض المرح ؟!"
.
قال بعفوية يُحاوط كتفيها بذراعه .
أراد أن يُبعِدها قليلاً عن الأجواء الكئيبة .
رفعت رأسها له بتساؤل ليقهقه علي ملامحها الحمقاء .
.
.
.
.
.
.
لا يتوقف عن الإبتسام علي ملامحها البلهاء فور أن دخلوا لمدينة الملاهي .
كطفل يراها لأول مرة .
تجول بعيناه يُحاول معرفة ما الذي يجذب انتباهها أكثر ، و ما كانت انظارها الا علي الأفعوانية العملاقة .
.
" تمتلكين جُرأة تجربتها ؟"
سأل بإبتسامة جانبية خالقاً روح التحدي .
.
" لم آتي إلي هذه الأماكن من قبل و لم أجرب أي لعبة من قبل لكن متيقنة أنني أملك الجُرأة ، جيون جونغكوك"
.
قالت تتخصر بتحدي هي الأُخري ..
.
ابتسمت عيناه لوهلة ، هي قد تشتتت عن الآخر ، و هذه نُقطة تُحتسب له .
.
يحب عندما تتصرف علي طبيعتها ، ليس كفتاة ضعيفة تتواري خلف الظلال تخاف من ضوء الشمس .
تلك الفتاة الضعيفة ليست جُزء من شخصيتها.
و إنما تلك الضعيفة وُلِدَت لشعورها بالنُقصان ، فهي مُحاطة بالأثرياء و الجميلات .
.
هو أخذ عهداً علي نفسه .
.
سيُعيد لي راڤيلا الأصلية للحياة ، و يقتل تلك الضعيفة!
.
.
.
.
.
وقفا الاثنان في الطابور بإنتظار دورهما ، نظرت هي لملابسها و قد راودها القلق .
.
كيف ستستطيع ركوب تلك الألعاب ، فهي تبدو كأنها ترتدي خيمة حول خصرها .
.
كانت مُرتدية تنورة طويلة واسعة فضفاضة لكُرهها شكل ساقيها و أفخاذها .
قميص طويل واسع يصل لمُنتصف فخذها .
أُحيطَت بنظراتٍ ناقدة من حولها فشعرت بالحرج .
.
شعر بإضطرابها ليُحيط كفها بكفه لتقشعر هي لدفء يده الذي اجتاح يدها الباردة .
ضمها له أكثر يُطمئنها .
كان كتفها مُلتصق بصدرها و ذراعه قد حاوطت كتفها الآخر لتهدأ بعد برهة من القشعريرة التي خالجت جسدها .
تسللت رائحة عطره الرجولي الثمين لأنفِها ، لتبعث ذاك الشعور المطَمئن لها ، لا تعلم لما .
أسدلت ستائر جفنيها بينما يُداعِب ذلك العطر أنفها ليفصلها عن العالم في هيامه .
كم أرادت لذلك العبق أن يُطارِدها أينما ذهبت ، لكنها صفعت نفسها داخلياً لما تفعله.
- أنتِ متزوجة ! اشتمِّي زوجك في البيت عوضاً عن الهيام بروائح رُجال غيره !!-
وبَّخها عقلها لتزفر بحنق لتذكرها له .
ثم صففعت نفسها داخلياً بعدما أدركت ما فكرت به.
-ليسوا زهوراً راڤيلا، و انتِ لم تتحرشي به!-
.
.
آتي دورهما لتقفز لداخل العربة بحماسٍ ممزوج ببعض الخوف من التجربة الأولي .
وضع كليهما أحزِمة الأمان مُنتظرين صافرة البدء .
.
عنَّفَت شفتيها كعادةٍ منها عندما تقلق أو تُفَكِّر كثيراً ، ليلحظ هو كعادته .
.
فـما الذي يفعله سوي التحديق بها ؟!
.
عانقت كفه كفِّها القريبة .
.
"ستُصبِح تلك عادتي عندما تحزنين ، تخافين ، تقلقين ، تبكين ، سأكون هنا دائماً بجانبك لأطَمئنك "
.
ابتسم لها بدفء كعادته .
.
فكُل شئ لطيف هو من عادات جونغكوك معها !
.
ابتسمت له بإرتباك من الشحنة الكهربائية التي سرت بجسدها نتيجة كلامه الخطير لها .
.
شدّ ربطة شعرها لينسدل شعرها الأسود علي أكتافها لتنظُر له بريبة.
.
" ماذا؟ تبدين أجمل هكذا ، و أيضاً أنا أحتاجها."
.
قال بعفوية ليربط شعره الطويل نسبياً الواصِل لأسفَل خده فيتبين وجهه لها أكثر .
.
ضحكت هي عل ظرافة شكله .
.
"تبدو كالأطفال هكذا كوك !"
لم يستمر ضحكها فقد دوي صوت الصافرة لتنطلق العربة سريعاً لتبدء هي بالصُراخ متشبثة بذراعه .
و هو يضحك عليها .
اعتصرت ذراعه المِسكينة بقوة كمَن يتشَبَث بحياته ، تسلل ذاك العطر مُجدداً لأنفِها لتشعر لوهلة بالأمان .
ما هي إلا دقيقة حتي إعتادَت علي السُرعة ، بل وجدتها مُمتعة لتُحرر ذراعه أخيراً مُشارِكةً إياه الضَحِك .

أنت تقرأ
𝓢𝔀𝓮𝓮𝓽 𝓡𝓮𝓿𝓮𝓷𝓰𝓮𝓻 | 𝓚.𝓽𝓱, 𝓙.𝓳𝓴
Romance- لَقَد طَرَحْتَني أرْضاً ، و وقَفْت بكِلتا قَدَميك علي جَسَدي ، ثم طلَبت مني الوقوف - . " لما أنتِ لطيفة و حمقاء ؟ دائماً تُلقين اللوم علي نَفسِك !!" . " لم أُحِب نفسي يوماً قدر ما أفعل بعد أن تخلصت من قيودِك " . "كان إختيارك ، و قد ظلمتني ، و اليو...