"ربما أموت قريبا"ً(1)

1.3K 37 17
                                    

"تحركوا خطوة واحدة..."
هتف بها ذاك الملثم الاسود مصوبا مسدسه على ذاك القابع امامه كالصنم من الفاجعة التي المت به....سكت ثوانٍ ليكمل بنبرة مهددة "واعتبروا عائلاتكم في عداد الموتى...!!!"
__________________________________

كشف الستار عن نافذة غرفته الصغيرة لتنبثق منها اشعة الشمس التي انارت وجهه وكردة فعل طبيعية لامست ظهر كفه الصغيرة زمرديتاه تحميها من سطوعها العالي......وبعد ان اعتادتا ذالك فتح النافذة على وسعها مخرجا رأسه بغية استنشاق نسائم الهواء العليلة التي جعلت خصلات شعره والتي بلون حبات القهوة تتمايل بخفة....ملأ رئتيه بالهواء ثم زفره براحة...

"سأنزل للاسفل...اوه سأغير ملابس النوم اولا"
تمتم بها ليهم في أداء روتينه اليومي بحماس...

رتب غرفته المكونة من سرير صغير وبجانبه مكتبة صغيرة بالية بعض الشيئ حيث اعلى المكتبة استقرت تلك النافذة المطلة على بساتين صغيرة تسر الناظرين لها من جمالها الرباني المبهر....بدل ملابس النوم بأخرى مكونة من سروال قصير اعلى ركبتيه بقليل.. بلونٍ ازرق مع قميص بني بأكمام قصيرة يحاكي لون خصلاته القهوية المبعثرة بعشوائية....

القى نظرة على المرآة التي قبعت فوق سريره حيث يتضح انشقاقها الطولي الذي قسم وجهه لنصفين...ابتسم بطفولية ليترجل من سريره....ركد لباب غرفته الذي لا يحتوي على مقبض لانه مكسور بالطبع....خرج منها لتقابله غرفة تبدو لمن يقطن معه في هذا الكوخ الخشبي المتهالك....وبين الغرفتين يقبع حمام صغير....

سار خطوة اثنان ثلاثة في ذاك الممر الضيق بين الغرف الذي لم يتعدى طوله المتر تقريبا...وفي نهايته انطلق قفزا من اعلى الدرجات الخشبية التي اصدرت صوتا مزعجا مع كل قفزة حتى وصل نهايتها....لتقابله تلك الصالة الخشبية الصغيرة والتي لم تتكون سوى من مدفئة صغيرة امامها طاولة من الخشب مع كرسيين مقابلان لبعضهما.....وكذالك المطبخ كان منها حيث احتوت على صنبور مياه وطاولة صغيرة معلقة لاعداد الطعام عليها محاذين لباب الكوخ الذي قابله تماما نهاية الدرجات....

التقطت سمائيتيه ظهر من يعتبره اسرته الوحيدة....لينطلق بخفة محاوطا بذراعية الضئيلة ذاك الجسد الشامخ... هاتفا بمرح...
"صباح الخير أبي.."

التفت المعني لتلك التحية البشوشة تاركا ما كان بيده لاعداد وجبة الافطار....انخفض لمستوى صغيره واضعا جبهته على خاصته..وقد التقت زرقاويتهما التي شابهت زرقة السماء الصافية بجمالها وكذالك بياض بشرتهما الناصع...

"صباح الخير...صغيري اللطيف"
همس بها بابتسامة ارغمت بعض التجاعيد الصغيرة بالظهور والتي لم تكن تدل على كبره وانما اجلت سنون ثقيلة انهكت جسده بمرها....

#ألم الفقدان....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن