(16)

1.4K 84 8
                                    

#سيظل_عشقك_مرادي

(الفصل السادس عشر)

بقلم نهال عبد الواحد

تجرّأ خاطفًا قبلة طويلة من شفتيها فتبعثرت النبضات والرجاحات، تجردا من أي عقلانيات، وبدأت تستشعر رجلًا جامحًا كان مختبئًا بداخل أعماق مرادها الهادئ الرزين، حان ظهوره لها وحدها، ثم ابتعدا قليلًا بأنفاسٍ لاهثة ونبضاتٍ متبعثرة، بل كل شيءٍ داخلهما أصابته الفوضى والبعثرة، مع المزيد من المشاعر الجديدة التي بدأت تتحرر...

أسند جبينه على جبينها لاهثًا بشدة، معلقًا رماديته بعسليتيها، ثم همس بوله: عشق، بحبك أوي، وعمري ما حبيت حد كده...

ثم ضمها إليه بكامل ذراعيه تاركًا لمشاعره العنان مع حركة ذراعيه وأكمل هامسًا: اوعي تخافي وأنا جنبك، واوعي تفكري تسيبيني لأي سبب، إنتِ حتة مني، حاسس بيكِ بجد مخلوقة من ضلعي و...

بتر كلماته، خطف أنفاسهما وكل مشاعرهما صوت طرقاتٍ شديد ومتتابع بقوة على باب الشقة، نظرا لبعضهما البعض في دهشة وريبة!

أمسكت عشق فيه بكلتا يديها قائلة بارتعاب: مين اللي جاي دلوقتي وبيخبط كده؟

ربت على كتفيها مهدئًا وأجابها بهدوء ينافي ما بداخله: إهدي حبيبتي.

فشددت مسكتها بخوفٍ أكثر، فزفر مراد قائلًا: خليكِ هنا هشوف مين وأرجع لك تاني، اطمني.

ثم قبل رأسها بعمق وانسدل من بين يديها، أخذ منديلًا مسح به شفتيه من أثر طباعة زينتها ثم وضعه على لوحة الزينة جوار سلسلة مفاتيحه.

تحرك نحو الباب الذي لم يتوقف الطرق على بابه البتة وهو يعدل ملابسه، وما أن أدار المقبض فاتحًا الباب حتى دفعه أحدهم إثر دفعه للباب.

وفي لحظة امتلأ المكان بعدد من الرجال عظيمي البنية يتجولون في كل مكان، فصاح فيهم مراد بغضب: انتم مين وازاي تقتحموا البيت بالشكل ده؟!

كان صوت مراد جهوريًا بما يكفي ليزيد من ارتعابة عشق، فخرجت مندفعة من حجرة نومهما، فتفاجئت بهؤلاء الرجال، أسرعت نحو زوجها تتشبث به فأخفاها خلف ظهره فتعلقت بقميصه من ظهره، بينما يتجول الباقون في كل مكان بعد أن أصدر أحدهم أوامره بتفتيش المكان، بينما قام البعض بتحطيم كل ما يقابلوه بعصيهم الغليظة...

حطموا المزهريات، زجاج المناضد والنوافذ وخزانة الأواني الصينية بالكامل بكل ما فيها من أطباق، أكواب، كؤوس وفناجين مختلفة الأشكال والأحجام، جميعها أصبح فتاتًا، صرخت عشق خوفًا وقهرًا، تزداد ارتعاشة جسدها، دقات قلبها وتدفق الأدرينالين بكل عروقها، انهمرت دموعها تلقائيًا فأفسدت زينتها ملطخة وجهها، قد ظنت أن مستوطنها نائمًا اليوم، لكنه استيقظ وازداد نشاطه معاودًا إحكام سيطرته عليها.

(سيظل عشقك مرادي)   By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن