"نحن آسفان"(2)

290 30 13
                                    

أومأ يزن ايجابا بهدوء بارد فحقا قد جفت دموعه.....اردف بقلق
"حسنا...سأخبرك....في ليلة امس بعدما افترقنا عن بعض كلٌّ الى منزله....

#ذكرى

*بعدما لوح بيده مودعا صديقه قصي....دلف الى الداخل بهدوء وهو يتصبب عرقا باديا عليه علامات الارهاق....

"بني حبيبي ما بك!؟ّ....يا الهي تبدو مرهقا"
اردفت دانا بقلق بعدما انخفضت لمستوى صغيرها تتفحص كل انش من جسده بتوتر....

"أمي...انا بخير لا تقلقي...."
همس يزن بصوت رقيق مرهق محاولا اخفاء تعبه عن عائلته....

"يزن!!!!!......اخبرني حالاً هل لعبت مع الاطفال اليوم"
...صرخ «رائد»بحنق على ابنه الصغير ومستفهما بذات الوقت...بعدما ازاح زوجته القلقة جانبا ولا تزال قابضة بيدها مكان صدرها بهلع...

"أنا أنا....نعم....تس س لقت الشجرة وحسب.."...
مطأطأ الرأس بصوت منخفض بالكاد يسمع.. اجاب يزن بتلعثم...

"أيها الاحمق... كم مرة علينا تحذيرك من عدم اللعب مطلقا..."
ضاما قبضتيه بنفاذ صبر ...صاح بوجه صغيره الذي أخذ جسده بالارتجاف بملامح مخفية تحت خصلاته الفحمية....

" أنا لم أخطأ...لم أخطأ ابدا....أين الخطأ في اللعب والمرح...فقط فقط ما فعلته هو تسلق الشجرة...لقد سخروا مني الاولاد بكوني ضعيف...وتحدونني بتسلقها ففعلت...اردت ان اريهم اني قوي ولست ضعيفا....اكرهكما انتما الاثنان....ابي وامي لا احبكما"
....صاح بإنفعال شديد بدموع ابت التوقف...صاح بوالديه المدهوشان من صغيرهما....فأي كلام يتفوه به...هل يكرههما لهذه الدرجة....هما لم يقصدا جرحه ابدا فقط يودان حمايته من المرض الذي سيسلبه من بين ايديهما الى الابد.....

يده على قلبه يعتصره...هو يتألم وبشدة...يشعر بالعجز والقهر مجتمعان....يناظرهم بعيون دامعة قوية....هو قرر منذ اللحظة مخالفتهما مهما كان....سيفعل ما يريد ولن يأبه لكلاهما....فقد داق صبره من كل هذا...لم يعد يحتمل...

"انت...انت..ايها المدلل سأربيك"....
همس رائد بحنق وخضروايتيه يتطاير منها الشرر...بعيون محمرة....ويده متشنجة في الهواء تكاد تهوي على الجسد المرتجف امامه من شهقاته العالية....تخلصت اخيرا من تشنجها لتتحرر شاقة طريقها الى.....

"توقف ارجوك....توقف....لا تضربه...ارجوووك"...
صاحت دانا بصوت باكي مترجي...متشبثة بكلا كفيها محاوطة ذراع زوجها التي تقاومها وبشده.....

هي حمت صغيرها من نسمة الهواء طول الوقت فكيف تسمح بأن يضرب....لا ولو على جثتها....

اما صغيرها فقد جثى على ركبتيه من الخوف....فهو ولاول مرة يرى والده بهذا الشكل وسيضربه كذالك...المشهد مريع بالنسبة له فوالده يهم لضربه ووالدته تمنعه بالقوة...فهو بدا له مصرا....فما كان على الصغير الا قبض يده مكان الالم بضيااع..

#ألم الفقدان....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن