(17)

1.3K 79 17
                                    

#سيظل_عشقك_مرادي

(الفصل السابع عشر)

بقلم نهال عبد الواحد

وعلى أعتاب شقة العروسين، بقايا الشقة، فتح هشام بابها، أنار النور ثم تبعه زكريا وعشق، دخل ثلاثتهم ووقفوا متجمدين بأرضهم، نظروا داخلها يتجولون بأنظارهم في كل شبرٍ فيها، أغمض زكريا عينيه متمتمًا بالحوقلة والاسترجاع «لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون!».

تحركت عشق مسترجعة ذكرياتها القليلة هنا، ثم تحركت متجهة نحو حجرة النوم، أنارت نورها، تجولت بعينيها المتقيحتين داخل الحجرة، وقفت في منتصفها تهمس داخلها «هنا صلينا معًا متمتعة بعذوبة صوته لي وحدي ».

تحركت خطوتين وابتسمت بقهر هامسة داخلها «وهنا اعترفت لي بحبك وأنا بين ذراعيك وأنفاسك الدافئة، راقصتني كما تمنيت طيلة عمري، عاملتني بلطف معاملة الأميرات، أسمعتني كلماتٍ ساحرة أسرتني بها...

-أغمضت عينيها واحتضنت نفسها وتابعت بنفس ابتسامتها المقهورة- ضممتني وأشعرتني أني جزء منك...

-قضمت شفتيها المرتعشتين من البكاء وأكملت تمتماتها الداخلية بقهر- وسمت شفتاي بوشمك فاضًّا عذريتهما، فلم تكونا لرجلٍ قبلك ولن تكونا لرجلٍ بعدك.»

لمحت سلسلة مفاتيحه على لوحة الزينة مكان وضعية يده عندما دخلا إلى هنا، اقتربت وأخذتها ووضعتها داخل حقيبة يدها، ثم التفتت إلى زجاجة عطره، أمسكت بها واشتمتها بعمق ثم وضعتها هي الأخرى داخل حقيبتها.

همت بالخروج من الحجرة ثم عادت متجهة إلى خزانة الملابس، فتحت الجزء الخاص به ثم أخذت سترة بذلته التي تبقت منه يومها، ضمتها بشدة تتشممها جاثية على ركبتيها أرضًا وتزداد انتحابًا، تمتمت من داخلها مجددًا...

«أعدك أن أنتظرك مهما طال غيابك، سأظل عذراء الجسد والروح إلا لك، لقد اختفت بهجة الحياة وانطفأت زينتها وألوانها ولم يبقى فيها إلا السواد، أسميتني ملكة وأنا ملكتك ومليكتك، وقد أعلنتُ الحداد الرسمي لأجل غير مسمى لحين إشعارٍ آخر، لحين عودتك، أثق بعودتك، أجل ستعود لي يومًا، ستعود وتجدني ملاذك وسكنك، عشقك ومرادك، مثلك أنت، ستظل عشقي ومرادي.»

وأكملت تسكب عبراتها منتحبة بشدة لا تريد الرحيل؛ لا زالت تشم رائحته وترى طيفه يملأ المكان.

أما هشام فظل واقفًا شاردًا تفيض عيناه بشلالات دموعها وتسارع في الاختباء وسط لحيته، هذا البيت الذي عاش فيه الكثير من الذكريات والمواقف التي جمعتهما معًا بحميمية، فهو الأخ والصديق الأوحد، يعرف كلاهما الآخر في كل أحواله...

هاهو يدخل حاملًا في يده لفافة من السمك المشوي تفوح رائحتها متجهًا بسرعة نحو المطبخ صائحًا: عملت السلطة يا ميدو!

(سيظل عشقك مرادي)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن