"لنبدأ"
ومضت الايام بسرعة دونما توقف، ليمضي على الفاجعة التي ألمت بالقرية قرابة السنتين حيث اتممت ربيعي الثانية عشر ودخلت الثالثة..
ومن وقتها سارت الايام بهدوء تام بين الحزن والاشتياق..
ومع فقدان أبي لذاكرته في الواقع لم يتغير الكثير..فقد بقي الأب العطوف الحنون..إلا من ذكرياتنا السعيدة مع والدتي المتوفاة..انا لا تزال مطبوعة في ذاكرتي ولا يمكن لي محوها..لكن للاسف فمع أبي الامر مختلف ولكم يؤسفني هذا..
تابعنا حياتنا بطبيعية تامة..حيث أخذ العم رائد على عاتقه أن حكى لوالدي عن بعض ذكرياته التي ستساعده بمتابعة حياته كما السابق..حكى له انه مقيم في هذه القرية منذ زمن وكذالك عن كون قصي ابنه من زوجته رحمها الله وكذالك عني وكيف آثر الاعتناء بي وجعلي كأبنه وأعز..ولكن ما حيرني وقتها حين قام العم رائد بإجتماع طارئ لجميع من في القرية..ما عدا أبي طبعا..
حينها اردف بجدية تامة..
"إياكم ثم إياكم أن يذكر أحد منكم أي شيء عن ماضي جواد على مسامعه..يجب أن يكتفي بهذه المعلومات البسيطة عن زوجته وطفليه ومكوثه هنا وحسب..أنا أحذركم"..بعد صمت مهيب حلّ على هذا الاجتماع فور سماعهم لتحذير رائد واستشعارهم كم أن الأمر لا يبشر بالخير..حمحم العم حسام والد صديقي لؤي ملفتا اليه الانظار..فأردف بتوجس
"رائد يا صديقي!!..أتعرف..بكلماتك المبهمة هذه أنت تقلقنا..أخبرنا أرجوك..ما..ما المشكلة بأن يعرف جواد عن ماضيه!؟"..وافقه حينها باقي رجال القرية بإيماءات متوترة..حاثين بها رائد بأن يوضح..
اعتصر قبضته بحنق..ثم اخذ نفسا عميقا ليزفره بهدوء..مخففا بعض من توتره..ليردف آمراً..
"جميعكم نساءا واطفالا إلى أعمالكم حالا..وليبقى فقط الرجال..وأرجو أن يكون كلامي واضحا"..بدأ الجميع بالانسحاب طواعية رويدا رويدا..ولا يخفى أن بعضهم فضوله كاد يقتله أن يعرف ما يخبأه السيد رائد..وكم يبدو أنه بالامر الجلل..
"وأنت أيضا..فارس ألم تسمع!؟"..
باغتني بنبرته الحادة التي افزعتني..حيث كنت شاردا افكر بما قاله المعني..
نفثت الهواء واضعا يدي على قلبي..لاردف بنوع من التأنيب.
."أفزعتني يا عم رائد..ألا يمكنك أن تأمر بلطف"..الجمتني نظرته الحارقة..حيث بثت بأوصالي القشعريرة..لكني تظاهرت بالقوة..مردفا وأنا اشد على قميصي
"سأبقى هنا..وأستمع لما ستقوله..هذا من حقي ..أوليس الموضوع يتمحور حول أبي..إذ.."..
![](https://img.wattpad.com/cover/236173986-288-k161287.jpg)
أنت تقرأ
#ألم الفقدان....
Fiction générale-طفل في الثامنة من عمره يعيش حياة هادئة طبيعية مع ذاك الذي يعتبره اسرته الوحيدة وملجؤه الآمن........ -الا ان ايامه الوردية لم تدم طويلا لتنقلب رأسا على عقب..... "رواية ألم الفقدان"ستروي لكم الاحداث المؤلمة التي سيعشها ذاك البرعم بعد فقدان...