#سيظل_عشقك_مرادي
(الفصل الرابع عشر)
بقلم نهال عبد الواحد
- ربنا يفرحك كمان وكمان، ويجعلني سبب لإسعادك وفرحة قلبك على طول...
قالها مراد بنبرة هادئة ناظرًا أمامه مشغولًا بقيادته للسيارة، وفجأة بتر كلماته تهشّم الزجاج الأمامي للسيارة! تناثرت شظاياه نحوهما بفعل إطلاق ناري متواصل بأسلحة آلية.
مع أول لحظة من الإطلاق الناري نزع مراد قدمه من فوق دواسة القيادة بفعل الفجأة، توقفت السيارة محدثة صخب من احتكاك عجلاتها بالأرض، جذب عشق هابطًا بها لأسفل الكرسيين داخل السيارة، مع استمرار الإطلاق المفزع بالخارج فحطّم بقية زجاج نوافذ السيارة.
جثيا على ركبتيهما أرضًا داخل السيارة، ممسكًا كلاهما بالآخر مرتعدًا مفزوعًا، خاصةً مع وجه مراد الملطخ بالدماء دون أن تدرك عشق مصدرها، كانت تصرخ وتنتحب متشبثة بمراد بهلع.
بدأت تهدأ أصوات الإطلاق تدريجيًا مع صوت ابتعاد السيارة، انتظر مراد بعض الوقت متسمّعًا ما يحدث بالخارج، هَمّ بالصعود برأسه لأعلى قليلًا فأمسكت به عشق تومئ برأسه رافضة بقوة، ودموعها لا زالت تنهمر بقوة، قضمت شفتيها المرتعشتين كاتمة صوت شهقاتها خوفًا أن يسمعها أحدهم.
ربت مراد على يدها هامسًا: ما تخافيش.
بينما هي لا زالت متشبثة به، أشار بسبابته أمام فمه أن تسكت، صعد برأسه لأعلى قليلًا بحذر؛ متفقدًا الحال بالخارج، فتفاجأ بعدم وجود أيهم، عقد حاجبيه بدهشة كبيرة، ضيّق عينيه محاولًا إدراك ما حدث، لكنه انتبه لشيءٍ آخر.
عاد جاثيًا وهمس لعشق: دول مشوا ماحدش برة، يلا قومي بسرعة من هنا.
لكنها ظلت واجمة دون أن تعقب، حدق فيها بخوف أن تكون قد أُصيبت فهز كتفيها بقوة قائلًا بقلق: مالك!
لا زالت لم تعقب، فتش مراد فيها كالمجنون فلم يجد شيئًا وتابع: أنا كويس اطمني، يلا بسرعة من هنا!
فتح باب السيارة وهبط منها بسرعة، لكنها لا زالت مكانها بالداخل، بدأ الدخان يتصاعد من السيارة بشكل أكثر، أسرع نحوها جذبها بقوة خارج السيارة وصاح: اجري بعيد!
بدأ يتحرك لكن بدت حركتها هلامية وغير متوازنة، فتراجع البضع خطوات التي سبقها بها، جذبها ممسكًا يدها بقوة، جرى بها يسحبها وصاح: يلا اجري بسرعة، العربية هتنفجر!
ركضا بعيدًا ولا زال مراد جاذبها، وفجأة انفجرت السيارة فانكفئا أرضًا للأمام، لم يدري مراد بنفسه إلا ضآمًّا عشق الفاقدة وعيها إليها بتشبث، أسند رأسه على رأسها متابعًا النيران المندلعة من سيارته عن بعد، بدأت الصورة تزداد ضبابية ثم هجم ظلام تداخلت معه الأصوات، بعد فترة لم يشعر بحجمها فتح عينيه، وجد نفسه في استقبال مشفى مستلقيًا فوق سرير طبي، تحيط به ستائر لم يدقق بلونها، إحدى يديه معلقة برباطٍ بسيط، وباليد الأخرى معلّقًا محلولًا مغذيًّا، شاعرًا بعدد من اللاصقات في وجهه، مع بعض الآلام في جسده.
أنت تقرأ
(سيظل عشقك مرادي) By:Noonazad
Historical Fictionأحبها وهام بها عشقًا، انتظرها وانتظرها... ولما طال الإنتظار أقسم ألا تكون إلا له مهما كان المقابل، ولكن... June 2020: October 2020