الفصل 14

232 12 2
                                    

بقلم الكاتبة : ألكساندرا

روجينا

عبرنا تلك البوابة بعد ركننا للسيارة بأحد الأماكن الشاغرة لأذهل مما تراه عيناي لدرجةٍ منعت مقلتي من الرَّمشِ حتى، بحالى ومكانتى يستحيل على فتاة فقيرة ومشردة مثلى دخول مجمَّعٍ فخمٍ كهذا ... لو لم اكن بصحبة رالف بمظهره الراقى مبديا الثراء لرميت خارجا..
كنت أسير بجوار رالف وعيناى تطوفان بكل الجهات...

مرَّةً على الناس و أعدادها التى لا تُحصى ومرَّةً على المَعْروضَاتِ الفاخِرَة
ملابسَ بأشكال ٍ وألوان ٍ مختلفة ...
احذية و أثاث راقي المنظر..

توقفت لثوانٍ أمام ركن الملابس أتمعن تلك الأثواب الجذابة قبل نداء رالف علي لأتبعه بعجلة و أنا في حسرتي الصامتة لعدم اقتنائى أحد تلك الأثواب و لربما انطبع شىء بداخلى مصمما اقتناء أحدها بعد سداد دينى...

انتبهت لكلام رالف الهادئ عند وصولنا لقسم بضائع الاستهلاك وهو يحرك أحد تلك العربات الحديديه: لا تبتعدى عني، ليس لدي وقت للبحث عنك.

ضحكت بسرى لكلماته فصدقاً لو توارى عن ناظرى سأكون مثل من فقد مرشده ببلد أجنبى ، لحقته ببطىء و أنا مندهشة من تأقلمه مع المكان و تجاهله للناس و كأنه لا أحد حوله ...
يلتقط ما يريد ليضعه بهدوء بعربته ثم يكمل باحثاً عن بقية متطلباته...

ابتسمت لا شعوريا لرؤيتى طفلة أنيقة المظهر لطيفة الملامح تحمل علبة من النوتيلا وتضعها بعربة مشتريات والداتها خلسة أثناء انشغالها بجمع متطلباتهم ، دُهِشَت عندما رأت أنِّى شاهدت فعلتها فرفعت سبابتها بسرعة ووضعتها على فمها تُهَسْهِس بهمس لألَّا أفضح أمرها فأومأتُ لها برأسى و أنا أكتم قهقهةً تطالبُني بالخروج ، فانطلقت متحمسة لأحد الرفوف متظاهرةً بمساعدةِ والدتها...

ألهَمَنِي حماسها أن أساعد رالف عِوَضَ تبلُّدِي الحالي ،لاحظت أنِّي أقف على مقربةٍ من رفِّ التوابل فتقدمت له بتردد ، و بدأت أقرأ أنواعها ، رغم موقفي مع ما مررت بذلك المطعم إلا َّّ أنِّي لا أنكر فضل أيامه.

لقد تعلمت الكثير به وهذا لصالحي ، التقطت عدَّةَ زجاجاتٍ أعلم يقيناً أنَّني لن أستغني عنها بمطبخي ، ثم سرت بها للعربةِ قرب رالف، انحنيت و وضعتها ببطئ فجذب ذلك إنتباه رالف و نظراته التي لم تكن طبيعية أبدا ًً... !!

بدى الانزعاج جلياًّ عليه ، ابتسمت له بخفَّةٍ مفسِّرَة : هذه بعض اللَّمساتِ التي لن أستغني عنها أثناء طبخي..

تناول ما وضعته يستكشف ماهيته ثم وضعه عندما اطمئن لمحتواها، بل هذا ما اعتقدته ولكن كلماته وضحت موقفه من زاويةٍ لم اتصوَّرها حيث قال بنفس هدوءه : لدي قائمة بما نحتاج ، لا أريد اقتناء غرضين من نفس النوع.
ابتسمت له : لأساعدك.

روجينا|Rogina حيث تعيش القصص. اكتشف الآن