الفصل الخامس

218 25 1
                                    

استيقظت ليليان في غرفة كبيرة الحجم ذات أثاث فخم و ألوان فاتحة تريح العينين و هي تراجع ما حدث معها البارحة فبعد لقاءها مع الملك و قراءتها للورقة بدأت تصدق ما يحدث معها و قررت أن تنهي هذا بسرعة لكي تعود لبيتها فقد كانت خائفة من عدم قدرتها على الرجوع.
دخلت خادمة لغرفتها و ساعدتها على تجهيز نفسها و أخبرتها أن الملك ينتظرها في غرفة الطعام .
كانت ليليان تجلس على المائدة مع الملك و الأمير و الحكيم و الملكة التي تراها للمرة الأولى فهي ذات عنق نحيل وأعين عسلية وشفتان كرزيتان ، كان الجميع يراقبونها بصمت حتى قررت ليليان بدأ الحديث
- لقد فكرت البارحة كثيرا و قررت إتمام المهمة في أسرع وقت ممكن و بما أن الوقت يداهمنا سأذهب الآن و أجلب الجوهرتان ، لكن أولا سأعرفكم عن نفسي إسمي ليليان ويزلي و عمري 28 سنة كما أنني مستكشفة آثار في عامي الثاني ، أما لسؤالكم عن كيف أتيت فقط سحبتني رمال الصحراء إلى هنا .
أنهت جملتها بابتسامة بسيطة ، بادلها الأمير الإبتسام و قال
- تشرفت بمعرفتك آنسة ليليان أنا الأمير ويليام و أبي الملك إدوارد و أمي الملكة كوزيت ، و هذا حكيمنا جورج
- الشرف لي...حسنا إذا لماذا لم تعثروا على الجواهر و تجدوا الخاتم قبلي فأنا أظن أن الطريقة موضحة في الورقة ؟
- عزيزتي لن نستطيع إخراجه بدون بقلادتك ، لقد جربنا الكثير من الأمور حتى أننا حاولنا تحطيم النافورة لكن لم ينفع شيء . قالت الملكة ذات الصوت الناعم بابتسامة حنونة.
- هكذا إذا !
- حسنا آنسة ليليان هل تجيدين القتال على الأقل؟
قال الملك بتساؤل
- لا لماذا ؟ قالت ليليان باستغراب
- ستصادفين الكثير من الديناصورات ، و بما أنك لا تجيدين القتال فأظن أنك ستلقين حتفك قبل العثور على الجوهرة الأولى ، لم ينفع تدريبك لأن هذا سيأخذ وقتا لذا سأرسل بعض الجنود الماهرين و ربما ايض---
- أنا سأذهب معها. قاطع الأمير ويليام والده قائلا
- لكن
- أبي أنت تعلم انني أمهر الفرسان هنا و أكثرهم خبرة....كما أن هذا حدث بسببي،اريد إصلاح خطأئي!!
قال الأمير بإصرار و الحزن بادي على وجهه.
تنهد الملك بعد نظرات الملكة الراجية و قال بإستسلام
- لك ذلك إذا.
وقفت ليليان و قالت
- إذا هل سنذهب ؟
- ليس قبل أن تعرفي بعض الأمور ، اتبعيني . قال الحكيم و همّ بالخروج بعد الإنحناء للملك ، لحقته ليليان و معها الأمير ويليام و دلفوا إلى غرفة صغيرة مليئة بالكتب بالإضافة إلى طاولة ذات ستة كراسي في وسطها و نافذة ذات ستائر سوداء في الجهة المقابلة من الغرفة ، جلست ليليان و الأمير أخذ الحكيم أحد الكتب و وضعها فوق الطاولة و قال
- ما رأيك أن تعرفي بعض الأمور عن مدينتنا أناروتيمايغي قبل رحلة بحثك فقد قال سيباستيان أن تاريخ أناروتيمايغي سيساعدك ؟
- بالطبع أنا لا أسافر للماضي كل يوم لأجد أن البشر عاشوا مع الديناصورات ، اخبرني كل شيء منذ البداية. قالت ليليان بحماس
- حسنا... هذا الكتاب يروي كل القصة لكن بما أن الوقت يداهمنا سأرويها لك أنا...كانت أناروتيمايغي مدينة واحدة في الماضي و كانت تسمى مدينة الحروب ، ليست حروبا مع مدن أخرى بل مع الديناصورات كان الجميع يقاتل من الصغار حتى الكبار فالصغير يتعلم القتال منذ أن يبدأ المشي و الكبير يقاتل حتى يموت ، لكن لم يستمر ذلك طويلا فقد كانت الديناصورات تهاجم المدينة جماعات و الكثيرون يشردون و يخسرون عائلاتهم لم يكن هناك مزارع كثيرة فالحاكم اختار اعداد قليلة من الناس للزرع أو الحياكة و قد كان الجميع يحصل على وجبة واحدة في اليوم ، لم تكن الناس راضية على حياتهم و حاكمهم خاصة المستكشف سيباستيان فقد كان يريد السلام ، يقال إنه وجد طريقة للانتقال عبر الزمن عبر فراشة ما و وجد الأمان في المستقبل و أذهله التطور فبدأ يتعلم هناك إلى أن توصل إلى طريقة صنع الخاتم ، عاد إلى الماضي سعيدا باختراعه لكنه وجد المدينة انقلبت رأسا على عقب فالناس تمردوا و قتلو الحاكم ثم اختلفوا على الحاكم الجديد فانقسموا إلى ثلاثة أقسام الأول بقي حيث هو و الثاني والثالث هاجروا إلى مناطق أخرى و بنو مدنهم الخاصة و اختاروا حاكمهم ، لم يستطع سيباستيان إعادة تجميع السكان فطور الخاتم ليحمي ثلاثة مدن ، سعد الناس بهذا الإختراع و شرعوا في تطوير مدينتهم و لم يبخل سيباستيان عليهم فقد علمهم كل ما تعلمه في المستقبل فتطورت مدينة الحروب و اصبحت أناروتيمايغي و هي تعني المدينة الغريبة.....مر الوقت بسرعة و كبر سيباستيان و خشي أن يحدث شيء للخاتم الذي صنعه ف---
-دعني أكمل!! قال الأمير بحيوية و أخذ دفة الحديث
- بعد أن خشي على الخاتم الأول صنع خاتما آخر لكن خشي أن يقع في الأيدي الخطأ فقرر أن يخبأه ، فشرع في بناء ثلاثة نافورات خبأ الخاتم في النافورة الأولى و لفتحها يجب ادخال جوهرتان في النافورة و الجوهرتان كما قرأتي في النافورتان الأخرياتان و لإخراجهما يجب وضع جوهرة على شكل قلب في النافورتان ، و هذه الجوهرة هي التي في قلادتك ايتها المنقذة.
- يبدو هذا سهلا ! قالت ليليان بعفوية
ابتسم الأمير ثم وضع يده على ذقنه بتفكير وقال في نفس واحد
- أجل بما أنك تملكين القلادة سيكون إخراجها سهلا لكن لا تنسي أننا سنخرج من هنا أي هناك احتمال أننا سنقابل ديناصورا ما لذلك يجب أن ندرس كل الاحتمالات و نسلك أقصر الطرق لتجنب موتنا سنستغرق سبعة ساعات على الأقل للوصول.
قال الحكيم بهدوء
- أجل سمو الأمير على حق...كنت اريد اخبارك عن الديناصورات و انواعها لكن بما أنك مستكشفة فلا داعي لذلك ، اعتمدي على معلوماتك و سيساعدك سمو الأمير ، يجب أن تذهبا لم يتبقى لنا وقت كثير.

- أجل لنذهب أريد أن أعود لمنزلي بسرعة.

مهمّة في العصر الطباشيريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن