"متوفيان!!".."ماضي فارس"(4)

185 16 7
                                    

تنهد الاكبر..ليتابع"...
شهقت بألم واخفضت رأسي تحسرا..لأبدأ الركض بلا هوادة..أركض وأركض ودموعي تهرب من عيناي دونما توقف..وبعد مدة توقفت جاثيا على ركبتي معتصرا بقبضتي الصغيرة جهة قلبي الذي اجتاحه الم فظيع..

لاردف بين دموعي الغزيرة..
"أمي أبي احبكما..لذا عيشا حياتكما بسعادة..بعيدا عني..لن ترياني ثانية..آسف..آسف.."...

استقمت بوقفتي ماسحا دموعي بقسوة طالبا منها التوقف..نجحت بفعلتي الا ان «الم الفقدان»من الصعب محيه..

عضضت على شفتي حابسا الامي مغلفا اياها في قلبي..

التفت يمنة ويسرة متساءلا اين قادتني قدماي.. وماهذا المكان!؟..فلم ابصر سوى الظلام الحالك..

شارع ضيق مظلم..ومن الجهتين بيوت متراصة..وقد تفرع منه الكثير من الازقة الضيقة..

«لقد ضعت»..

خطت قدماي احد الازقة المظلمة..الممتلئ بالنفايات القذرة..

اتكأت على جداره ضاما بذراعاي ساقاي حيث دفنت رأسي حتى غمر تماما بينهما..

مكان موحش مظلم..حتى هدوءه الطاغي عليه مرعب..لا اسمع فيه سوى نبضات قلبي المتسارعة هلعا..كدت اجزم ان الساعة تخطت منتصف الليل وهذا يفسر هدوء المكان..

وفي هذه الاثناء لم يتوقف عقلي عن التفكير..حاولت تذكر ايامي الجميلة مع ابي وامي علي انسى وحدتي التي مزقتني..وانسى ما انا عليه الآن..الا ان هذا لم يجدي نفعا..ما ان تقفز الى مخيلتي ذكرياتي تترقرق عيناي بالدموع بدون سابق انذار...

لاهمس بين شهقاتي
"ابي امي هل تفتقداني؟..هل تبحثان عني؟..ام هل هل..."..

لم استطع ان اكمل لابدأ بالنحيب على حالي..واشتياقي لوالداي..عقلي لم يستوعب فراقي عن اغلى ما املك في هذه الحياة..ولم اشعر بنفسي من بعدها الا وانا اسحب للظلام بإنطباق جفناي المبتلان..

.
.
.

انتفضت من مكاني فزعا واضعا كفي جهة قلبي اعتصره والعرق يتصبب من جبيني على اثر الكابوس الذي زارني..

وياله من كابوس فظيع..

نفضت رأسي محاولا نسيانه..وما ان فعلت هذا أخذت التفت هلعا اتفحص المكان بعيناي المتسعتان..

لادرك اني على سرير خشبي بل بغرفة خشبية بالية..اخذت نفسا عميقا ثم زفرته مهدئاً نفسي..

لاتساءل
"اين انا..!؟"..

"انت في منزل جواد..!!"...
قالها ذاك الرجل الذي دلف للغرفة فور تساؤلي..محتضنا بين يديه كوبا من الحليب مع صحن يحتوي على قطعة خبز..

#ألم الفقدان....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن