"كتاب تحقيق الاحلام".."بداية ماضي فارس"(3)

267 19 45
                                    

جالسا على الكرسي الخشبي وقدماه تتأرجح للاعلى والاسفل دلالة على ملله وانتظاره الذي طال..

"لقد تأخر حقا....ماالذي يقوم بفعله يا ترى؟"
..تمتم يزن بضجر..

ترجل من على الكرسي ليخطو بهدوء قاصدا الطابق العلوي حيث غرفة قصي...عله يعلم السبب في تأخره..

دفع الباب ببطئ حتى اتضحت له رؤية ما بالداخل..

فهاله ما رأى

غرفة لن تعلم نهايتها من بدايتها بسبب الفوضى التي المت بها وكأن قنبلة انفجرت في داخلها....خزانة فارغة لان محتوياتها استقرت ارض الغرفة..لا شيئ في مكانه المعتاد..كلٌّ مقلوب رأسا على عقب...

جال بنظره انحاء الغرفة بعد ان دلف داخلها وتخطى اندهاشه،باحثا عن صاحبها...

لا أثر له تمتم في نفسه....ليفزع بعدها قابضا بيده جهة قلبه وقد تسارعت نبضاته...اثر ظهور قصي من تحت السرير المفاجئ وقد اخذ بالصراخ ببهجة وهو يقفز مكانه متشبثا بكلا ذراعيه ويبدو انه قد حصل على مراده..

"افزعتني ايها الاحمق...كاد قلبي يتوقف"
صاح يزن به على غير العادة والظاهر انه قد فزع بالفعل...

تقدم بقلق بعد ان هدأت نوبة الفرح الذي اجتاحته ناحيته..

دنى برأسه ملصقا اذنه جهة قلب يزن...بقي ثوان على هذه الحال والاخر لم ينبس بحركة مستغربا فعل قصي...

تنهد براحة...ثم اردف بهدوء بعد ان استقام بوقفته "الحمد لله..قلبك ينبض يزن...لم يتوقف.."..

هربت ضحكة من بين شفتي يزن..وهو يراقب فعله قاءلا
"شكرا قصي على قلقك..لا زال ينبض..الا ان الانفعال يضر..".....

صمت بعد لفت انتباهه ما استقر بين يدي قصي ..فأردف مستفهما
"ما الذي بين يديك قصي"..

اما قصي جلس القرفصاء بعد استفهامه فاردا ما بين يديه على ارضية الغرفة...

كانت عبارة عن بعض دفاتر التلوين وقصصا مصورة بالاضافة لاقلام التلوين...

"انظر يزن..اليست رائعة!؟..اه بحثت عنها طويلا حتى وجدتها.."..
قال قصي بحماس طفولي..

"جمييلة جدا...لكن لم تبدو جديدة وغير مستعملة.."
اردف يزن باندهاش..بعد ان جلس على ركبتيه مقابلا لقصي...

"جديدة بالطبع لاني لم استعملها..تعرف يزن لا احب مثل هذه الاشياء...لا ادري لم يشتريها لي ابي وانا لا افضلها.."...
قال قصي بعد ان استقام بوقفته جامعا اغراضه بين يديه،ليقف يزن كذالك بدوره...

#ألم الفقدان....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن