بقلم الكاتبة آميوليت
وفي وسط خوض نقاشنا اتى ذلك الحارس البليد من حيث لا نحتسب وقال بنبرته الباردة
" ايتها الخادمة روجينا الرئيس يريدك فورا "
ايتها الخادمة!!وكأنني حقا كمثل الخدم العاديين ، انا اشحذ السيوف القديمة ، هل سمعتم بخادم يمارس هكذا عمل؟!
ولكن وجدت نفسي اترك ماتيوس بعد ان استأذنت ذهابي منه واذهب بكل رضاء مع ذلك الحارس لمقابلة هيكتور ، يمكننا ان نقول تغير شعوري اتجاهه بت اشفق عليه واشعر بالاسى ، بت اريد التحدث معه شخصيا......لما بدأت تنتابني هكذا مشاعر؟
هاقد وصلنا الى مكتبه ، فتح الباب ودخلت وبقى ذلك الحارس بدوره خارج المكتب واغلق الباب
كان هيكتور بكرسيه الفخم ملتفت فيه الى الجهة الخلفية فلم اكن ارى سوى ظهر الكرسي الذي يجلس عليه هيكتور والذي يغطيه بالكامل بسبب حجمه الكبير الملوكي الطراز
انبعث صوت بنبرة هادئة وجادة من امام ذلك الكرسي قائلا
" مع من كنتي تتحدثين ، الم تقولي انكي ستخرجي فقط لاستنشاق الهواء ، ارى انكي عقدتي جلسات حوارية وتعارف هناك
اجبته بثقة وعدم خوف او تردد وبكل هدوء ايضا
" اظن انك تعرفه فقد رأيتنا من الكاميرات ، انا اسفة ياسيدي هو تحدث معي بالبداية وباشر النقاش وانا اجبته بالمقابل ليس الا ، ارجوك سامحني ان كنت اخطأت "
التفت بكرسيه ليصبح امامي وفي اصبعه سيجارة كبيرة بعض الشيء نعم تلك التي يدخنوها الاثرياء ، ابتسم مستهزئا بكلامي وقال
" اسفة ، سامحني؟..اين ذهب انطباعك الحاد في الرد علي ، اين ذهبت جرئتكي وحقدكي علي ؟...هل حكى كل شيء بهذه السرعة من اول ان يتعرف عليكِ ، ياله من احمق كبير يظن انه يستطيع ان يجعلكِ تؤثرين علي ، وأنتي بكل حماقة جاريتيه بخطته البشعة.. إذهبوا إلى الجحيم كلاكما أنا لن .... "
هنا قاطعته بغضب ، نعم لقد غضبت ، لما هو حاد الطباع الى هذه الدرجة ، حسنا لديه ماضي اليم عانى كثيرا ولكن الحياة مستمرة ولا بد من النسيان ...لا يوجد احد منا في هذه الدنيا لم يعاني
قاطعته هنا انا قائلة
"انه اخوك....كيف لك ان تكون حاقدا هكذا....لا بأس ان تكره الفقراء ولكن ماذنب اخيك انت كل ماتبقى له وهو كل ماتبقى لك....عليك ان تتعلق به لا ان تبعده عنك...
هنا هو يسمع كلامها ويتحمل ويتحمل ويعصر بيده الى ان وقف وضرب الطاولة بقوة وصرخ قائلا
" يكفييييييي.......ايتها الفقيرة المزعجة اياكِ وان تدخلي بحياتي الخاص.....لا شيء من هذا من شأنك افهمتي....ان عدتي وكررتي اقوالك البلهاء هذه والتي عبئها ذلك المدعو ماتيوس بعقلك المتحجر سوف اجعلكِ تندمين طوال حياتك "
لقد ابعدني عن حياتهم تماما ....هو محق انا ليس لي دخل بحياته الخاصة....ولكن كلام ماتيوس غير كياني جعلني افكر في تصليح هذه الامور....وهذا هيكتور هو لايعطي للشخص فرصة كي يدخل الى قلبه......الحقد اعماه بالكامل
لم استطع قول جواب بت اسمع صراخه وكلامه الحاد علي وانا أخفض رأسي للاسفل ولا اقول حرف ، لقد تعقدت الامور كليا الان واختلطت المشاعر
هيكتور هل اساعدك ، ام اتركك بهذه الحال؟
بعد ان انهى خطبة الشتم والصراخ علي وانا للصراحة لم اسمع نصفها فقد كانت افكاري تتوارى حول ماذا سأفعل حيال امر هذان الاخوان؟
طلب مني العودة للقبو ولن يسمح لي بالخروج مجددا ، انا لم اتذمر ولم اطالب بشيء لنفسي وقتها ، سكت وتقبلت الامر وذهبت بصمت لان مايشغلني بات هو كيف سأتعامل مع هذا الامر.....ولكن هناك سؤال حيرني اطرحه لذاتي ولا احصل على جواب ، لما بات امرهم يهمني لهذه الدرجة وحازوا على كل فكري ، كما قلت لا يوجد احد في هذه الدنيا لم يعاني...ولكن لما عندما سمعت قصتهم اثرت بي لهذه الدرجة وبت اريد بجم حل الامور بينهم وإرجاع السعادة لهيكتور ...
لِمَ ؟
عدت للقبو وجلست وأنا مازلت شاردة الذهن والبال
في تلك الاثناء دخل ماتيوس على مكتب اخيه وكان جالس وفي قمة غضبه فقد صب منه شيئا بسيطا على روجينا قبل قليل
نظر نظرة حاده غاضبة على اخيه ثم وقف بغضب اكبر وقال
" انت لا تنفك من ان تتركني اعيش لوحدي ، ماذا تريد مني ياهذا ؟ أتظن بتحريضك للناس علي شاعرياٌ ستقوم بالسيطرة علي؟ هه لقد خسأت "
أجابه ماتيوس بهدوء ولكن الحزن يحرقه من الداخل
" اولا انا لست هذا ياهيكتور انا اخوك الكبير شئت ام ابيت ، وثانيا انا لا اقوم بالتحريض ....انت تنظر للامور دائما من منظور خاطئ مما جعلك تصل الى ما انت عليه الان "
اجابه هيكتور
" وما الذي عليه انا الان ها؟...انا اغنى رجل بالبلاد املك ماتحلم ان تمتلكه انت.. "
قال له ماتيوس وهو يشفق عليه
" ايها الاحمق هيكتور...انا لا اعني النقود بل اعنيك بالذات....انظر الى حالك ...تعيش وكأنك عدو المجتمع وتكره الجميع واكيد هم يبادلوك ذلك الكره وينظرون لك كمجرم رغم انك لست بمجرم "
اجابه هيكتور بنبره الغضب المستمرة تلك
" اتقصد رعاع الناس اؤلئك الفقراء اشباه تلك البائسة روجينا...انا لاتهمني نظراتهم عني فأنا احترم فقط من هم مثل طبقتي ...اما اؤلئك الفاشلون فأنا لا اعتبرهم بشر بالأصل "
ثم ابتعد عن مكتبه وصار يتمشى مقتربا نحو ماتيوس وهو يكمل قائلا
"اسمع ماتيوس اعلم ماهي خططك التي تعيد وتكررها حين تاتي لهنا بين الحين والاخر
تريد الاستيلاء على مشاعري لتسيطر علي ، انا كنت اسمح لك ان تدخل فقط لارى اين تريد ان تصل بأفعالك هذه ، ولكن اليوم تبين لي كل شيء بعد ان تكلمت مع تلك المدعوة روجينا لتجعلها تحرك مشاعري
انت تريد ان تستولي على املاكي ، ربما تريد ان تستغلني لتكون شريك معي او ربما تطمع بكل ثروتي ، هذا جائز لانك سابقا تركت اهلك في اصعب وقت لاجل المال ... "
رفع رأسه هيكتور ونظر بعيون ماتيوس وقال بخبث
" الست محقا يا....اخي "
كان ماتيوس مصدوما وهو يستمع له فلم يكن يعلم بأنه سيصل به الحقد لكل تلك الافكار البشعة عنه ، هو كل مايريده ان يتقرب من اخيه الصغير....ولكن فجأة دب الغضب بعروقه وانزل رأسه وعصر يده بقوة فقد غضب من هيكتور بهذه اللحضة بحق
ثم بلحضة خاطفة امسكه من قميصه ولكمه بقوة حتى رجع للخلف هاويا واصطدم بالمكتب ووقعت الاغراض التي عيه وتبعثرت الاوراق
دخل فجأة ذلك الحارس قائلا
" سيدي هل انت بخير ؟ "
رغم خوره على الارض رفع يده للحارس لينبئه انه لايحتاج مساعدة وان لا يتدخل ، فهم الحارس عليه وخرج واغلق الباب
كان ماتيوس واقف ينظر له وهو ويحاول الوقوف من اثر الضربة التي جعلته ينزف من فمه ، قال له وقد حقد عليه هذه المرة
" لا اريد ان اكرهك هيكتور ....انت اخي رغم كل شيء ، ولكن بعد كلامك هذا من الافضل ان اختفي عن حياتك تماما ولا تراني مجددا لكي لاتسمعني كلام اخر كهذا..لانني لو سمعتكلام مجددا كهذا قد....اكرهك "
ثم التفت ماتيوس ذاهبا وخرج دون اي تردد ليرحل وان لايعود مجددا
بتباطئ وتثاقل جلس هيكتور على كرسي مكتبه وصار يمسح الدم من على شفته ، ثم توقف لحضة وانزل رأسه وقال بصوت شجين حزنه يقطع القلب
" نعم...ارحل...ولا تعود "
أنت تقرأ
روجينا|Rogina
Romanceفتاة شابة تحارب صعوبة الفقر والحياة القاسية، في احد الأيام تتورط بدين لرجلٍ صعب مغرور ومتكبر يمقت الفقراء... فهل ستنجح في التحرر مِنه؟