بقلم نهال عبد الواحد
وبعد أن ودّعت نبيلة ابن أخيها، ما إن أغلقت باب الشقة حتى التفتت لتلك الذاهبة لحجرتها، حدجتها مؤنبة وصاحت: إنتِ عندك دم إنتِ! ده إيه قلة الذوق اللي كانت مع ابن خالك دي!
توقفت عشق في مكانها والتفتت لأمها وأهدرت بتذمر: أنا مش قليلة الذوق، بس شكلي هعمل كده فعلًا لو فضل يفرض نفسه عليّ ويتدخل في حياتي بالشكل ده.
- لا والله! يظهر إني دلعتك بالأوي!
- يا ماما أنا كنت بكدّب نفسي في الأول، بحسب إني فاهماه غلط، بس ده بأه واضح زيادة عن اللزوم ولازم يقف عند حده.
- ليه؟ كان أجرم ولا أجرم! أنا عارفة إنه عينه منك ومن زمان، ماله بأه! عيبه إيه عشان تكسري بخاطره وتكبسيه بالشكل ده!
- يا ماما في إيه! ده انا لسه يا دوب مخلصة ثانوية عامة.
- ماحدش قالك اتجوزيه بكرة!
- لا معلش آسفة جدًا، لا ده قال كمان جاي يقولي تخشي كلية إيه وما تخشيش إيه!
- ده جزاته إنه خايف عليكِ! تقدري تطلعي عيب واحد فيه! محترم، مؤدب، له شغل ومقتدر، عنده شقته، ابن خالك وهيشيلك في عينيه، وأبوه وأمه يتمنولك الرضا ترضي، جدع حليوة طول بعرض وشعره مسبسب وشبه نجوم السينيما، وفوق ده كله ميت في هواكِ، يعني هيكون شبيكِ لبيكِ...
- كل ده جميل جدًا ومش معترضة عليه، لكن الأهم من ده كله، القبول، مش قابلاه يا ماما، ياسر بالنسبة لي أخويا الكبير، ابن خالي اللي اتربيت معاه، ما عمريش حسيت ناحيته بأي إحساس...
- طب ما تجربي يا حبيبتي مش يمكن...
فصاح سيد بتر جملتها قبل أن تكملها: ما خلاص بأه يا نبيلة، اقطمي في الكلام، وبعدين بتحكي وبتقنعي على أساس إيه؟ ولا يكون حد فاتحك في حاجة!
أجابت نبيلة: لا حد قال ولا عاد، بس صعبان عليّ الواد، وبصراحة مستخسراه!
تابعت عشق: يا حبيبتي أنا معاكِ إنه كويس وابن حلال، بس مش ليّ.
وأكمل سيد: مش بالضروري يكون فيه العبر عشان البنت ترفضه.
قالت عشق: قل لها يا بابا، وبعدين ليه عايزة تقنعيني اتجوز واحد من غير ما يكون في مشاعر من ناحيتي؟ يا ماما ده حضرتك وأيامك كانت غير أيامنا، لما بابا اتأخر عليكِ عبال مااشتغل وكوّن نفسه، وكل ما يجيلك عرسان كنتِ بترفضيهم لمجرد إن قلبك مش ميال لهم حتى اللي كانوا أغنى من بابا، انتِ استنتيه عشان بتحبيه لحد ما بقى عندك خمسة وعشرين سنة، ودي في زمنكم كانت تعتبر تأخير في الجواز، ليه بأه عايزاني أتجوز أي جوازة والسلام! ده انا لسه ما كملتش سبعتاشر سنة، لسه أدامي مستقبلي وأحلامي.
سكتت نبيلة ولم تعقب، فأكملت عشق: ياريته يكون فهم واستوعب موقفي من ارتباطي بيه، والله صعبان عليّ وهو بيهدر مشاعره من غير أمل، إن شاء الله يقابل بنت الحلال اللي تستاهله وتستاهل كل المشاعر دي.
أنت تقرأ
(سيظل عشقك مرادي) By:Noonazad
Historical Fictionأحبها وهام بها عشقًا، انتظرها وانتظرها... ولما طال الإنتظار أقسم ألا تكون إلا له مهما كان المقابل، ولكن... June 2020: October 2020