part 1

2K 33 8
                                    

آلُفَصٍلُ آلُآۆلُ منْ رۆآيَةّ حٍيَآةّ لُيَلُ

اشرقت الشمس وهي تعانق الكون وتعلن عن بداية يوم جديد ملئ بالأحداث المختلفة.. في احدي المنازل البسيطة التي تقع في القاهرة نجد فتاة جميلة تتململ في نومها من اشعة الشمس التي تسللت من نافذة غرفتها وغطت وجهها وعيناها بل هي في الحقيقة اوضحت ملامحها الجميلة... ظلت ترفرف بأهدابها الكثيفة ثم فتحت عيناها ببطئ لتستقبل يومها المليئ بالآحداث....ولكن ما هي الا ثواني واستمعت لصوت صراخ شقيقتها في الخارج..هبت حياة واقفة وخرجت مسرعة من غرفتها وجدت اكمل يطبق علي ذراع شقيقتها بقوة وعنف.
اكمل بعصبية: نعم يا روح امك انتي اتهبلتي ولا ايه يعني ايه مش عاوزة تنزلي تشتغلي في شركة عاصم دي من اكبر شركات الملابس في مصر كلها انتي تطولي تشتغلي عنده.. وبعدين عاصم طالبك مخصوص تشتغلي معاه من ساعة ما شافك وهو شكله وقع فيكي.
عشق بخوف ودموع : انا مش هروح للي اسمه عاصم ده انت مستغني عني ليه كدة..انت عارف كويس عاصم ده قد ايه انسان حقير وسمعتوا وحشة عاوز توديني اشتغل عنده وابقي ليل نهار قدامه .. انت مش خايف عليا
اكمل وهو يضغط اكثر علي ذراعها : بقولك ايه الكلام الاهبل ده مش عليا بلا هبل كفاية جيبه اللي عمران وطلاما طلبك بالاسم يبقي عينه منك وتبقي امك داعيالك لو ده حقيقة خليكي تغوري من وشي وتريحيني من همك.
خرجت حياة من غرفتها وركضت نحو شقيقتها بغضب : انت ايه اللي بتعمله ده سيب ايدها.
اكمل بعصبية : انتي صحيتي يا هانم..عقليها وخليها تسمع كلامي خليها تفتح لنا طاقة القدر بقي جاتكوا الهم....دفع اكمل عشق ودلف الي غرفته.
ضمت حياة عشق اليها وربتت بحنان علي ظهرها وشعرها : متخافيش يا عشق اهدي انا هتصرف يا قلبي بس انتي اهدي علشان متتعبيش من العياط ده.
عشق بدموع : انا مش عاوزة اروح عند عاصم يا حياة مش عاوزة.
حياة : عاصم ده ايه اللي تروحي تشتغلي عنده انا هتصرف صدقيني وهحلها المهم انت تهدي كدة وتروقي ومتخافيش ابدا طول ما انا معاكي.
عشق وهي تمسح دموعها وتبتسم بأمل وهي تنظر الي شقيقتها : بجد يا حياه؟؟
حياه : بجد يا روح حياه.. يلا ادخلي اجهزي علشان تلحقي تروحي المعهد.
عشق وهي تقبل حياه من وجنتا بسعادة: ربنا يخليكي ليا يا اجمل حاجة في حياتي...دلفت عشق لغرفتها لكي تستعد للذهاب اما حياه فأخذت نفس عميق ثم تحولت ملامحها الي ملامح غاضبة وشرسة..اتجهت نحو غرفة اكمل وفتحت الباب بقوة وجدته يتحدث في هاتفه ولكنه اغلق الخط عند دخولها المفاجئ.
اكمل بعصبية: انتي مجنونة حد يدخل كدة.
وقفت حياه أمامه بغضب: اقسم بربي لو ما بعدت عن عشق لاخليك تندم علي اليوم اللي شوفتني فيه انا كنت ساكتة علي بخلك و طمعك ومعاملتك الزفت دي لينا عشان انت للأسف في الاول وفي الأخر ابويا لكن توصل انك تبقي عاوز تنزلها غصب عنها شغل عند عاصم اللي انا وانت عارفين كويس هو ايه...لا يا اكمل لحد عشق ومش هسكت تاني..ولو علي الفلوس هجيبهالك انا اظن كدة مالكش حجة بس تكلم عشق تاني ورحمة امي هتندم علي عمرك...تركته حياه دون ان تنتظر رده وذهبت الي غرفتها وقامت بروتينها الصباحي ثم بدلت ملابسها التي كانت لا علاقة لها بملابس الفتيات نهائي فكانت عبارة عن بنطلون واسع من الچينز وتيشيرت اسود واسع ثم رفعت شعرها الي الاعلي وربطته بعناية وارتدت حذاء رياضي مريح ثم خرجت من غرفتها وقامت بتحضير الافطار لشقيقتها ووضعته علي طاولة الطعام..وجدت عشق تخرج من غرفتها وكانت عكسها تماما فكانت في غاية الرقة والانوثة في فستانها الوردي البسيط الطويل وشعرها المنسدل علي ظهرها وبعض الخصلات فقط مرفوعة الي الاعلي حتي لا تغطي وجهها البرئ.
حياه: يلا تعالي افطري انا حضرتلك الفطار وهنزل انا بقي.
عشق ببرائة: طيب وانتي مش هتفطري بردوا؟!
حياه: ما انتي عارفة مش بعرف افطر يلا انا هنزل اشوف ورايا ايه وانتي خدي بالك من نفسك...سلام.
خرجت حياه من المنزل وتوجهت الي شركة عاصم...وقفت امام الشركة واخذت نفس عميق وهي في حيرة ما زالت لا تعلم ماذا سوف تفعل حتي تخلص شقيقتها من ذلك العاصم..دلفت الي الشركة ثم توجهت الي مكتب عاصم.
حياه: بقولك يا حلوة عاصم بيه موجود ولا لا؟!
........: اه موجود.. في معاد سابق لحضرتك؟!
حياه : لا قوليلوا حياه اخت عشق.
....: طيب اتفضلي حضرتك وانا هبلغوا..دلفت سكرتيرة عاصم الي مكتبه وجدته يمسك بهاتفه ويتطلع به في تركيز.
....:مستر عاصم في واحدة برة بتقول انها اخت عشق واسمها حياه عاوزة تقابل حضرتك.
عاصم بلهفة: خليها تدخل بسرعة.
....: اوكي يا فندم .... خرجت السكرتيرة وسمحت لحياه بالدخول ثم اغلقت باب المكتب....وقف عاصم واتجه نحو حياه بهدوء: اهلا يا انسة حياه اتفضلي اقعدي..عاملة ايه..و عشق عشق كويسة طمنيني عليها هي مجاتش معاكي ليه.
حياه: يا استاذ اهدي عشان اعرف ارد في ايه مينفعش كدة...بص انا جاية اتكلم معاك في موضوع مهم.
عاصم بانتباه: اتفضلي.
حياة بهدوء: اكمل قال انك عاوز عشق تيجي تشتغل هنا عندك.
عاصم: مظبوط..هو قالي انه هيقولها وانها اكيد هتوافق..
حياه: بس ده مش حقيقي..ممكن اعرف حضرتك عاوز عشق ليه بالذات تشتغل عندك مع انها متعرفش اي حاجة في مجال شغلك.
عاصم:بصراحة ومن غير لف او دوران انا عاوزها قدام عيني دايما..مش عاوزها تغيب عني.
تنهدت حياه بقلق ولكن اخفته بداخلها سريعا:بس عشق مش موافقة...ومش متقبلة الفكرة واظن حضرتك عارف كويس ايه السبب.
عاصم:هي اكيد خايفة مني مش كدة!..بصي انا عارف انها بتثق فيكي واكيد انتي لو عرفتيني كويس هتخليها ترتاح ليا وتثق فيا ووقتها هتوافق تيجي هنا.
حياه بتفكير: مظبوط وعلشان كدة انا هعرض عليك اتفاق.
عاصم بهدوء: ايه هو؟!.
حياه:اشتغل مكانها هنا علشان اقدر اخليها تثق فيك ووقتها هتوافق انها تيجي تشتغل هنا.
عاصم: موافق اعتبري نفسك استلمتي الشغل من دلوقتي والمرتب اللي تحدديه...ايه رأيك ٥٠٠٠ كويس ولا اقولك خليها ٦٠٠٠.
حياه بهدوء: تمام وشغلي هيكون عبارة عن ايه.
عاصم:انا عارف انك بتدرسي في كلية تجارة فممكن تبقي مديرة الحسابات.
حياه:تمام...بس مديرة حسابات مرة واحدة .. علي طول كدة مش غريبة شوية.
عاصم بابتسامة: حياه..انا بحب عشق صدقيني.
ابتسمت حياه بهدوء بعد ان تاكدت بداخلها من ظنونها طلب عاصم سكرتيرته الخاصة التي اتت في لحظات واخبرها ان تأخذ حياه وتشرح لها مهمتها..خرجت حياه من مكتب عاصم مع علا السكرتيرة وهي تتحدث بداخلها "ماشي يا عاصم كدة تمام اوي خليك فاكر اني ماشية علي خطتك وكمان مصدقاك المهم اني ابعد عشق عنك الفترة دي واخد الفلوس اديها لأكمل علشان يسكت..تنهدت حياه بأرهاق ودعت بداخلها ان تستطيع حماية شقيقتها."
علا: اظن كدة تمام عرفتي كل حاجة.
حياه بعد ان فاقت من شرودها فهي لم تسمع جملة واحدة مما قالته علا: اه اه متقلقيش يا حلوة فل اوي كدة روحي شوفي شغلك.
نظرت لها علا بأستغراب ثم تركتها.
حياه بتمتمة: جاتك البلا في شكلك وانتي شبه السلعوة كدة...معرفش انا ايه الاشكال دي... بس بتشتغل مع عاصم لازم تبقي كدة طبعا....جلست حياه علي مكتبها وبدأت تحاول فهم العمل لتستطيع بدأه....
في مكتب عاصم كان يتحدث في الهاتف بانتصار: مش قولتلك هتيجي..واهي جات وشغلتها كمان هنا وصدقت الفيلم الهندي اللي عملته عليها واني العاشق الولهان اللي دايب في اختها وهموت واشوفها واقرب منها.
.....:عاصم انا مش هرتاح غير لما البت دي تتكسر واللي هيكسرها اختها.وخد بالك حياه مش سهلة.
عاصم: عيب والله دا انتي بتكلمي عاصم وانا قولتلك هنفذلك اللي يريحك بس انت ترضي يا جميل وتحن بس.
....: بقولك ايه مش وقته المهم الخطة تمشي زي ما اتفقنا.
عاصم: متقلقيش كله تمام.
...: اوكي سلام وابقي بلغني بكل جديد.
عاصم: اوك سلام يا جميل.

حياة ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن