الجزء السابع

270 31 25
                                    










يضع أغراضه بسرعه في حقيبة سفره ، يحاول تذكر شئ ربما قد ينساه ، وقع نظره فجأة علي البيانو ليتجه نحوه وهو يضع الغطاء عليه بإحكام بينما وضع الملائات البيضاء علي الأثات حتي لا يتترب ، اقفل اخيرا الحقيبه وهو يتفقد شقته ، أمسك بمقبضها وهو يجرها خلفه وقف عند باب المدخل وهو يطالع الأركان بتركيز يتذكر اول ليله قضاها هنا ، نظر الي غرفته التي كانت ملاذه من العالم ، يختبئ فيها ليل نهار خائف من الخروج ومواجهة العالم ، لاحظ البرواز الصغير الموجود علي منضده أقترب منه وهو يتفقده بحزن ، يطالع وجه صديقه اللطيف المليئ بالسعاده وهو يقف بجانبه و يحتضنه ، تلك الصوره كم هي باليه لكن الوحيده التي عرف أن يهربها من يدي أمه دون علمها لأنها كانت تخفي وترمي أي شئ متعلق بذكراه ، احتضنها وهو يتنهد بحزن و دموعه التي شارفت علي الهطول لكنه امسكها بقوه وهو يغمض عينيه بألم و يعض علي شفتيه ، وضعها مرة ثانيه وقلبها علي وجهها ، أحضر ورقة وقلم و بدأ يخطو بها عباراته

" لم أرد أن أعود الي كوريا وانت لست بها ...

لكن اكتشفت اني لو هربت الي أبعد مكان في هذا العالم فأنت ستظل بقلبي ..

اسف ..
لو كان بمقدوري الاسف حتي ..

اصدقائنا هناك ينتظرون ، كلنا ننتظر حلمك ...

لكن .. لا اعرف كيف نفعلها بدونك ..

كيف لي ان اعود لحياتي الطبيعيه حتي ..

اتمني لو تخبرني وترحمني من عذابي انك معي لكن كيف وانا لا أسامح نفسي -"

هطلت عباره ساخنه علي الورقه فبلتها ، كتم عباراته بقوة رغم كونها تحرقه

" لا اعرف حتي لو عاد الزمن إلي الوراء ماذا كنت سأفعل "

اقفل الورقه ووضعها بجانب الصوره علي الطاولة ومسح دموعه ، قرر عدم أخذها معه و تركها هنا ، ألقي نظره اخيره علي شقته لينطلق خارجها .













هبطت الطائرة المتوجهة من طوكيو الي بوسان في حوالي الثالثة عصراً ، كان يستقلها نامجون وقد صحبه تاي في رحلته ، سلما جواز السفر و التأشيرة في المطار بعد أن استلموا حقائبهم ، و انطلقا  خارجه عائدين الي ديارهم و أهاليهم في بوسان ،

نطق نامجون بسعاده وهو يتفقد أجواء المدينه من حوله

" لازالت كوريا كما هي جميله رغم اني قضيت يوم واحد بعيد عنها "

ضحك وهو يضع يده علي فمه وقد ظهرت غمازاته البارزه بوجنتيه بينما اكتفي الآخر بال إبتسام ، اتبع نامجون بحماس قليل

" جيد جين سيعود غدا ، مهمتنا الآن هي الراحه لنبدأ العمل من الغد "

في الحقيقه تاي لم يكن يركز في كلامه فهو لازال يحدق في المنظر من حوله ، لقد اشتاق الي موطنه بعد سنتان من الابتعاد عنها ولكن ذكراها ثقيله علي قلبه ، خصوصاً أنها تجمعه بأيام مؤلمه ، نظر نامجون إليه وقد لاحظ شروده لكنه لم يقطعه ، تذكر الليله الماضيه عندما كانا  يسيران  بشوارع طوكيو كان يحاول قول شئ لكنه غير رأيه بسرعه ، في كل مره يزداد شكه و يقينه وخوفه الشديد عليه ، لكنه لم يضغط عليه و سيتركه حتي يأتي الوقت الذي يريد فيه الإفصاح عن كل شئ .

افترقا الاثنان عائدان الي بيوتهما وقد دخل تاي علي أمه بينما بحلقت عيناها بقوه و صدمه وأخذته في أحضانها بشوق و إشتياق بينما تبكي من الفرحه وتبتسم بسعاده وسط دموعها ، قد عاد تاي فجأه دون أن يعلمها سابقا لذا كانت متفاجأه بقوه ، لم تفتح مواضيع من الماضي ولم تعلق علي هيئته بل اكتفت برؤيته والشعور أنه بخير بينما هو حاول قدر الإمكان التماسك والتظاهر بالراحه حتي لا يربكها أو يقلقها ، لم تثقل عليه وتركته يدخل الي غرفته الصغيره الدافئه رغم مرور سنتان علي فراقهما لكنها فضلت راحته عليها واكتفت بالبكاء من خلف الباب بصمت .

دلف ل حجرته وتخلص من ملابسه ورمي بنفسه علي مخدته وهو ينظر للسقف ، نوعاً ما هو سعيد فقد خفف عنه الجو العائلي المريح بعيداً عن وحدته المؤلمة ، كان متشوقا للغد ففيه سيجتهد بالبحث عنهم وسيبدأ رحلة طويله من جديد مع عمر يناهز العشرين ، نوعا ما الغد مرعب بالنسبه اليه ونوعا ما هو خائف من الآتي ، كل شئ مبهم إبتداءا من ليلته هذه ، وكأنه شعور جديد اضيف الي مشاعره وهو

الرعب .





























يتبع .





يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ČŘYŜŤÃĹ ŜŇỖŴ  ✓✓ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن