الجزء الثاني عشر

224 29 59
                                    

وسط تلك العتمة التي تحيط به ، يختبئ في ركن الغرفه متسترا بالظلمة وهو ينكمش علي نفسه بقوة ، بينما يرتجف فزعا مما يراه ..

يمسح جروحه التي ملأت جسده و معصمه بيده وهو يبكي بالم بينما يرتعش من الخوف ..

يعض علي شفتيه بحده حتي انخرط منها الدم و جبينه المتعرق بكثره .

.

.

.

.

بعد ذلك اليوم لم يجرؤ أحد علي مواجهة الآخر ، حاله من الحزن وخيبة الامل حلت عليهم .

يسير كلا منهم في طريق مختلف بعد أن ظنوا أنهم اخيرا عثروا علي الطريق الذي سيجمعهم .

نامجون قد عاد للعمل بمطعم بأجر رمزي ودوام محدد لدفع تكاليف دراسته في بوسان .

أما يونجي يجلس علي البيانو الخاص حيث يعزف بثقل وهم و شرود بينما يتساقط الثلج علي النافذه ، لم يغادر المنزل من حينها ولا احد يعرف عنه أي شئ ، فقط يجلس بوحده علي البيانو حيث تعلوا نغماته ذات الرائحه الحزينه كل مساء .

هوسوك الذي يمشي وحيداً وملامحه المكسورة بقلة حيله بينما يحني قامته في بؤس .

جين الذي يعود من جامعته يراقب الطريق من نافذة الحافلة بشرود فاقدا الامل من كل شئ حوله  ونفس مجزوعة دون أن يتكلم مع أحد ، فقط يذهب ويعود بنفس الوضعية متخذا مقعد النافذه أنيسه .

و جونكوك الذي يتابع هطول الثلج من شرفته خلف النافذه بينما دمعة ساخنة قد أخذت حيزا طويلاً علي وجنتيه من ألم الوحده الذي يشعر به .

الشتاء قارص البرودة ، موحش علي من لا يمتلكون ذكريات دافئه ، تلك المشاعر الملتهبه التي تهيمن علي النفوس فتزيد الالتهاب الما علي برودة الشتاء ، وسط صوت الأمطار فلا يجرؤ صوت الألم علي الصياح ، يؤنسك بوحدته فلا تجد نفسك الا محاصرا وسط تلك العبارات.




.

.

.

.

.

أما تاي فلم يسمع أحد عنه منذ آخر لقاء بينهم ، الكل مشوش فلا يعرفون من أين يبدأون ضائعون وسط متاهة من الوحده و الم الفراق بينما يخدعهم الحزن أينما ذهبوا ، الأحلام التي وضعوها اختفت في غمضة عين ، ولم يعد هناك طريق واضح للسير .

ČŘYŜŤÃĹ ŜŇỖŴ  ✓✓ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن