الفصل 1 و 2

877 24 7
                                    


الفصل الاول بقلم MON

هدد صوته العالي نسبياً زوايا المكان لكنه لم يأبه أبداً فكل ما كان يريده بتلك اللحظة هو تفجير كل ما بداخله من غضب كان يتملكه طوال مدة عملها عنده " والآن .. كيف ستفسرين لي ما حدث يا آنسه روجينا "
رفعت تلك الأخيرة قرصيّ عينيها الأزرقين له في أنفعال وقالت تبرر له " سيدي المدير صدقني أنا بريئة من ذلك .. " صوبت نظري لذلك الشاب المنتصب أمامي على الطاولة بملامح واثقة دون الشاب الآخر الذي بجانبه وقلت " هذا الرجل هو المخطأ , كنت قادمة لأخذ طلبه لكنه كان يضايقني لهذا أنا دفاعاً عن نفسـ.. "
قاطعني بشراسة " لا يحق لكِ مهما كان السبب الصراخ بوجه الزبائن كيفما تشائين , أنتِ لست سوى مجرد عاملة هنا "
راددت بصوت لم ينافس صوته بالعلو " ماذا كان يجب أن أفعل , أن أسمح له بأزعاجي وأكتفي بالنظر "
رد بثقة " كان عليك أن تأتي إليّ وتقدمي شكوى "
" لم يكن لدي خيار وقتها لأتخلص منه ! لا افهم , لما أنا من يهان هنا! أليس من المفترض أن يطرد هو على قلةِ حيائِه نحن لسنا بنادٍ ليلي "
رد ذلك الشاب والذي لم يكن سوى زائرٍ بذلك المطعم المتواضع بغضب مصطنع " ماذا ! "
فأجابه المدير مهدأً بسرعه " أهدأ من فضلك "
وجه نظره له وقال " المكان هنا لا يطاق بالفعل .." وجه نظره لذلك الشاب الذي بجانبه " لنخرج من هنا "
فقال ذلك الأخير بنبرة أستنكار وتعجب " ما خطب هذه الفتاة ! نحن لم نفعل لها شيء "
رد ذلك الأخير " لا تلقِ لها بالاً إنها مغترةٌ بنفسها فحسب , من سيهتم بفتاةٍ بشعةٍ مثلُك "
أزداد غضب روجينا من وصفها بـ البشعة! " ماذا قلت!!! " لكنها تتردد بتحرير ما بداخلها من غضب كي لا يزداد غضب المدير الذي لحق بذلك الأثنين ليهدأ من روعهما ويقنعهما بالبقاء وهذا أستغرق وقتاً فوجهت روجينا نظرها لهم بنظرة واثقة وهي تقف متكتفة وعندما نجح المدير أخيراً طلب قدوم نادل آخر غيرها وترك الطاولة بأبتسامه مزيفة ومن ثم عبر نحوها وتوقف أمامها يقول " لم أعد أستطيع تحمل مشاكلك روجينا , لا أريد رؤيتك بعد الآن ! أنتِ مفصوله "
تلاشى كل الغضب بداخلها على كلماته , وضعفت ملامحها بشكل سريع .. غادر مكانه تاركاً أياها خلفه دون أن يدرك شيئاً عن ذلك البركان الذي أنفجر بداخلها .. يال حمقها ! أرتجفت أطرافها بخفه لكنها لم ترد أن تفقد قوتها بتلك اللحظة أمامه وأمام أولائك الذين كانوا يراقبونها منذ ثوان فتماسكت بصعوبة وصاحت بغضبٍ مصطنع ونبرٍة مهزوزة " وكأنني أريد البقاء هنا " ثم غادرت مكانها للداخل
داخل غرفة العاملين خلف آخر درج بصف الدروج كانت تقف وهي تخفي وجهها بين كفيها تبكي بصوت مكتوم وخافت .
لم تتوقع قط أن ذلك ما سيكون نهاية ذلك الشجار , لو أنها علمت لما تجرّأت وفعلت ذلك! كيف ستجد لها عملاً الآن .. هل ستعود لحياة التشرد مرة أخرى , اللعنة .. اللعنة على كل شيء ! .
ألتقطت ثيابها من الدرج وحذائها وبدأت تبدل فستان عملها المبهرج الوردي , صفقت باب الدرج بعد أن ألقت ثيابها بالداخل بفوضوية وغادرت , خرجت لتجد نفسها محط نظر العاملين بالمكان لكنها كانت تتجاهل كل ذلك وغادرت المطعم . 
تباً ! بعد أن ظننت أني أستقريت أخيراً وأستطيع العيش بسلام .. يبدو أن كل شيء سيعود لما كان .
ذلك المدير البخيل اللعين .. لن أغفر له أبداً , كيف يجعلني محط سخرية للجميع ويطردني بسبب ذلك الزبون المنحط المنحرف , لم ينتهي الأمر بعد , حتماً سأري ذلك العجوز أنني أنا روجينا التي لا تذلُّ أبداً وسأجعله يعضُّ أصابعه ندماً على ما فعله , سيرى اياماً سوداء .
غادرتُ وأنا أضرب قدميّ بالأرض بعنف وأمشي بخطوات تميل للسرعة في غضب وأستياء شديدين .. كنت أشتُم ذلك المدير بداخلي بأنواع ومختلف الشتائم .. قطعت الرصيف نحو الشارع وأطبقت عيني بقوة , سحقاً .
فجأة!!
قفز قلبي من محله للحظة عند سماعي صوت بوق سيارة كاد يخطف سمعي من علوه ففتحت عيني بسرعة وأنا أوجه بصري ناحية الصوت فصعقت وأنا أرى سيارة سوداء كبيرة تتوجه نحوي مباشرة بسرعة خرافية , خانتني قدماي تماماً وأبت الحركة من هول الصدمة وأنا أوسع عيني لمصارعها ..

الفصل الثاني بقلمي

نقلتُ بنظراتي بين السيارة و السائق ... کنت أُحاول تجميع شتات أفکاري و التحرک من مکاني لکن عبثا کنتُ أُحاول ...
أغمضت عيني بعد أن إستسلمتُ للواقع و لا أذکر ما حدث بعد ذلک !!!
فتحت عيني و قد إستعدتُ وعيي بالکامل ، جُلت بنظراتي أستکشف المکان ، غرفه متوسطة الحجم و سرير کبير و خزائن مُزخرفه و سجادة کبيره و مزهوة بالألوان ، مفروشة بجانب السرير لمحتُ شخص يقف بجانب النافذه مُمسکا طرف الستارة العربيه الطويله وينظر إلي الخارج بإهتمام ...
رفعت بجسمي العلوي و بدئت أمسح شعري بتسأل ؛ ماذا حدث ؟؟؟؟
*****
بدأت تحکُ على رأسها بکلتا يديها و بغضبٍ من عدم مقدرتها على تذکر أي شيء !!!
لكن عبثاً كانت تحاول ...
رفعت نظرها تحملق بذلك الواقف بجانب النافذه ...
أرادت النزول من السرير و مغادرة المكان ولكنها تجمدت مكانها !!
لأن ذلک الواقف أمام النافذةِ إلتفت إليها فرفعت ببصرها نحوه بتسائل ، ثم بدء يخطو خطوات ثابته نحوها ، نظرت اليه بتمعن بدي لها في بداية الثلاثينيات و ربما في أواخر العشرينيات ....
إنتصب أمامها قائلاً بإستهتار :
" أيتها المزعجه کدتي تسببي لي مشکلة أنا في غناً عنها !!! "
أدرکت روجينا لحظتها إنها کادت تتعرض لحادث ... ثم تذکرت ملامح السائق ،نهضت من مکانها بسرعه و وقفت على السرير قائلةً بغضبٍ وغباء :
" أيها الأحمق کدت تقتلني !!! "
ضمت نفسها بکلتا يديها و هي تقول بهدوء بعد کل ذلک الإنفعال :
" أنا لا أفهم لما قد يقود شخص لا يجيد القياده " - تنهت بملل لتکمل - " سائقو آخر زمن !! "
کان يقف مکانه ينظر بغباء على تصرفاتها الغبيه ، رفع حاجبه وتنهد بملل ليکمل و هو يقذف بثيابٍ نحوها :
"" أنتي تدينين لي بثمن فاتورة المشفي !!! ""
بدأت تنقل بصرها بين الثياب التي إلتقطتها و بين ملامح الشاب اللامُباليه حتي أدرکت قصده فقالت بغضب وهي تقذف بالثيابِ في وجهه :
" کدت تقتُلني يا هذا و بدل أن تعتذر مني و ترجوني کي لا أشتکي عليک لدي الشرطه تبتزني وتطالب بثمن الفاتوره !!! "
أجابها بعد أن أبعد الثياب من على وجهه ونظرةٌ بلهاء على محياه :
" أنا تعبت لجني تلک الأموال و يحق لي أن أطالب بها ، لمعلوماتک دفعت مثيل أجر خادمتي لثلاثة أشهر !!! "
انفعلت من اجابته المستفزه و قالت بلا تفکير :
" ولما لم تطالبني بثمن الفاتوره بدل ذالک العرض المغري ؟؟؟ "
مد يده و بدأت تنقل بنظراتها بين يده و نظراته البلهاء حتي تذکرت أمراً مهم ، بل أمراً مهماً للغايه !!! - لقد طُردت من العمل- شعرت بالإحراج الشديد لهذا الموقف و أنزلت رأسها و قالت بإحراج :
" لقد ... أقصد ... ليس الآن ... ربما لاحقا ... لكنني حقا ... "
قاطعها قائلاً بإستخفاف :
" مفلسه !!! "

روجينا|Rogina حيث تعيش القصص. اكتشف الآن