الفصل20 -جديد-

483 17 21
                                    

بقلمي

-أهي تبكي لأجلي؟!

هذا ما فكر هيكتور به وهو يحدق باللآلئ براقة تتشكل في بحرها.... هل توقف الزمن أم الإحساس به؟ ببطء هبطت دموعه على خديها المحمرين، تحديدًا الأيسر لكتمانها الغُصة في حلقها تلك التي تبذل جهدًا لإخفائها.... ولأن الإحراج زاحم شعورها بالشفقة رطبت شفتيها تتنفس بصعوبة... بدت مميزة لزمرديتيه ليمد إبهام يسراه ماسحًا دموعها عن خدها بهدوء وهو يقترب نحو مقعدها قباله...

لحظ لأول مرة ذلك النمش الخفيف على وجنتيها وعظمة أنفها اللطيف المساير لملامحها بجاذبية خاصة... ود لو يدسّ نعومته بين أصابعه.... حرك ابهامه ليمرره على باقية تقاسيم وجهها وخاصة شفتيها الكرزيتين حين انتشلته صوت الكابتن من لحظة تأمله تلك وأدرك الموقف قبل التهور...

"مساء الخير سيد هيكتور... معك الكابتن أنتواني ليس جوفن رحلة نيويوك-باريس... أتمنى لك ولمرافقتك رحلة هادئة. أرجو اتباع إرشادات السلامة، سنقلع خلال دقيقة..."

ارتبكت لتنزل يدها المتمسكة بكم سترى الأرماني السوداء خاصة حين وعت على تمسكها به... لتشيح وجهها تجاه النافذة تحدق بالمدرج مُحرجة... ارتبك الآخر للموقف الغبي الذي وضع نفسه به متراجعًا ليندس في مقعده.... ليفكرا بنفس الأمر

-ياللغباء.. ما الذي كدت أفعله!

للحظة تذكرت وضعها وفاضت مشاعرها... هي بالنسبة له خادمة بائسة تدين له بفاتورة غبية لجناح مشفى لم تطلب المعالجة والاستقرار به.... بائسة، منحوسة تحاول تغيير وضعها الاجتماعي... سبق واختارت البقاء للعمل في خدمته، حتى قبل أن تدرك نوعية العمل... مع أنه فاجئها بعمل شحذ السيوف في ذلك القبو البارد....

هيّ سمحت لنفسها أن تشفق عليه مع أنها من تستحق الشفقة! أكيد لا تريد شفقته.... لكن أن تتحرك مشاعره نحوها ولو شفقة ستشفي قليلها لكل تلك الإهانات والكلام الجارح عن وضعها، نحسها ويٌتمها.... هيًّ تريد أن تصدق أنه ليس بذلك القاسي لكن شبح كلماته في أول لقاء يمنعها عن ذلك...

"دعيني اخبركِ أمرا وضعيه في عقلك عديم الجدوى... أنا مليونير معروف لو أرفع عليكِ قضية سأزجك في السجن لأنكِ بلهاء... وببلاهتك كنتِ تقفين بنصف الشارع غافلة عما حولكِ... وأنا أمشي بالشارع كأي انسان يحترم القانون... أنتِ وقوفك خاطئ والقانون لا يحمي المغفلين"

وحين سألته ماذا يريد ليدعها بسلام....

" بسلام؟ اعتبرِي نفسكِ أنحس فتاة في هذا العالم لأن القدر رماكِ في طريقي... أنا أعشق النقود عشقًا جمًا، ولا أصرف قرش على من هم أقرب الناس لي، فكيف الآن وصرفت نقود على أكره الناس لي... أولئك الفاشلون المتسمون -الفقراء-

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 13, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

روجينا|Rogina حيث تعيش القصص. اكتشف الآن