#الراوية
جفل جواد حيث استفاق من شروده لتلك الذكرى على صوت طرقات الباب المتتالية
استقام يتنهد بثقل..ثم اتجه حيث الباب يفتحه وهو يقول
"تفضلوا يا رفاق.."تموضع الأربعة حول الطاولة الخشبية تلفهم هالة من الكآبة واليأس..والصمت حليفهم بجدارة
بعد هنية استقام جواد هامساً
"سآتي بالشاي.."همهموا موافقين بخفة..لا طاقة لاحد منهم على فتح الموضوع..تذكره وحسب ستشعل فتيل غضبهمأقصاه..
لكن لا مهرب..وجب إيجاد الحل..ما حدث اليوم وتذكره لن يفيدهم في ملأ بطون عائلاتهم في شيء
وضع لكلٍّ قدح من الشاي الساخن أمامه..ثم جلس مكانه..ارتشف القليل من خاصته ليقول
"ماذا الآن؟!..هل نظل على حالنا ونتحسر على ما فات؟.."حدق رائد بخضروايتيه في انعكاس صورته على قدح الشاي خاصته..ثم ابتسم بارهاق يقول
"لا..أنا سأفعل أي شيء كي أعوض ما سلب منا..سأعمل خارج القرية وأجمع المال الوفير..من أجل أسرتي الصغيرة أي وظيفة سأقبل بها..حتى لو عنى ذلك أن أجوب الشوارع أنظفها.."أنكس الجميع رؤوسهم بحزن على صديقهم رائد..يعلمون جيداً كونه المتضرر الاكبر في هذه المحنة..بالاضافة على اعالة اسرته..هدفه جمع المال بغية اجراء العملية للصغير يزن..
بعد هنية أطرق عزام مردفاً بسخرية
"وهل نتقاسم هذه الأموال يا رفاق؟!.."قهقه جواد بخفة..ثم التقف الكيس يعد ما بداخله من مالٍ وهو في نيته توزيعها مهما كان مقدارها
ألقى نظرة على الجميع ثم قال متنهداً
"تسع قطع نقدية لا غير.."أردف هنا مازن لاول مرة وببساطة
"لكل منا قطعة نقدية..هذا جيد.."عقد جواد حاجبية باستياء مردفاً
"لكن هناك قيس وأخويه..هل نسيت!؟.."أجاب مازن باقتضاب
"لا يهمني..أعطني حصتي وان كنت مهتم بأمره وأخويه قطعتك النقدية اعطه.."اغتاظ جواد من مازن كثيراً..ليصر على اسنانه مردفاً
"ولماذا أنا من علي وهب حصتي له!!!؟.."جواد في نيته من الاساس وهب حصته لقيس فهو يدخر بعض المال للازمات..وقطعة واحدة لامر سخيف تقاسمه..لكنه استاء بعد أن استشف من كلمات مازن سخرية لاذعة..هو يعلم السبب حقا..!!
أنت تقرأ
#ألم الفقدان....
Ficción General-طفل في الثامنة من عمره يعيش حياة هادئة طبيعية مع ذاك الذي يعتبره اسرته الوحيدة وملجؤه الآمن........ -الا ان ايامه الوردية لم تدم طويلا لتنقلب رأسا على عقب..... "رواية ألم الفقدان"ستروي لكم الاحداث المؤلمة التي سيعشها ذاك البرعم بعد فقدان...