#الراوية
في ذلك الكوخ الذي لا يبعد كثيراً عن كوخِ عائلة السيد جواد..
جلس ذاك الصغير ذو الثانية عشرة.. متربعاً على سريره مكتفاً ذراعيه إلى صدره..وملامح السوء والامتعاض نقشت على صفحة وجهه..وعسليتاه تحدق باستياء مراقباً شقيقه التوأم ماجد..
والذي احتل مكانه على كرسي أمامه طاولة خشبية صغيرة..وقد استقرت عليها بعض دفاتره التي يكتب بها فروضه..
حيث خصلاته البنية الفاتحة تناثرت على جبينه بعشوائية من انهماكه الشديد بما يفعله..
ارتخت ملامح أمجد الذي توسط سريره..يراقب شقيقه بشرود وتفكير..
بكم أن شقيقه التوأم محبٌّ للدراسة..وهو على عكسه تماماً لا يجد فيها ما هو مفيد بالنسبة لتفكير عقله الصغير..دوماً ما يؤنبه ماجد على تقصيره بالواجبات التي يفرضها عليهم شقيقهما الاكبر..وأن هذا منصب على مصلحتهما..وبكون شقيقهما يتعب ليوفر لهما الدفاتر والكتب وكل شيء يتعلق بالتعليم..واتهامه أنه لا يقدر أتعاب شقيقه الذي يهيئهما كي يلتحقا بمدرسة المدينة حين تكون الفرصة المناسبة..
هو مهما حاول لا ينجذب لتلك التفاهة كما يسميها..وسيقنع قيس بأن لا يتعب نفسه وأن يقوم بتوفير ماله لتوأمه ماجد وحسب..فهو يستحقه على كل حال..
بالرغم أنه لا يحب العلم..إلا أنه معجبٌ باجتهاد توأمه ماجد كثيراً..ويتمنى له أن يتخرج من أرقى الجامعات..ويغدو مهندساً معمارياً..كما أخبره ذات مرة..
اندفع إلى ذاكرته فجأة صوت قيس الذي يخبرهما أن يكونا مجتهدين كما فارس في تحصيله على العلم بارادته وعزيمته..
وهنا عادت ملامح الاستياء والغيظ مرسومة على تفاصيل وجهه حين ذكره للذي هو غاضب منذ البداية بسببه..
"تباً تباً له.."
صاح فجأة بنبرة غاضبة..مم أفزع الذي كان غارقاً بتفكيره.."تباً لك أنت أمجد..صدَّعت رأسي بترهاتك..منذ ولوجنا الكوخ وأنت تشتم بذاك الفارس..دعه وشأنه ولا تتدخل به ثانية.."
هتف ماجد باستياء ضارباً بقبضته الطاولة بعد ان سقط القلم من بين أنامله الصغيرة فزعاً..انخفض ليلتقط قلمه من على الأرض بعد أن فَرَّغَ غضبه بأمجد دون سماع رده حتى..
وقبل أن يعود مكانه انقبض قلبه ألماً..
أمسك مكان الألم بقبضته..وهو يتابع بعلسيتيه أمجد الذي ارتخى جفنيه حزناً..ليعلم سبب ألمه..
أنت تقرأ
#ألم الفقدان....
Ficción General-طفل في الثامنة من عمره يعيش حياة هادئة طبيعية مع ذاك الذي يعتبره اسرته الوحيدة وملجؤه الآمن........ -الا ان ايامه الوردية لم تدم طويلا لتنقلب رأسا على عقب..... "رواية ألم الفقدان"ستروي لكم الاحداث المؤلمة التي سيعشها ذاك البرعم بعد فقدان...