الفصل التاسع
عندما استيقظ ميران في اليوم التالي ، أخذ حماماً دافئاً وارتدى ملابسه بِهِمّة عالية وقصد المطبخ .. بحث بعينيه عن راوية وتسائل مخاطباً السيدة ( إيلاف ) :-
هل استيقظت راوية ؟!أجابت بابتسامة رقيقة :-
نعم .. إنها في الخارج .. تعتني بما تبقى من الأزهار ..:- ولكن الطقس باردٌ في الخارج ! ممممم حسناً سأذهب لأراها ..
خرج إلى الحديقة وأصدر همهمة حتى لا يفاجئها بقدومٍ مباغت وقال :-
صباح الخير راويةابتسمت بخجل وأجابت :-
صباح الخير:- ما الذي تفعلينه هنا في هذا البرد القارص ؟
:- كما ترى .. اهتم بالزهور ..
نظر إليها بحنيّة والندم يتآكله عندما تذكر كيف كان يجبرها على القيام بأعمال لا تليق بآنسة .. فكيف براويته !!
قال بنبرة حازمة :-
ليس عليكِ أن تقومي بأي عمل بعد اليوم راوية ..ابتسمت ابتسامة جانبية وردت :-
ألا يليق بخطيبة السيد ميران أن تهتم بحديقة بيته ؟!قال ببعض الحدة :-
أُفٍّ راوية .. لا أعلم كيف يفسر عقلك الأمور .. ولكنه قطعاً مخطئ .. الأجدر بكِ أن تحضّري القهوة لخطيبك وتهتمي به كما يجب !:- وهل أنت طفلٌ صغير كي اهتم بك .. ألا تُجيد الاهتمام بأمور نفسك !؟
قال بمكر :-
احتاج اهتماماً من نوع خاص جميلتي !!:- ماذا ؟ أتريد أن أطعمك الطعام وأعِد لك القهوة ! اعتقد أن السيدة ( إيلاف ) تفي بالغرض عزيزي
:- بالطبع تستطيع أن تقوم السيدة إيلاف بذلك على أتمّ وجه ولكنها لا تستطيع أن تطعمني بأناملها .. ولا تستطيع أن تداعب شعري .. ولا يجوز أن تبادلني عناقاً رقيقاً .. هي لا تستطيع أن تهتم بي كما تهتم إمرأة بشريك حياتها صغيرتي .!!
تدفقت الدماء في وجنتيها حرجاً وشعرت بحرارة تَدبُّ في جسدها مناقضة تماماً لبرودة الطقس وقالت بتلعثم تداري به تشتتها وتوترها :-
أنا أحب الاهتمام بالأزهار كثيراً .. إنها هوايتي المفضلة منذ الصغر ..قال بابتسامة مشاغبة :-
ليتني إذن أحد أزهارك لأحظى بسحر أناملك الرقيقة عليها ..:- أنا .. لقد انتهيت .. سأذهب لأبدل ملابسي واستعد .. لل .. للفحوصات ..
دلفت إلى الداخل بخطى متحفزة للهروب .. وقد أجاد التلاعب بأوتار قلبها الخافقة .. خاطبت نفسها قائلةً :-
لماذا تترك كلماته أثرًا صريحاً في نفسي ؟؟ ما الذي يحدث لي ؟ هذا الميران يملك خليطاً عجيباً في شخصه يجعلني محاصرة في الزاوية .. ما بالك راوية ؟! تماسكي وإلا افترسك ذاك الميران ..
أنت تقرأ
خادمتي راوية بقلم بيان الغول
Romanceوعلى سبيل الجنة التقينا !! فتسمرت مكاني معقود القلب متقد الوجدان أبكم اللسان مُلجَم الشفتين كالطفل الذي لا يتقن البوح .. حاصَرَتني بحضرتكِ الشجون فتشتتت مفرداتي ومُحيت القواميس على ضفاف حلقي .. سمعت حينها طنيناً أكاد أجزم وصول مداه عنان السماء فكيف...