الجزء الرابع

352 32 31
                                    









يقف أمام هذا البناء الضخم ، محدقا به شاردا بتفاصيله ، بينما الناس متجمعون عند البوابة العملاقه منتظرين أن تفتح ، هناك الآلاف ممن يتجمعون أمامه واقفين يتأملون منظره بدهشة ،
أنها

" قبة طوكيو "

لا عجب في هذا الجمع فاليوم اول يوم بعروض الراغبين بدخول المسابقه الموسيقيه ، ينظر متصنما في مكانه بذهول ، لا يعلم أيدخل ام لا ؟ ، لم يعد يهتم بمثل هكذا أشياء ولكن حبه للموسيقي المدفون بداخله ينازعه بالبقاء والدخول ، يغمض  عينيه بحزن وهو يتخيل نفسه في يوم مع جيمين يقفان عند تلك البوابه منتظران بكامل حماستهم ويؤديان عروضهما ، فتح عيونه وهو يتنهد بحزن .

اشترى تذكرة و دلف الي القاعه الكبيره ، كانت من الطراز الروماني القديم ، الاحمر الغامق الذي يزين المقاعد والمدرجات التي تشبه مدرجات " فريونا " ، يتوسطها المسرح المزركش باللون الذهبي النحاسي ، دخل إليها حيث شده روعتها ومدى جاذبيتها ، كان يمر بين الازدحام الشديد بالقاعة ،
أصطدم بكتف أحدهم ليقع من يده التذكره ، نزل الشاب إلي الأرض بسرعه وهو يتأسف بينما يغطي وجهه بسترته الرماديه

" اسف اعذرني ، تفضل "

أخذها منه دون أن ينبث ، وغادر الآخر مسرعا الي وجهته ، وقف مذهولا قليلا من الذي غادر مسرعا دون أن يرى وجهه يشعر أنه يعرفه من نبرة صوته .

وجد مقعده المخصص علي مقربة من المسرح بالدرج الاول ، انتظر بشرود حالما يبدأ وقت المسابقه ، انتظر حوالي ساعه وأصوات الضجيج التي لازالت تعلو من الحاضرين .

خفتت الاضواء فجأه ليتبعها انخفاض صوت الجميع وسكت الجالسين ، ركزت الاضواء علي المسرح وأفتتح العرض بموسيقى حماسية و مشوقة حابسه للأنفاس .

بدأ كلا من المشتركين بتقديم عروضهم والتي اختلفت من عروض للرقص بمختلف أنواعه ، وعروض الغناء التي كان منها القوي و الجذاب و الضعيف ، عروض الفرق الموسيقيه ، لكنه لم يشده ايا من كل تلك العروض .

اغمض عيونه مسندا رأسه علي كرسيه بملل .

أنتهي أحد العروض ليتغير ديكور المسرح و تختلف لون إضاءته بينما يتمركز البيانو العصري في الوسط معلنا عن دخول مشترك جديد ، فتحت الأبواب ليدلف بجسمه الممشوق و بذلته السوداوية بينما ينحني بإحترام بين التصفيقات العاليه من القاعة ، انطلق الي كرسيه أمام البيانو بخطى ثابته و واثقه ، جلس عليه واغمضت عينيه وبدأ بالعزف ، انطلق الصوت يملأ المسامع من عذوبته وروعة لحنه ، جعل الجالسون يذهلون من العزف ، كانت أعزوفة حزينه لاحظها الجميع من بدايتها ، تحكي قصة مأساوية بأعماقها ، قد يتأثر من يسمعها حتي لو لم يعرف قصتها .

بينما يسند رأسه مغمض العينين علي كرسيه شد أذناه هذا اللحن ، فتحهما بإستمتاع منسجماً بالعزف ، راقه بشدة ، أذناه كأنها تعرف هذا اللحن ، هذه ليست اول مره يسمعه ، ذكره هذا بالمعزوفه التي كان يتدرب عليها قديما ايام ثانويته مع أحد أصدقائه الملقب بجين ، ذلك اللحن يشده ، يلمس قلبه و يذيبه ، هو يوصفه ويحكي معاناته .

أنتهي العزف وتعالي التصفيق الحار من الحاضرين ووقفوا محيين إياه علي روعة أدائه بينما يقف العازف وهو يتصبب عرقا علي المسرح محييا الجميع ، وقف معهم وهو يصفق له بدهشة ، سمع صوت يألفه يقف بعيدا عنه قليلا وهو يصفر بحماس وسعاده للواقف علي المسرح ، نظر في وجهه فلم يصدق ما رآه ، لقد كان صديقه نامجون ايام ثانويته ، نظر بسرعه نحو الواقف علي خشبة المسرح محدقا بوجهه أكثر ليصدم مما يراه ، هما الاثنان هنا .











يتبع .






















.




ČŘYŜŤÃĹ ŜŇỖŴ  ✓✓ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن