ما بعد الصدمه

43.3K 100 35
                                    

21
الموسم الثانى
الجزء الاول
ما بعد الصدمه

رغم عودة نادين إلى القاهرة ومرور بعض الأيام، إلا أنها كانت لا تزال في حالة صدمة، ولا زالت تحفظ الخطاب عن ظهر قلب:

    "تتمنى منظمة الرغبة السوداء أن تكوني قد استمتعتِ معنا خلال هذين الأسبوعين. يجب أن تعلمي أن منظمتنا في الأساس تهدف إلى الربح. من أجل ذلك، يجب أن تعرفي أن القصر بالكامل كان مغطى بالكاميرات، وأن حياتكِ بالكامل خلال أسبوعين هي مسجلة في كل لحظة. لذلك نحن نضع أمامك خيارين:

    الخيار الأول هو أنكِ ستقومين بدفع مبلغ شهري للمنظمة قيمته 5000 دولار وستأتين مرة كل عام لقضاء أسبوعين لممارسة ميولكِ.
الخيار الثاني هو أن تبلّغينا برفضكِ ذلك، وسنقوم ببيع هذه التسجيلات للمواقع والاستفادة منها مادياً.
سننتظر ردكِ خلال أسبوع."

لم تكن مشكلة نادين هي المبلغ المالي المطلوب منها شهرياً، رغم أنه مبلغ كبير، غير أنها قادرة على دفعه. ولم تكن المشكلة أنها تذهب لقضاء أسبوعين كل عام، فهي تعلم أنها تتمنى أن تكرر تلك الرحلة من جديد. وبرغم ما بها من آلام وبرغم حبها لآدم الذي لم يشعر وحتى إن شعر لم يهتم به على الإطلاق، إلا أن تلك الرحلة أصبحت محفورة بداخلها. كلما تذكرت شعورها أحست بالرغبة، ذلك الخضوع الذي لم تشعر به من قبل، تلك الإهانة رغم قسوتها، ولكنها لا تعرف لماذا تشعرها بالرغبة. حتى شعورها الجنسي كلما تذكرت الأحداث أصبح كالوحش الهائج بداخلها. ما شعرت به هناك لم يكن مجرد خضوع، بل كانت سليف، سليف حقيقية، كأنه نظام فعلي للعبودية. لم تكن سليف لسيد، بل كانت سليف للمكان نفسه، للمنظمة نفسها.

لم يكن ذلك هو الشعور الذي تنتظره. فهي طوال عمرها كانت تبحث عن سيد حقيقي تخضع له. رغم ذلك، فإن شعورها خلال الأسبوعين التي قضتهما في تلك المنظمة كان شعوراً مختلفاً. لم يكن انتماءً لسيد بعينه، ولكن أصبح شعورها بانتمائها لميولها. وجدت أن ما تم زرعه بداخلها خلال تلك المدة هو الانتماء لميولها فقط. وجدت أنها أحبت كونها سليف. سليف بمعنى الكلمة، وليس كانتماء لسيد وخضوع له فقط. هي تعرف أنه شعور غريب، فكل خاضعة تبحث عن سيد. في حقيقة الأمر، لا تتمنى أي خاضعة أن تعيش نظام عبودية حقيقي، تصبح منتهكة تماماً، تفقد حتى أبسط أنواع حقوقها كسليف وهو اسمها. ولكن هي أحبت ذلك، شعرت باللذة والنشوة والرغبة. بالتأكيد هو شعور غريب، وقد يراه البعض شعوراً شاذاً. ولكن السادية نفسها خروج عن المألوف، ويراه البعض ضرباً من الخيال. ولو شرحت تلك الميول لشخص لا يمتلكها، لأتهمك بالشذوذ.

كان الخطاب كالقيد الحديدي الذي يلف عقلها، يذكرها بأنها ليست سوى بيدق في لعبة أكبر منها. كأنما الكاميرات التي غطت القصر كانت أعيناً تراقب روحها، تحفظ كل حركة وكل همسة، لتصبح أوراقاً في يد المنظمة تستخدمها كيفما تشاء. لم تكن الأيام تمضي عليها بسلام، بل كانت كأنها تعيش في كابوس مستمر، يحاصرها من كل جانب. شعورها بالخضوع كان كالنار التي تلتهم كل ما بداخلها، يتركها مكشوفة بلا حماية، تشعر بالضعف وفي نفس الوقت باللذة.

21 الموسم الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن